أخبار

غوتيريس .. الاعتذار.. أولاً

غوتيريس

فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@

لا يعلم أحد حجم التخبط القادم الذي سيرتكبه أمين عام الأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيريس، الذي أوكلت إليه مهمة قيادة هذه المنظمة الأممية، فأوصلها إلى حافة الانهيار، بتقرير مضلل ومجحف ضد تحالف دعم الشرعية اليمنية.

ممارسات ومواقف غوتيريس، أحالته إلى شخص «غير مرغوب فيه»، ويجب الوقوف ضده بكل حزم لمواجهة محاولاته الصبيانية، وحتى لا تتحول المنظمة الدولية «المعاقة» إلى هيئة محنطة ومسيسة، وتتطلب هذه المواجهة تنقية الأمم المتحدة من الفساد وأصحاب النفوذ الذين يتحكمون فيها ويعدون تقارير مدسوسة وكاذبة، ويديرونها عن بُعد، وفق أهواء سياسية، ومصالح شخصية، بعيدة كل البعد عن الأسس والثوابت والمبادئ الأممية التي أُقيمت عليها المنظمة.

أمين عام الأمم المتحدة هو رمز المنظمة والمتحدث عن قضايا العالم العادلة، وداعم للشعوب الضعيفة والفقيرة، هذا ما يجب أن يكون عليه، لكن غوتيريس حول المنظمة الأممية إلى منظومة دجل وكذب وافتراءات وضلال، إذ إنه فشل في وقف حروب ليبيا وسورية واليمن أو تلك التي تهدد لبنان، كما أنه لم يحرك ساكنا ضد إيران الدولة المارقة الأولى في العالم، وتجاهل معاناة الروهينغا، وأفشل العمل الإغاثي الإنساني للأمم المتحدة، والتزم الصمت تجاه العديد من المشكلات المتفجرة الأخرى التي يواجهها العالم.

وللأسف الشديد تمكنت ميليشيات الحوثي المرتزقة في اليمن والمدعومة من إيران، من إدراج تقارير وإحصاءات مزيفة من اختراق الأمم المتحدة وتمرير بيانات مسمومة، بفضل ضعف شخصية غوتيريس الذي أخفق في إعادة الهيبة للمنظمة الأممية، ولكنه أعادها لمرحلة التخبط والضعف بسبب الإخفاقات المتتالية في عدد من القضايا، وعلى رأسها الأزمة اليمنية التي استمدت قوتها وشرعيتها من القرار الأممي ٢٢١٦.

لقد كانت الأمم المتحدة ومنذ تأسيسها لها أهداف واضحة لدعم السلم والأمن الدوليين وفض النزاعات الدولية، ولكن ومع الأسف الشديد أخفقت في تحقيق أي اختراقات إيجابية حيال القضايا

العربية والإسلامية والعالمية، وأصبحت المنظمة الأممية وأمينها يتقمصون دور المتفرج، وينحازون إلى جانب الظالم ضد المظلوم.

ومن ثم، فإن منظمات الأمم المتحدة الإغاثية التي تعمل على مساعدة المتضررين، تعاني من هذه الأزمات بشكل عام من نقص حاد في التمويل، ما أثر على فاعليتها وسط عجز للأمين العام عن حشد الدعم المالي لهذه المنظمات، وغياب الموقف الحازم الذي لم يقتصر على ملفات المنطقة، فأزمة الروهينغا شغلت العالم بسبب ما تعرضت له هذه الأقلية المسلمة من انتهاكات وصلت لدرجة التطهير العرقي، فيما المنظمة وسكرتيرها يمصمصون شفاههم وحسب.