رياضة

الرياضة والقيادة

فواز بن منيع

فواز بن منيع

المتتبع للقرارات الأخيرة التي شهدتها المملكة خلال الفترة الماضية، يجدها تعكس جانبا مهما في مسيرتنا الحالية، وهي أن القرارات كانت أكثر حيوية ودقة وسرعة، وتعتمد على نهضة الوطن، ولكنها تتسم بالجرأة أيضا، إذ استطاعت أن تلامس كثيرا من المشكلات المستعصية التي كان الكثير في أمس الحاجة إليها، وقبل أن أخوض في مسألة قيادة المرأة للسيارة، ومدى الحاجة الملحة إليها، أعود للوراء قليلا وأذكركم بالقرارات الرياضية التي أصدرت خلال الأسبوعين الماضيين، منذ تولي تركي آل الشيخ رئاسة هيئة الرياضة، فكم كنا ننادي بمشاكل نادي الاتحاد وديونه، وكم صرخنا كثيرا للاستفادة من اللاعبين المواليد في المملكة، وشهدنا تسرب الكثير منهم إلى دول مجاورة، وزيادة اللاعبين الأجانب في الفريق، وغيرها من القرارات الرياضية المهمة، وكما أن الرياضة جزء مهم من حياة السعوديين، كان لها نصيب وافر من التغيير الذي بات محتما لكي نصل إلى مصاف الدول الكبرى.

واليوم لم نفاجأ بقرار السماح للمرأة بقيادة السيارة أسوة بالرجل، فهو زمن التغيير، وإنهاء الملفات العالقة التي باتت تشكل إزعاجا كبيرا للجميع، وبعضها بقي عائقا في اتخاذ قرارات أخرى وخطوات تطويرية جديدة، وإذا لم يتخذ هذا القرار في فترتنا الحالية فلن يتخذ في أي فترة أخرى، خاصة أن دماء جديدة تم بثها في جسد مملكتنا الحبيبة وكان على رأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أضاف لبلدنا حسا شبابيا، وطاقة تؤكد أننا أمام سعودية جديدة عنوانها الروح والتفاؤل والمستقبل، لذلك كانت غالبية القرارات التي سمعنا عنها هي قرارات شابة، صدرت من الشباب إلى الشباب، وتمس شريحة كبيرة، لتطال احتياجاتهم الأساسية كالوظيفة والمعيشة والسكن، وتركز على طاقاتهم وعقولهم كالدراسة والجامعات والبحوث، وقرارات أخرى تمس حياتهم الترفيهية كالرياضة والترفيه، ولكن قرار قيادة المرأة لم يكن عبثا ولا ترفيهيا، بل حاجة ملحة تفرضها التغييرات التي طالت مستقبل المرأة السعودية بعد أن وصلت إلى مناصب لم تكن تتولاها قديما، ولم يكن قرار القيادة سوى جزء بسيط ليكمل منظومة النجاح التي سطرتها الفتاة السعودية، وسنرى انعكاس ذلك القرار قريبا على مختلف الأصعدة.