أول ملك في بلاد القياصرة
الاثنين / 12 / محرم / 1439 هـ الاثنين 02 أكتوبر 2017 01:01
عبدالرحمن الطريري
يبدأ خادم الحرمين الشريفين زيارة لروسيا الاتحادية، هي أول زيارة لملك سعودي إلى موسكو، والثانية للملك سلمان بعد زيارته في يونيو 2006 كأمير للرياض، كما أن الرئيس فلاديمير بوتين هو الرئيس الروسي الوحيد الذي زار المملكة.
بالطبع زار روسيا الملك عبدالله والأمير سلطان والأمير محمد بن سلمان، في عدة زيارات كانت خطوات في تطوير العلاقات بين البلدين، والتي كانت علاقات قديمة؛ إذ إن روسيا أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية، لكنها أيضا مرت بعقود من برودة العلاقات، شبيهة ببرودة الحرب الباردة وأحيانا تزامنا معها.
اليوم تأتي هذه الزيارة تتويجا لمرحلة جديدة بين البلدين، عناوينها الرئيسية كثيرة، لكن العنوان الرئيس لهذه العلاقة بشكلها المتصاعد من 2015، كونها «علاقة ثقة قادرة على العمل على المشتركات والتفاهم حول الاختلافات».
الثقة هي مسألة مهمة جدا في الذهنية الروسية، وعادت ما تكون بناء على تراكم زمني ومواقف، ولا أدل على الثقة الموجودة بين الطرفين من الاتفاق التاريخي بين وزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك، ووزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في أكتوبر 2015، والذي أدى لوقف نزيف أسعار النفط، وهو اتفاق تاريخي بين أكبر المصدرين داخل أوبك «السعودية»، وأكبر المصدرين من خارج أوبك «روسيا».
كما أن المملكة وروسيا تمثلان معا حوالى ربع إنتاج العالم من الطاقة، وما يعكس الثقة المستمرة هو ثبات هذا الاتفاق والحديث حول استمراره في 2018، كما أن هذا الاتفاق أرسل برسالته إلى الأسواق العالمية، ونتج عنه تحسن مقبول في أسعار النفط.
وللسعودية وروسيا هدف مشترك في ما يخص منطقة الشرق الأوسط، عبر السعي لاستقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب، وهو ما يستدعي نقاشات حول المختلف حوله قبل المتفق عليه في عدة ملفات إقليمية، ولعل أبرز عناوين الخلاف قد يكون المسألة السورية.
لكن الرياض تعرف أن المؤثر الرئيسي على الأرض، وصاحب الكلمة العليا في مناطق سيطرة النظام والميليشيات الموالية له هي موسكو، وموسكو تعرف أن الرياض هي المنصة الأوسع والأعم تمثيلا للمعارضة السورية، وبالتالي فالحوار دائم حول سوريا، والسعي لحل سياسي موجود من الطرفين رغم وجود تباين حول بعض النقاط.
يدرك الطرفان اليوم أن سياسة المحاور انتهت إلى لا عودة، وأن لغة المصالح والاقتصاد وتنويع الحلفاء هي لغة المستقبل، اليوم للصين علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ولروسيا علاقات جيدة مع عدة دول خليجية، كانت تاريخيا حليفة للولايات المتحدة، لكن عالم العقلاء اليوم لا يبتر العلاقة مع دولة على حساب أخرى.
خلال لقاءات ولي العهد السعودي بالرئيس بوتين، تم توقيع عدة اتفاقيات في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والتعاون في مجال الفضاء، وكذلك اتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية.
وهناك آفاق عدة للذهاب قدما في مزيد من التعاون الاقتصادي والثقافي، وهناك عدة أزمات إقليمية قد يكون تعاون السعودية وروسيا الجسر الرئيسي لحلها، ولعل على رأسها، القضية الفلسطينية، والتي ربما تشهد إنفراجة خاصه مع بوادر تجاوز الخلاف الفلسطيني الفلسطيني مؤخرا.
