لم يتردد النجم البرازيلي ليوناردو دي سوزا في قبول عرض النادي الأهلي وتفضيله على فرق فرنسية وإماراتية عدة، فالنصائح التي تلقاها كانت كلها تشير باتجاه النادي الملكي من عدد من اللاعبين البرازيليين الذين احترفوا في صفوفه خلال فترات سابقة وظلوا منذ ذلك التاريخ في ارتباط محبة معه ومع مجانينه.

دي سوزا، الذي يعد انتقاله للنادي الأهلي الأبرز خلال فترة الانتقالات الصيفية لما يمتلكه من إمكانات ومهارات عالية، قال لـ«عكاظ» في الحوار الذي أجرته معه بأنه تفاجأ هو وعائلته منذ يومهم الأول في المملكة بالاستقرار والأمن، بعكس ما كانوا يسمعون سابقا، وكيف وجد وأسرته الاحترام والتقدير والتعامل الحسن من الجميع، سواء داخل النادي أو خارجه، وكيف أن جدة أعجبتهم بعمرانها وحداثة مبانيها وشاطئها الرائع وأسواقها الراقية.

وهنا نص الحوار:

• حدثنا عن بداياتك الكروية.. ولماذا غادرت البرازيل مبكرا؟

•• بدأت حياتي الكروية في البرازيل مع ناديين كلاعب هاو، ولم أوفق في الاحتراف مع أحد الأندية هناك، قبل أن أغادر في سن الـ12 من عمري إلى أوروبا، ومن هناك بدأت مسيرتي الكروية كلاعب هاو، إذ شاركت في بطولات عدة وحصلت على أفضل لاعب في عدد منها، الأمر الذي سهل علي الدخول لعالم الاحتراف، إذ انطلقت من أوكرانيا بعد تقديمي مستويات مميزة، واكتسبت خبرة كبيرة سهلت عملية انتقالي للعب في صربيا، وتنقلت بين ثلاثة أندية هناك كان آخرها نادي بارتيزان الصربي الذي قدمت معه أفضل مستوياتي الكروية.

• هل التجارب التي خضتها خارج البرازيل في سن مبكرة ستساعدك على الانسجام بشكل أسرع مع الأهلي؟

•• نعم.. نظرا لتجربتي في الاحتراف الخارجي الطويلة في أجواء مختلفة ما بين طقس يميل إلى البرودة الشديدة، وآخر حار، فذلك سيمنحني سرعة التأقلم مع أي مناخ وفي أي منطقة بكل سهولة.

• انتقالك لصفوف الأهلي صاحبته مفاوضات طويلة، وكذلك مع العين الإماراتي.. هل كان لها تأثير عليك في تلك الفترة؟

•• عملية انتقالي للنادي الأهلي وما صاحبها من طول في المفاوضات بين الطرفين في تلك الفترة أصابتني ببعض الشرود الذهني مع فريقي السابق بارتيزان الصربي، كونها كانت مصيرية لي ولعائلتي أيضا، والتي كنت أبحث من خلالها عن الاستقرار وكان لابد من اتخاذ قرار يحدد مصيري ومصير عائلتي بشكل سريع.

وداع مؤثر

• خلال تلك المفاوضات كنت تقوم بنشر صور وكلمات وداع لأنصار بارتيزان.. هل كان ذلك وسيلة ضغط منك على إدارة النادي للموافقة على انتقالك؟

•• قبل أن أقوم بنشر تلك الصور والكلمات كنت قد اتخذت قراري الشخصي بمغادرة الفريق، ولكن كان يجب أن أقدم الشكر لجماهير النادي التي دعمتني خلال وجودي بالنادي، وكانت بمثابة عائلتي، وفراقهم كان مؤلما بالنسبة لي، ولا دخل للمفاوضات في تلك المشاعر بيني وبين جماهير النادي.

• ما هي الأسباب الحقيقية لرفضك العرض المقدم من نادي ميتز الفرنسي وتفضيلك عرض الأهلي؟

•• في تلك الفترة إضافة إلى عرض النادي الفرنسي المغري وصلتني عروض من ثلاثة أندية إماراتية إلى جانب عرض النادي الأهلي، ولكن قبل أن اتخذ قرار الموافقة على عرض الأهلي قمت بالاستفسار عن كل ناد من خلال أصدقاء مقربين خاضوا تجارب احترافية في المناطق التي وصلتني منها عروض، وعن الأندية التي قدمت لي العروض، فوجدت الأهلي هو الأنسب بينها كونه يستوفي كل متطلباتي ويملك قاعدة جماهيرية كبيرة ويشارك في بطولة قارية وصل لمراحل متقدمة فيها، وكنت أبحث عن ناد مختلف فوجدت الأهلي هو الأنسب.

الأهلي الأفضل

• هل لك أن تطلعنا على اللاعبين الذين قمت باستشارتهم قبل قدومك للأهلي؟

•• تواصلت مع عدد كبير من اللاعبين الذين تربطني معهم صداقات، ولم أكتف بذلك، فقد قمت بالبحث في مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت للتعرف على النادي الأهلي بشكل أكبر فوجدت أن الأهلي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة ومتابعين كثر وبطولات رائعة، ومن خلال ذلك اتضح لي أنه متابع من شريحة كبيرة ومن الأندية الكبيرة في المنطقة.

