البطالة والمخدرات والجرائم الشاذة !
على خفيف
الأربعاء / 29 / ذو الحجة / 1438 هـ الأربعاء 20 سبتمبر 2017 01:01
محمد أحمد الحساني
تصاعدت في مجتمعنا الآمن حدة الجرائم الناتجة عن الاعتلالات النفسية والمخدرات، حيث لم تعد تلك الجرائم مقتصرة على إيذاء النفس أو الآخرين، بل وصلت إلى إزهاق أرواح أقرب المقربين لأولئك المرضى أو المجرمين من أبوين وزوج وبعل وأبناء وأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية، وكلما وقعت فاجعة وذهب ضحيتها والدان أو زوج أو بعل أو أطفال أو إخوة أو أصهار، اكتفت وسائل الإعلام بنقل أخبار ما حصل، وطلب التعليق عليه من قبل بعض المختصين، لتطوى بعد ذلك أوراق الجريمة إعلامياً انتظاراً لوقوع جريمة جديدة يشبع فيها المجتمع والإعلام لطماً وتفجعاً وتنديداً بما وقع، ولكن دون أن يتلو تلك الجرائم معالجات عملية وبحث عميق صادق وشفاف للأسباب المؤدية إليها تمهيداً لوضع خطط وطنية جادة للمعالجة الناجعة !
فإذا كان هناك أسباب تقف وراء انحدار إنسان ما لارتكاب جرائم بشعة ضد والديه أو أسرته، وكان من تلك الأسباب الأمراض النفسية الحادة أو المخدرات، فهل لنا أن نتساءل عن الأوضاع التي أوصلت إنساناً ما إلى مستوى حاد من الاعتلالات النفسية التي تجعله خطراً على أقرب المقربين إليه، وهل من بينها البطالة التي يعاني منها مئات الآلاف من الشبان من الجنسين بعد تخرجهم من كليات وجامعات لم تؤهلهم لسوق العمل، أو أن سوق العمل يفضل عمالة رخيصة ومدربة تحقق له أرباحاً أكثر مع تهميش أبناء الوطن!، حتى يجد العاطل نفسه محبطاً مكتئباً فاقداً للأمل في الحياة لاسيما الذي تكون أسرهم معدمة أو ليس لديها ما تغطيه به من مال فائض عن حاجتها أو لإحساسه بأنه عالة على والديه وقد قارب نهاية العقد الثالث من عمره، ناهيك عن أحلامه في تكوين أسرة مستقلة، فإن كانت البطالة وراء الاعتلالات النفسية أو معظمها فماذا فعلت المؤسسات الرسمية لعلاجها، أم أن هذا الأمر لا يعنيها وأن الجميع يمارسون الفرجة ثم يتباكون على ما تخلفه هذه المأساة من ضحايا؟!
وإن كان الذي يقف وراء هذه الجرائم المنكرة هي المخدرات، فكيف يمكن لنا التوصل إلى حماية الشبان والشابات منها، وكيف يستقيم ما يبذل من جهود أمنية جبارة لمحاربة المخدرات ومنع تسربها إلى الوطن مع توفر ما يغطي احتياجات كل المدمنين، فلم أسمع عن مدمن بحث عن جرعة مخدر فلم يجدها، ولكنني قد أسمع عن مريض بالقلب أو السرطان بحث عن دواء معين لمرضه فعلم أنه غير موجود في الصيدليات العامة !
وعلى أية حال فإن فواجع المجتمع من أمثال هذه الجرائم الشاذة لم تزل تكبر وتتسع وإذا لم تعالج بأمانة وصدق وقوة فقد يتسع الخرق على الراقع ولات ساعة مندم؟!
mohammed.ahmad568@gmail.com
فإذا كان هناك أسباب تقف وراء انحدار إنسان ما لارتكاب جرائم بشعة ضد والديه أو أسرته، وكان من تلك الأسباب الأمراض النفسية الحادة أو المخدرات، فهل لنا أن نتساءل عن الأوضاع التي أوصلت إنساناً ما إلى مستوى حاد من الاعتلالات النفسية التي تجعله خطراً على أقرب المقربين إليه، وهل من بينها البطالة التي يعاني منها مئات الآلاف من الشبان من الجنسين بعد تخرجهم من كليات وجامعات لم تؤهلهم لسوق العمل، أو أن سوق العمل يفضل عمالة رخيصة ومدربة تحقق له أرباحاً أكثر مع تهميش أبناء الوطن!، حتى يجد العاطل نفسه محبطاً مكتئباً فاقداً للأمل في الحياة لاسيما الذي تكون أسرهم معدمة أو ليس لديها ما تغطيه به من مال فائض عن حاجتها أو لإحساسه بأنه عالة على والديه وقد قارب نهاية العقد الثالث من عمره، ناهيك عن أحلامه في تكوين أسرة مستقلة، فإن كانت البطالة وراء الاعتلالات النفسية أو معظمها فماذا فعلت المؤسسات الرسمية لعلاجها، أم أن هذا الأمر لا يعنيها وأن الجميع يمارسون الفرجة ثم يتباكون على ما تخلفه هذه المأساة من ضحايا؟!
وإن كان الذي يقف وراء هذه الجرائم المنكرة هي المخدرات، فكيف يمكن لنا التوصل إلى حماية الشبان والشابات منها، وكيف يستقيم ما يبذل من جهود أمنية جبارة لمحاربة المخدرات ومنع تسربها إلى الوطن مع توفر ما يغطي احتياجات كل المدمنين، فلم أسمع عن مدمن بحث عن جرعة مخدر فلم يجدها، ولكنني قد أسمع عن مريض بالقلب أو السرطان بحث عن دواء معين لمرضه فعلم أنه غير موجود في الصيدليات العامة !
وعلى أية حال فإن فواجع المجتمع من أمثال هذه الجرائم الشاذة لم تزل تكبر وتتسع وإذا لم تعالج بأمانة وصدق وقوة فقد يتسع الخرق على الراقع ولات ساعة مندم؟!
mohammed.ahmad568@gmail.com