أخبار

«2030» تنتصر في بلاد القياصرة

تحالف الرياض وموسكو ليس موجها ضد أحد

الملك سلمان في حديث مع الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته روسيا.

فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@

حلل المراقبون وتكهن المحللون واجتهد الباحثون في الغرب قبيل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا وخلالها وبعدها، منهم من صدقت توقعاته بنجاح الحراك السعودي في المحيط العالمي، وإعادة تموضعها مع الحليف الروسي بسبب أطروحاتهم العقلانية، ومنهم من فشلت اجتهاداته بسبب افتراءاتهم واختلاقاتهم. الحقيقة التي لا تحجبها الشمس أن الحراك الإستراتيجي السعودي باتجاه روسيا كان بكل المعايير تغييرا في قواعد اللعبة العالمية. السعودية تموضعت في الغرب والشرق، وفق مصالحها الإستراتيجية. تعاون عسكري واقتصادي واستثماري إستراتيجي يصب في مصلحة البلدين وليس موجهاً ضد طرف ثالث، وبهدف إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، وتحقيق الأمن والسلم العالميين.

السعودية تضع مصالحها الإستراتيجية فوق أي اعتبار، وتضع مصلحة أمنها وسيادتها واستقرارها في الأولويات. وقعت مع روسيا عقوداً لتوريد نظام الدفاع الجوي المتقدم (S-400)، وأنظمة (Kornet-EM)، وراجمة الصواريخ (TOS-1A)، وراجمة القنابل (AGS-30)، وسلاح (كلاشنكوف AK- 103) وذخائره. كما تم توقيع مذكرة تفاهم لنقل وتوطين تقنيات تلك الأنظمة في السعودية. هذا هو التفكير النوعي للدبلوماسية السعودية التي وضعت في حراكها باتجاه روسيا وجميع دول العالم منطلقات الرؤية 2030 التي تعتبر تغييرا حقيقيا في قواعد اللعبة. زيارة الملك سلمان التاريخية إلى روسيا تمخضت عن توقيع حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية، فضلاً عن التوافق على تعزيز العلاقات بين البلدين، والمضي بها إلى آفاق أرحب وأوسع.

المراقبون قرأوا زيارة الملك سلمان من بعد إستراتيجي وفق التحولات السياسية والاقتصادية المتسارعة في العالم، وحرص الطرفان على الوصول إلى اتفاق يتعلق بالنفط. لقد حققت السياسة الخارجية السعودية اختراقا إيجابيا على المستوى السياسي والدفاعي والاستثماري والاقتصادي في الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وموسكو، وتمثل الاختراق في الدخول في تحالفات استثمارية. ولم تقتصر نتائج الزيارة على تعزيز جوانب الشراكة، بل ستساهم في إعادة التوازنات الجيوستراتيجية، وستكون بمثابة نقلة نوعية لإيجاد حلول لأزمات المنطقة، وفق قرارات الشرعية الدولية، والتصدي للعدوانية الإيرانية ومنع تدخلاتها في شؤون المنطقة.

زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دشنت نقلة نوعية في العلاقات، وأرست الأطر القانونية المعززة للشراكة المستقبلية، وخدمة مصالح المملكة، وأمن واستقرار المنطقة. والسعودية عندما تتحرك شرقا وغربا تحمل معها «رؤية 2030» التي ستنقل السعودية إلى ما بعد الاعتماد على النفط... السعودية المتجددة.