أخبار

وزيرة ما وراء البحار تخشى من الأوبئة بسبب إيرما

وزيرة ما وراء البحار تخشى من الأوبئة بسبب إيرما

"أ.ف.ب" (فرنسا)

تتراكم المياه الراكدة والنفايات في الشوارع، ولا تزال ماء الشرب مقطوعة، فباتت جزيرة سان مارتان الفرنسية-الهولندية التي اجتاحها الإعصار إيرما تتخوف من تفشي الأوبئة، بسبب الصعوبة في نشر النصائح الصحية، من جراء العودة الجزئية للتيار الكهربائي والاتصالات.

وبعد أكثر من أسبوع على الإعصار من الفئة الخامسة الذي ضرب سان مارتان وحصد أحد عشر قتيلا، وجزيرة سان بارتيليمي الفرنسية الأخرى، حان أوان اتخاذ التدابير الصحية الوقائية، وسط سكان ما زالوا يشعرون بهول المأساة والصدمة.

وقالت الوزيرة الفرنسية لمناطق ما وراء البحار "انك جيراردان" التي أمضت حوالى الأسبوع في الجزيرة بعد الإعصار، "نعم، ثمة مخاوف من تفشي الأوبئة". وأضافت "أننا نواجه إشكالية المياه الملوثة، ومسألة النفايات ومسألة النظافة بكل بساطة".

وفي سان مارتان، لا تزال مياه الشرب غير متوافرة في نهاية الأسبوع، ويعمد بعض السكان إلى استخدام الخزانات مباشرة. وصلت محطة لتحلية الماء مخصصة للجزيرة، الجمعة إلى بوانت-أ-بيتر التي تبعد حوالى 300 كلم عن سان مارتان. وبعد نقلها على متن باخرة، يفترض أن تباشر عملها قبل 25 سبتمبر، كما أعلن مسؤولون محليون.

في المقابل، استؤنف استخراج الماء في سان-بارث بكمية تناهز 800 متر مكعب في اليوم. ومن الأمور الملحة أيضاً تنظيف الجزيرة، حيث يعرب سكانها عن خشيتهم من النفايات المتراكمة التي تجتذب الفئران والجرذان.

وفي الأحياء الشعبية، حيث لم تتمكن العائلات من إجلاء الأطفال لعدم توافر الوسائل، يتخوف الناس أيضا من انتشار الذباب الذي ينقل حمى الضنك وأمراضا اخرى، في الأماكن التي لا تزال فيها المياه راكدة بعد الفيضانات، كما لاحظت مراسلة لوكالة "فرانس برس".

وقالت نتاشا، إحدى سكان ساندي غراوند إن "ابني يعاني من ارتفاع درجات الحرارة نجم عن لدغة ذبابة على الأرجح". وأضافت "من الضروري القيام بعمليات تنظيف للحؤول دون انتشار أعداد كبيرة من الذباب، وإلا انقضت علينا الأوبئة، لكن الأمر معقد من دون توافر الماء".

وفي بعض الأحياء، على غرار حي كونكورديا، بدأت الأربعاء عمليات التخلص من الذباب، كما لاحظت مراسلة وكالة "فرانس برس".



ولرصد أي وباء في بدايته، ذكر باتريك ريشار، مدير الوكالة الإقليمية للصحة في غوادالوب، أن علماء الأوبئة أعدوا "بطاقة سيتم ملؤها بصورة منتظمة مع المرضى".

وأعلنت وزيرة الصحة الفرنسية إنياس بوزين "لم نكتشف بعد أي مؤشر وبائي".

وشددت على القول أن "ما نواجهه اليوم هو بالأحرى خطر فردي، ما يعني أن من الملح أن يشرب الناس الذين يسكنون في سان مارتان مياه الشفة التي توزع بكميات كبيرة".

وكانت تطرقت الأربعاء خلال زيارتها لبوانت-أ-بيتر مع رئيس الدولة إلى بعض حالات الأطفال الذين يعانون من الإسهال. وتقول الحكومة إن 150 ألف قنينة ماء توزع في الوقت الراهن يوميا على الناس.

وأوضحت وزيرة ما وراء البحار "نوزع مياه الشفة في كل الأنحاء، لكن المسألة ما زالت تواجه بعض التعقيدات، إذ ليس من السهولة الوصول إلى بعض المناطق، وثمة على الأرجح أشخاص لم نتمكن بعد من الاتصال بهم".

وأضافت أن "الاشكالية اليوم تكمن في الاعلام" في منطقة لم تتم اعادة التيار الكهربائي الى كل انحائها، ولا تزال الاتصالات (شبكات الهاتف والانترنت...) معطلة في بعض الاماكن، بعد مرور الاعصار. وعمدت الحكومة الفرنسية الى توزيع ارشادات باللغات الفرنسية والاسبانية والانكليزية والكريولية. وتذكر ملصقات على سبيل المثال بأن "ماء القنينة وحده صالح للاستهلاك. واذا لم يتوافر لديك ذلك الماء، فاغل الماء جيدا قبل الاستخدام او الاستهلاك لغايات غذائية او للاستحمام".

واكدت بوزين ان مستشفى سان مارتان، رغم ما لحق به من دمار جزئي، ما زال يؤدي مهمته ويستطيع "استقبال الناس في ظروف جيدة". وبعد تفقده الجزيرتين، تبين للمندوب الوزاري لاعادة الاعمار فيليب غوستان الجمعة ان حجم الدمار في سان مارتان جاء اقل من التقديرات الاولى، موضحا ان 30% فقط من المباني "دمرت بالكامل".