منطق الطير
أفياء
الثلاثاء / 13 / محرم / 1439 هـ الثلاثاء 03 أكتوبر 2017 00:57
عزيزة المانع
فريد الدين العطار، صوفي فارسي، يعد من أعلام المتصوفة في القرن السادس الهجري مثل جلال الدين الرومي والغزنوي وابن العربي وغيرهم.
أكثر ما اشتهر به العطار منظومته الشعرية المعروفة باسم (منطق الطير). وهي منظومة طويلة يبلغ عدد أبياتها في بعض النسخ ما يزيد على أربعة آلاف بيت، وصدرت أول ترجمة عربية لها عام 1975، ترجمة بديع محمد جمعة.
منظومة منطق الطير، أقرب لأن تكون من الشعر المسرحي أو الملحمي، فهي تتحدث عن جماعة من الطير يقومون برحلة مجازية بحثا عن طائر (السيمرغ) المناط به حكمهم، وهو طائر أسطوري مثل العنقاء والفينيق، يقال إنه يعيش فوق شجرة الحياة التي متى نثرت بذورها على الأرض أخصبت.
هذه المنظومة ليست سوى أداة رمزية لما يختفي وراءها من الفكر الصوفي الذي يؤمن بتدرج سير الروح في ارتقائها نحو الكمال لتحقيق الاتحاد بالذات العليا، وهو يتخذ الطير رمزا للبشر في بحثهم عن الحقيقة، فجماعة الطيور تتطلع إلى معرفة الحقيقة، التي يمثلها طائر السيمرغ وترغب في الوصول إليه، لكنها حين أرشدها الهدهد إلى مكانه، وتبين لها ما في الطريق من بعد ومشقة، أخذ أغلبها يتراجع وينثني عن الارتحال معتذرا بأعذار مختلفة، في إشارة إلى ما يحدث من البشر من تراخ عن العمل لنيل الكمال. وكما أنه لم يبق من الطير سوى القليل للسير في الطريق الشاق إلى السيمرغ، فإن البشر هم كذلك، قليل منهم من يثبت في سيره نحو الله.
يضمن العطار منظومته على لسان الطيور، ما يحمله من أفكار وآراء صوفية حول الحياة والكون والإله، ويأتي في مقدمة ذلك الإيمان الصوفي بأن الطريق إلى كمال الإيمان يبدأ من الفناء في محبة الله. فالطيور قبل أن تصل إلى الحقيقة المتمثلة في طائر السيمرغ عليها أن تجتاز أودية ستة هي (وادي العشق، وادي المعرفة، وادي الاستغناء، وادي التوحيد، وادي الحيرة، وادي الفقر والفناء).
وهو هنا يركز على الفكرة الصوفية حول العشق الإلهي، فالعشق قوة خفية تدفع بالعاشق إلى الرغبة الجامحة في ملاقاة معشوقه، وطلب رضاه، والتفاني في تلبية أوامره، فالعشق هو الذي يسمو بالعاشق ليجعله يفنى في ذات المعشوق.
ومع ذلك فإنه ليس كل عشق دائما، فهناك من العشق ما يزول، وهو العشق الناجم عن التعلق بالصورة، أما العشق الدائم، فهو ذاك الذي ينبع عن المعرفة، فالمعرفة هي التي توثق التعلق الأبدي في القلب.
وخلاصة الفكرة هنا، أن من أراد التعلق الأبدي بالله سبحانه، عليه أن يجتهد في الوصول إلى معرفته تمام المعرفة، ولا يتحقق له ذلك إلا أن يحب الله ويخلص في حبه حتى يكون أحب إليه من كل شيء.
أكثر ما اشتهر به العطار منظومته الشعرية المعروفة باسم (منطق الطير). وهي منظومة طويلة يبلغ عدد أبياتها في بعض النسخ ما يزيد على أربعة آلاف بيت، وصدرت أول ترجمة عربية لها عام 1975، ترجمة بديع محمد جمعة.
منظومة منطق الطير، أقرب لأن تكون من الشعر المسرحي أو الملحمي، فهي تتحدث عن جماعة من الطير يقومون برحلة مجازية بحثا عن طائر (السيمرغ) المناط به حكمهم، وهو طائر أسطوري مثل العنقاء والفينيق، يقال إنه يعيش فوق شجرة الحياة التي متى نثرت بذورها على الأرض أخصبت.
هذه المنظومة ليست سوى أداة رمزية لما يختفي وراءها من الفكر الصوفي الذي يؤمن بتدرج سير الروح في ارتقائها نحو الكمال لتحقيق الاتحاد بالذات العليا، وهو يتخذ الطير رمزا للبشر في بحثهم عن الحقيقة، فجماعة الطيور تتطلع إلى معرفة الحقيقة، التي يمثلها طائر السيمرغ وترغب في الوصول إليه، لكنها حين أرشدها الهدهد إلى مكانه، وتبين لها ما في الطريق من بعد ومشقة، أخذ أغلبها يتراجع وينثني عن الارتحال معتذرا بأعذار مختلفة، في إشارة إلى ما يحدث من البشر من تراخ عن العمل لنيل الكمال. وكما أنه لم يبق من الطير سوى القليل للسير في الطريق الشاق إلى السيمرغ، فإن البشر هم كذلك، قليل منهم من يثبت في سيره نحو الله.
يضمن العطار منظومته على لسان الطيور، ما يحمله من أفكار وآراء صوفية حول الحياة والكون والإله، ويأتي في مقدمة ذلك الإيمان الصوفي بأن الطريق إلى كمال الإيمان يبدأ من الفناء في محبة الله. فالطيور قبل أن تصل إلى الحقيقة المتمثلة في طائر السيمرغ عليها أن تجتاز أودية ستة هي (وادي العشق، وادي المعرفة، وادي الاستغناء، وادي التوحيد، وادي الحيرة، وادي الفقر والفناء).
وهو هنا يركز على الفكرة الصوفية حول العشق الإلهي، فالعشق قوة خفية تدفع بالعاشق إلى الرغبة الجامحة في ملاقاة معشوقه، وطلب رضاه، والتفاني في تلبية أوامره، فالعشق هو الذي يسمو بالعاشق ليجعله يفنى في ذات المعشوق.
ومع ذلك فإنه ليس كل عشق دائما، فهناك من العشق ما يزول، وهو العشق الناجم عن التعلق بالصورة، أما العشق الدائم، فهو ذاك الذي ينبع عن المعرفة، فالمعرفة هي التي توثق التعلق الأبدي في القلب.
وخلاصة الفكرة هنا، أن من أراد التعلق الأبدي بالله سبحانه، عليه أن يجتهد في الوصول إلى معرفته تمام المعرفة، ولا يتحقق له ذلك إلا أن يحب الله ويخلص في حبه حتى يكون أحب إليه من كل شيء.