أغلى حجر عثرة
على شارعين
الاثنين / 26 / محرم / 1439 هـ الاثنين 16 أكتوبر 2017 01:05
خلف الحربي
يأتي الزائر إلى السعودية الجديدة الشابة التي ألقت أسمال الماضي خلف ظهرها، ووضعت رؤيتها الطموحة أمام عينيها، لتحط قدمه في مطار جدة فتخنقه رائحة الإحباط المنتشرة في المساحات الضيقة الممتلئة بالمسافرين الحائرين والموظفين والعمال الذين يحاولون عبثا القيام بأعمالهم الدقيقة وهم محشورون داخل علبة كبريت، ويحاول هذا المسافر – إذا كان سعوديا أو مقيما – أن يقنع نفسه بأن هذا المطار البائس الذي لا يليق أبدا بمكانة جدة ما هو إلا (حالة مؤقتة) سوف تزول من الوجود بمجرد افتتاح المطار الجديد، الذي يقال إنه واحد من أجمل مطارات العالم.. أما متى يفتتح هذا المطار بعد شهر.. بعد سنة.. بعد خمس سنوات.. فكل شيء وارد.
في كل الأزمنة الماضية بقي هذا المطار (المؤقت بصورة أبدية) حجر عثرة في وجه كل خطط التنمية، وحفرة مزعجة تعترض كل ورش العمل الوطنية العملاقة والتي صرف عليها مئات المليارات في جدة ومكة المكرمة.. وفي كل الأزمنة كان المسافرون الذين يمرون بهذا المطار البائس يقنعون أنفسهم بالمسكن الدائم المتوفر: (الحالة المؤقتة)، صحيح أن السنوات الأخيرة شهدت توقيع عقود مع شركات البناء كما ظهر فيها العديد من الصور الخلابة لمطار المستقبل (غير المنظور) وتحركت الشاحنات محملة بأدوات البناء وانتشر العمال من كل الجنسيات في موقع المشروع، وأعلنت العديد من المواعيد الافتراضية لافتتاح المطار، ولكن حتى هذه اللحظة لا يزال المطار موجودا فقط في خيالات المسافرين الذين تعودوا مع مرور الزمان على أن المواعيد المعلنة دائما تحتاج إلى شيء من التأجيل والتروي.. كم سيطول هذا التروي؟.. لا أحد يعرف.. والأمر الواقع يحتم عليهم استخدام ذات المطار القديم (المؤقت الأبدي) حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
يمكننا القول بأن كل المسافرين عبر مطار جدة الحالي، والذي حصل بلا فخر على لقب أسوأ مطار في العالم، مهما اختلفت أعمارهم قد عاشوا في مراحل مختلفة من حياتهم أمل افتتاح المطار الجديد دون أن يثقوا تماما ما إذا كانوا سيرونه بالعين المجردة وسيتمكنون فعلا من عبور (كاونتراته المنشودة) في حياتهم أم أن ذلك سيحدث في حياة أبنائهم، وما نتمناه اليوم من حكومتنا الشابة أن تعطي مسألة افتتاح المطار الجديد في أقرب لحظة ممكنة أولوية قصوى، وأن توجه فرق العمل المعنية بهذا المشروع كي تواصل الليل بالنهار حتى نرى سيارات التاكسي تصطف أمام قوافل المسافرين عبر المطار الجديد.. فقد حفظ الناس بما يكفي أشكال المجسمات والأفلام الافتراضية لهذا المطار، وقد يمر وقت طويل قبل أن يتابعوا حقائبهم وهي تتحرك على أحزمة العفش الكهربائية معلنة نهاية أغلى وأشهر حجر عثرة أمام كل طموح خلاق !
klfhrbe@gmail.com
في كل الأزمنة الماضية بقي هذا المطار (المؤقت بصورة أبدية) حجر عثرة في وجه كل خطط التنمية، وحفرة مزعجة تعترض كل ورش العمل الوطنية العملاقة والتي صرف عليها مئات المليارات في جدة ومكة المكرمة.. وفي كل الأزمنة كان المسافرون الذين يمرون بهذا المطار البائس يقنعون أنفسهم بالمسكن الدائم المتوفر: (الحالة المؤقتة)، صحيح أن السنوات الأخيرة شهدت توقيع عقود مع شركات البناء كما ظهر فيها العديد من الصور الخلابة لمطار المستقبل (غير المنظور) وتحركت الشاحنات محملة بأدوات البناء وانتشر العمال من كل الجنسيات في موقع المشروع، وأعلنت العديد من المواعيد الافتراضية لافتتاح المطار، ولكن حتى هذه اللحظة لا يزال المطار موجودا فقط في خيالات المسافرين الذين تعودوا مع مرور الزمان على أن المواعيد المعلنة دائما تحتاج إلى شيء من التأجيل والتروي.. كم سيطول هذا التروي؟.. لا أحد يعرف.. والأمر الواقع يحتم عليهم استخدام ذات المطار القديم (المؤقت الأبدي) حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
يمكننا القول بأن كل المسافرين عبر مطار جدة الحالي، والذي حصل بلا فخر على لقب أسوأ مطار في العالم، مهما اختلفت أعمارهم قد عاشوا في مراحل مختلفة من حياتهم أمل افتتاح المطار الجديد دون أن يثقوا تماما ما إذا كانوا سيرونه بالعين المجردة وسيتمكنون فعلا من عبور (كاونتراته المنشودة) في حياتهم أم أن ذلك سيحدث في حياة أبنائهم، وما نتمناه اليوم من حكومتنا الشابة أن تعطي مسألة افتتاح المطار الجديد في أقرب لحظة ممكنة أولوية قصوى، وأن توجه فرق العمل المعنية بهذا المشروع كي تواصل الليل بالنهار حتى نرى سيارات التاكسي تصطف أمام قوافل المسافرين عبر المطار الجديد.. فقد حفظ الناس بما يكفي أشكال المجسمات والأفلام الافتراضية لهذا المطار، وقد يمر وقت طويل قبل أن يتابعوا حقائبهم وهي تتحرك على أحزمة العفش الكهربائية معلنة نهاية أغلى وأشهر حجر عثرة أمام كل طموح خلاق !
klfhrbe@gmail.com