العلاقات السعودية - الروسية ستتقدم عدة خطوات للأمام بزيارة خادم الحرمين لموسكو، وقرار البلدين أن تستمر العلاقات في التقدم أيا كانت التحديات، وكما تقول الحكمة الروسية «نت كوروتكيكا بوتي تودا كودا ستويت ستريمتسيا»، أي «لا يوجد طريق مختصر لمكان يستحق أن تصل إليه».
بالطبع زار روسيا الملك عبدالله والأمير سلطان والأمير محمد بن سلمان، في عدة زيارات كانت خطوات في تطوير العلاقات بين البلدين، والتي كانت علاقات قديمة؛ إذ إن روسيا أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية، لكنها أيضا مرت بعقود من برودة العلاقات، شبيهة ببرودة الحرب الباردة وأحيانا تزامنا معها.
اليوم تأتي هذه الزيارة تتويجا لمرحلة جديدة بين البلدين، عناوينها الرئيسية كثيرة، لكن العنوان الرئيس لهذه العلاقة بشكلها المتصاعد من 2015، كونها «علاقة ثقة قادرة على العمل على المشتركات والتفاهم حول الاختلافات».
الثقة هي مسألة مهمة جدا في الذهنية الروسية، وعادت ما تكون بناء على تراكم زمني ومواقف، ولا أدل على الثقة الموجودة بين الطرفين من الاتفاق التاريخي بين وزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك، ووزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في أكتوبر 2015، والذي أدى لوقف نزيف أسعار النفط، وهو اتفاق تاريخي بين أكبر المصدرين داخل أوبك «السعودية»، وأكبر المصدرين من خارج أوبك «روسيا».
كما أن المملكة وروسيا تمثلان معا حوالى ربع إنتاج العالم من الطاقة، وما يعكس الثقة المستمرة هو ثبات هذا الاتفاق والحديث حول استمراره في 2018، كما أن هذا الاتفاق أرسل برسالته إلى الأسواق العالمية، ونتج عنه تحسن مقبول في أسعار النفط.
وللسعودية وروسيا هدف مشترك في ما يخص منطقة الشرق الأوسط، عبر السعي لاستقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب، وهو ما يستدعي نقاشات حول المختلف حوله قبل المتفق عليه في عدة ملفات إقليمية، ولعل أبرز عناوين الخلاف قد يكون المسألة السورية.
لكن الرياض تعرف أن المؤثر الرئيسي على الأرض، وصاحب الكلمة العليا في مناطق سيطرة النظام والميليشيات الموالية له هي موسكو، وموسكو تعرف أن الرياض هي المنصة الأوسع والأعم تمثيلا للمعارضة السورية، وبالتالي فالحوار دائم حول سوريا، والسعي لحل سياسي موجود من الطرفين رغم وجود تباين حول بعض النقاط.
يدرك الطرفان اليوم أن سياسة المحاور انتهت إلى لا عودة، وأن لغة المصالح والاقتصاد وتنويع الحلفاء هي لغة المستقبل، اليوم للصين علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ولروسيا علاقات جيدة مع عدة دول خليجية، كانت تاريخيا حليفة للولايات المتحدة، لكن عالم العقلاء اليوم لا يبتر العلاقة مع دولة على حساب أخرى.
خلال لقاءات ولي العهد السعودي بالرئيس بوتين، تم توقيع عدة اتفاقيات في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والتعاون في مجال الفضاء، وكذلك اتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية.
وهناك آفاق عدة للذهاب قدما في مزيد من التعاون الاقتصادي والثقافي، وهناك عدة أزمات إقليمية قد يكون تعاون السعودية وروسيا الجسر الرئيسي لحلها، ولعل على رأسها، القضية الفلسطينية، والتي ربما تشهد إنفراجة خاصه مع بوادر تجاوز الخلاف الفلسطيني الفلسطيني مؤخرا.
العلاقات السعودية - الروسية ستتقدم عدة خطوات للأمام بزيارة خادم الحرمين لموسكو، وقرار البلدين أن تستمر العلاقات في التقدم أيا كانت التحديات، وكما تقول الحكمة الروسية «نت كوروتكيكا بوتي تودا كودا ستويت ستريمتسيا»، أي «لا يوجد طريق مختصر لمكان يستحق أن تصل إليه».