• رغم توقيعك للعقد مع النادي الأهلي إلا أن انضمامك للفريق كان متأخرا؟

•• كانت هناك بعض الإشكالات البسيطة ولم تكن عائقا حقيقيا لقدومي، ولكن كانت السبب في تأخري، حتى مع نادي بارتيزان لم يكن قرار إعلان فسخ عقدي سهلا بالنسبة لهم أمام الجماهير التي كانت تطالب ببقائي في ذلك الوقت، ولكن في نهاية الأمر أنا موجود الآن مع فريقي الحالي ولا توجد أي مشكلات.

منافسة لفيكتور

• عند ذكر اللاعبين البرازيليين يتبادر إلى أذهان الجماهير الأهلاوية مواطنك فيكتور سيموس.. هل يعد ليوناردو جماهير الأهلي بنسيان فيكتور؟

•• فيكتور سيموس قدم للأهلي عملا كبيرا واستطاع وضع بصمته مع الفريق، وهذا ما يسعى له أي لاعب عند انضمامه لأي ناد، وما أطمح له شخصيا هو أن أضع بصمتي مع الفريق وتحقيق البطولات والإنجازات، كما أتمنى ألا أغادر النادي إلا بعد تحقيقي إنجازات معه وترك بصمة في تاريخي مع الفريق، وألا تكون تجربتي مع الأهلي مجرد محطة عبور.

• ما هي الانطباعات الأولية التي وجدتها عن المنطقة بشكل عام خلال الفترة البسيطة التي قضيتها مع الأهلي؟

•• لقد تفاجأت مما وجدته وعشته منذ أول يوم قدمت فيه إلى المملكة، وبكل صراحة كنت أسمع في السابق أن المنطقة ليست مستقرة والأمن فيها منعدم ولكن كل تلك التصورات تلاشت منذ وصولي إلى هنا ومشاهدتي عكس ذلك على أرض الواقع، فلم أجد سوى الاحترام والتقدير والتعامل الحسن من الجميع سواء من داخل النادي من إدارة ولاعبين أو خارج النادي، حتى على مستوى السكن وجدت بيئة آمنة ومريحة لي ولعائلتي التي كانت سعيدة أيضا بما شاهدته وعايشته هنا في مدينة جدة، التي لم نجدها في بعض الدول الأوروبية الكبيرة.

السومة هائل

• قبل حضورك للنادي، هل سمعت عن المهاجم الهداف عمر السومة، وهل ستشكل معه قوة هجومية بالفريق؟

•• خلال عملية البحث عن النادي الأهلي في مواقع التواصل قبل قدومي عرفت أنه هداف للدوري السعودي منذ ثلاثة مواسم ونجم الجماهير الأهلاوية الأول، وهذا أمر رائع بأن ألعب بجانب هداف كبير واللعب معه في فريق واحد، وكذلك أمر محفز ببذل المزيد من الجهد، ومهمتي كلاعب جناح هي مساعدة اللاعب السومة على التهديف كونه مهاجما صريحا، وسنسعى سويا لتحقيق كل ما هو ممكن للفريق، ولا يهم من سيسجل، المهم مساعدة الفريق على الانتصارات، وفي حال تحقيق أي لاعب للقب الهداف فلا يعني ذلك أن المجهود فردي، فالإنجاز ينسب لجميع اللاعبين الذين لولاهم لما حقق اللقب.

الأخضر فاجأني

• هل شاهدت مباراة المنتخب الأخيرة أمام اليابان التي صعد من خلالها لنهائيات كأس العالم.. وما هي انطباعاتك عنه؟

•• كانت المرة الأولى التي أشاهد مباراة للمنتخب السعودي وفوجئت مما شاهدته، فقد كنت أتوقع أن يحسم منتخب اليابان المباراة وأن فارق الإمكانات يصب لمصلحة اليابان لأنني لم أكن أعلم عن المنتخب السعودي شيئا، ولكن شاهدت عكس ذلك، إذ شاهدت منتخبا منظما وكبيرا ولاعبين مميزين جدا ومدربا كبيرا وتحركات داخل الملعب تضاهي ما نشاهده في أوروبا، وأتوقع لهم ترك بصمة في المونديال.

• كيف وجدت بيئة النادي الأهلي، ومن هو اللاعب الأقرب لك خلال الفترة القليلة الماضية؟

•• بكل صدق وجدت كل الاحترام والاحترافية العالية في النادي من جميع الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين، فمنذ أول يوم قدمت فيه لم أشعر بالغربة معهم أبدا، وكذلك الحارس ياسر المسيليم الذي يتمتع بروح مرحة وجميلة.

• أخيرا، بماذا تعد جماهير الملكي؟

•• أعد الجماهير الأهلاوية بتسخير كل ما أملك من إمكانات في محاولة إسعادهم وتحقيق الإنجازات معهم، وذلك لن يتحقق إلا بتكاتفهم معنا ودعمهم لنا في مسيرتنا القادمة.