ثقافة وفن

«دوفور مانتيل».. عاشت تعالج نفسا وماتت تنقذ روحا

آن دوفورمانتيل

سعيد بوكرامي (الدار البيضاء)

بعد أسبوع من وفاتها (توفيت الجمعة الماضية)، نتذكر مقولة الفيلسوفة وعالمة النفس الشهيرة الفرنسية آن دوفورمانتيل (53 عاما)، التي تجسد جوهر مواقفها الإنسانية وماتت بشجاعة وهي تجابه قدرها، إذ قالت: «عندما يكون هناك خطر حقيقي فعلينا أن نواجهه، هناك حافز للتحرك بقوة، والتفاني في العمل، للتغلب على الذات».

وكانت مقالاتها الأسبوعية التي تصدر في جريدة «الليبراسيون»، مساحة فكرية وتأملية ثرية بالأفكار عن الشجاعة والحرية والحلم.

وفاة دوفورمانتيل كان تراجيديا، فبينما كانت تحاول إنقاذ طفلين يوشكان على الغرق قبالة شاطئ بامبيلون التابع لإقليم راماتويل بفرنسا، غرقت الفيلسوفة بسبب سوء الأحوال الجوية وشعورها بتشنج عضلي داخل الماء، لم تستطع على إثره مقاومة التيار، لكن في المقابل تم إنقاذ الطفلين إذ لم يصابا بأذى، كانت تدافع دائما عن الروح الإنسانية الآخذة في التلاشي تدريجيا في عصرنا الحالي، شكل الإعلان عن وفاتها صدمة للكتاب والفلاسفة وعموم الفرنسيين.

صدر لآن دوفورمانتيل 21 كتابا في التحليل النفسي، والفلسفة، تدافع فيها عن الحلم والحرية. من بينها: «الاستضافة» (1999) بشراكة مع جاك دريدا و «مديح خطر» (2011)، «ذكاء الحلم» (2012)، «القوة الناعمة» (2013) و «أسرار الدفاع» (2015)، ونشرت رواية مهمة في عام 2015، «الوجه الآخر للنار».