تقديرات عادلة لعقارات العشوائيات
على خفيف
الجمعة / 02 / محرم / 1439 هـ الجمعة 22 سبتمبر 2017 01:32
محمد أحمد الحساني
من أجل القضاء على العشوائيات التي شوّهت المدن والمحافظات الكبرى ومنها مدينة مكة المكرمة ومحافظة جدة وغيرهما من مدن ومحافظات المملكة، تم اعتماد لائحة رسمية لتنظيم العشوائيات توجت بمرسوم ملكي كريم وهي لائحة تساعد على سرعة القضاء على العشوائيات من الناحية الإجرائية. ولأنّ أمر إعادة تأهيل العشوائيات أُوكِلَ للقطاع الخاص من شركات عقارية ومستثمرين، ما جعلها من المشاريع الخاصة، ولأنّ نزع الملكية فيها لصالح هذا النوع من الاستثمار العقاري، فقد كان لِزاما على المستثمرين أن يأخذوا في الاعتبار قاعدة بارك الله فيمن نفع وانتفع، وأن تكون التقديرات المقدمة للعقارات الواقعة في المناطق العشوائية مجزية أو على الأقل بسعر المثل، خاصة إذا كانت المنطقة العشوائية المُراد شراء عقاراتها لإزالتها وإقامة مشروع استثماري حضاري محلها من المواقع المميزة، كأن تكون قريبة من المسجد الحرام، مثل مشروع جبل الشراشف ومشروع الكدوة والطريق الموازي وغيرها لأن العدالة في التقدير من أهم العوامل التي تساعد على التوفيق والنجاح، وبالتالي تسهيل مهمة إزالتها وإعادة تخطيطها وبناء مشاريع حضارية واستثمارية عليها، أما أن يُفاجأ بعض أصحاب العقارات بأثمان بخسة لعقاراتهم المنزوعة لمشروع استثماري ما فإذا راجعوا المستثمرين في الأمر قيل لهم إن هذه الأسعار هي تقديرات رسمية وضعتها اللجنة المُكَلَّفة بتقدير العقارات، مع أنه كان من المفروض أن يكون للمشاريع الاستثمارية الخاصة التي تستهدف المناطق العشوائية لجنة تقدير خاصة بها تُكَوّن من عدد من أصحاب الخبرة الذين لديهم دراية واقعية بأسعار العقارات في المناطق العشوائية، خاصة ذات المواقع المميزة، ولا بأس أن تعُتَمد التقديرات من قِبل جهة رسمية بعد التأكد من أن التقديرات متوازنة لا ضرر فيها ولا ضرار. والغريب في هذا الأمر أن مجموعة من المستثمرين قاموا بشراء مئات العقارات في إحدى المناطق العشوائية ذات المواقع المميزة لمجاورتها للحرم المكي الشريف، ودفعوا للملّاك أسعاراً رأوا أنها مناسبة وقريبة من سعر المثل، ووجدوا أن غالبية الملّاك البائعين قد سلّموا عقاراتهم راضين بما استلموه من تقديرات جيدة، ولكن المفاجأة أنّ قائمة بتقديرات المنطقة صدرت من قِبل اللجنة الرسمية نزلت بأسعار العقارات إلى أقل من نصف ما كان يدفعه المستثمرون للملّاك قبل ورود القائمة الرسمية بالتقديرات، ما أوقع المستثمرون في (حيص بيص) لأنهم قد اشتروا منذ سنوات بأسعار تزيد إلى الضعف على قائمة أسعار اللجنة فماذا هم فاعلون؟.
أما الذين لم يبيعوا عقاراتهم قبل ورود قائمة الأسعار دخلوا في جدال مع المستثمرين؛ لأن جيرانهم على سبيل المثال باعوا المتر بعشرة آلاف والمعروض عليهم بعد قائمة الأسعار هو أربعة آلاف ريال فارتفعت عقيرتهم بالشكوى لأنهم لا يستطيعون تصديق أن المستثمرين كانوا أكثر عطفا عليهم وأعظم عدلاً من لجنة التثمين، ولكن المستثمرين لم يكونوا يملكون أي حل يقدمونه سوى التأكيد بأنهم ملزمون بالشراء بموجب قائمة الأسعار المُبلّغة لهم وحسبهم أنهم اشتروا من قبل بضعف أسعار القائمة وبموجب هذه الأسعار سوف تحتسب الأسهم بعد تحويل المبالغ التي اشتروا بها العقارات إلى أسهم. وأخيرا فإن تحويل المناطق العشوائية إلى مناطق حضارية منظمة هدف وطني جميل تبنّاه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، حيث يوجد بجوار المسجد الحرام عدد من المناطق العشوائية التي سيؤدي تطويرها وإعادة تأهيلها إلى تحويلها إلى أحياء سكنية وتجارية حسنة التخطيط متكاملة الخدمات رائعة المظهر، ولكن هذا الهدف الوطني النبيل يجب ألاّ يؤدي إلى شعور ملاّك تلك المناطق بأنهم بُخِسوا في أثمان عقاراتهم، حتى أن ما دُفع لبعض العقارات لا يكفي لشراء شقة صغيرة (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) صدق الله العظيم.
أما الذين لم يبيعوا عقاراتهم قبل ورود قائمة الأسعار دخلوا في جدال مع المستثمرين؛ لأن جيرانهم على سبيل المثال باعوا المتر بعشرة آلاف والمعروض عليهم بعد قائمة الأسعار هو أربعة آلاف ريال فارتفعت عقيرتهم بالشكوى لأنهم لا يستطيعون تصديق أن المستثمرين كانوا أكثر عطفا عليهم وأعظم عدلاً من لجنة التثمين، ولكن المستثمرين لم يكونوا يملكون أي حل يقدمونه سوى التأكيد بأنهم ملزمون بالشراء بموجب قائمة الأسعار المُبلّغة لهم وحسبهم أنهم اشتروا من قبل بضعف أسعار القائمة وبموجب هذه الأسعار سوف تحتسب الأسهم بعد تحويل المبالغ التي اشتروا بها العقارات إلى أسهم. وأخيرا فإن تحويل المناطق العشوائية إلى مناطق حضارية منظمة هدف وطني جميل تبنّاه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، حيث يوجد بجوار المسجد الحرام عدد من المناطق العشوائية التي سيؤدي تطويرها وإعادة تأهيلها إلى تحويلها إلى أحياء سكنية وتجارية حسنة التخطيط متكاملة الخدمات رائعة المظهر، ولكن هذا الهدف الوطني النبيل يجب ألاّ يؤدي إلى شعور ملاّك تلك المناطق بأنهم بُخِسوا في أثمان عقاراتهم، حتى أن ما دُفع لبعض العقارات لا يكفي لشراء شقة صغيرة (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) صدق الله العظيم.