«حمَّى نصرالله ».. والغضب القنفذي
الأربعاء / 07 / محرم / 1429 هـ الأربعاء 16 يناير 2008 20:13
تركي العسيري
مثقفو القنفذة «غاضبون» كما ورد في الصحف من الروائي الأردني/ إبراهيم نصرالله.. الذي عاش بينهم قبل أكثر من ربع قرن، وتنكر «للعيش والملح» حين أصدر روايته «حمى البراري»، وقد رأى فيها مثقفو القنفذة تطاولاً وتشويهاً لا يليق بحق مدينتهم وأهلها الطيبين.
و«القنفذي» إذا غضب، أقولها من خلال معايشتي وتجربتي مع بعض أبناء هذه المحافظة العزيزة، «حالة خاصة» يتوارى أمامها الغضب «المضري» المشهور خجلان منكسراً.
ورغم غضبهم المشتعل فهم يملكون قلوباً ناصعة كالثلج، دافئة كمساءات بلدتهم الحالمة، والحق أنني ارتبط بالقنفذة بحالة وجدانية موغلة في المحبة، رغم أنني لم أزرها في حياتي «المديدة»، ولكنني أشعر نحوها ونحو سكانها بحنو ومحبة غذتها صداقاتي لعديد من أبنائها، والذين زاملتهم خلال رحلة طلب العلم، وتشرفت بمعرفتهم، أذكر منهم الأساتذة:
سعود الزيلعي، عبدالله الغانمي، إبراهيم السلامي، أبوبكر بلغيث، والرياضي القنفذي القديم (جيزان برش).. وغيرهم الكثير ممن لازلت أحمل عبق أيامهم الجميلة أيام الدراسة والتحصيل، لذا فإنني أتفهم غضبهم.. ولكنني أتصور أن «حمى البراري» ينبغي ألا تشكل هاجساً لمثقفي القنفذة.. وحينما نتذكر «حمى البراري» تحديداً كأنموذج للسرد القائم على قلب حقائق الواقع المعاش ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا تهويمات، وتجاوزات الأعمال الإبداعية التي تتكئ على أحداث «معجوقة» بالخيال. ومهما يكن فإن روح التعاطي المتسامح مع المنجز الإبداعي أياً يكن هي سمة المثقف الذي يؤمن بالتنوع، وتباين الرؤى في مختلف الطروحات.
وأظن ومعي جيل قديم يعرف أن «القنفذة» وغيرها من مدن المملكة قبل ثلاثين عاماً خلت لم تكن على هذا النحو الذي نعيشه اليوم، ولذا فحين رأينا رياح التطور تهب على قرانا ومدننا البعيدة شعرنا بالفرح والزهو، فلا ضير إذن أن يصور «نصرالله» لحظات الفرح التي أخذتنا، والأوضاع التي كنا عليها، ولابد لي هنا أن أشير إلى أن «حمى البراري» ليست «بيضة الديك» الوحيدة، - هل يبيض الديك فعلاً- التي كتبها أشقاء مبدعون عاشوا بيننا وتقاسمنا معهم الهموم الكبرى، والأحلام الصغيرة بوطن عربي أخاذ ومتعال ومتحد.. فقد سبقه إلى ذلك.. يحيى يخلف في «الطريق إلى بلحارث» و«نجران تحت الصفر» و.. «رفحا طارق حربي» إذن فلا تثريب عليكم أيها القنفذيون، فلستم وحدكم في الميدان، وقديماً قالت العرب بأن العدل في الظلم عدل!
أريد في النهاية أن أقول: إن علينا كمثقفين أن نفرق بين العمل الإبداعي القائم على مزاوجة الخيال بالواقع في ثنائية يفرض من خلالها المبدع أدواته ورؤاه التي قد تشطح كثيراً.. وبين السير الذاتية التي تقوم على الصدق والواقعية والمباشرة.
حمى الله «القنفذة» وأهلها الطيبين من كل ظلم وحمَّى!!
تلفاكس :076221413
و«القنفذي» إذا غضب، أقولها من خلال معايشتي وتجربتي مع بعض أبناء هذه المحافظة العزيزة، «حالة خاصة» يتوارى أمامها الغضب «المضري» المشهور خجلان منكسراً.
ورغم غضبهم المشتعل فهم يملكون قلوباً ناصعة كالثلج، دافئة كمساءات بلدتهم الحالمة، والحق أنني ارتبط بالقنفذة بحالة وجدانية موغلة في المحبة، رغم أنني لم أزرها في حياتي «المديدة»، ولكنني أشعر نحوها ونحو سكانها بحنو ومحبة غذتها صداقاتي لعديد من أبنائها، والذين زاملتهم خلال رحلة طلب العلم، وتشرفت بمعرفتهم، أذكر منهم الأساتذة:
سعود الزيلعي، عبدالله الغانمي، إبراهيم السلامي، أبوبكر بلغيث، والرياضي القنفذي القديم (جيزان برش).. وغيرهم الكثير ممن لازلت أحمل عبق أيامهم الجميلة أيام الدراسة والتحصيل، لذا فإنني أتفهم غضبهم.. ولكنني أتصور أن «حمى البراري» ينبغي ألا تشكل هاجساً لمثقفي القنفذة.. وحينما نتذكر «حمى البراري» تحديداً كأنموذج للسرد القائم على قلب حقائق الواقع المعاش ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا تهويمات، وتجاوزات الأعمال الإبداعية التي تتكئ على أحداث «معجوقة» بالخيال. ومهما يكن فإن روح التعاطي المتسامح مع المنجز الإبداعي أياً يكن هي سمة المثقف الذي يؤمن بالتنوع، وتباين الرؤى في مختلف الطروحات.
وأظن ومعي جيل قديم يعرف أن «القنفذة» وغيرها من مدن المملكة قبل ثلاثين عاماً خلت لم تكن على هذا النحو الذي نعيشه اليوم، ولذا فحين رأينا رياح التطور تهب على قرانا ومدننا البعيدة شعرنا بالفرح والزهو، فلا ضير إذن أن يصور «نصرالله» لحظات الفرح التي أخذتنا، والأوضاع التي كنا عليها، ولابد لي هنا أن أشير إلى أن «حمى البراري» ليست «بيضة الديك» الوحيدة، - هل يبيض الديك فعلاً- التي كتبها أشقاء مبدعون عاشوا بيننا وتقاسمنا معهم الهموم الكبرى، والأحلام الصغيرة بوطن عربي أخاذ ومتعال ومتحد.. فقد سبقه إلى ذلك.. يحيى يخلف في «الطريق إلى بلحارث» و«نجران تحت الصفر» و.. «رفحا طارق حربي» إذن فلا تثريب عليكم أيها القنفذيون، فلستم وحدكم في الميدان، وقديماً قالت العرب بأن العدل في الظلم عدل!
أريد في النهاية أن أقول: إن علينا كمثقفين أن نفرق بين العمل الإبداعي القائم على مزاوجة الخيال بالواقع في ثنائية يفرض من خلالها المبدع أدواته ورؤاه التي قد تشطح كثيراً.. وبين السير الذاتية التي تقوم على الصدق والواقعية والمباشرة.
حمى الله «القنفذة» وأهلها الطيبين من كل ظلم وحمَّى!!
تلفاكس :076221413