وفشل المشروع !
الجمعة / 30 / محرم / 1439 هـ الجمعة 20 أكتوبر 2017 02:19
محمد السنان 5rbshatsinan@
سألوا مديرا عن نجاح إحدى العمليات الدقيقة بالمجمع الذي يديره، فما كان منه إلا أن يزهو فرحا وينسب الإنجاز لإدارته، وهو لم يكمل الأشهر في منصبه، وعندما سُئل ذات المدير عن تأخر الإنجاز في أحد المشاريع، أجاب والبؤس يعتلي وجهه: تلك تراكمات الإدارات السابقة.
قصة من نسج خيالي، لكن يحدث مثلها الكثير، والمغزى منها أن بعض الإدارات تنسب كل ما هو خير لجهودها المباركة، وكل ما هو شر ليس منها، والعياذ بالله، بل من الإدارات السابقة. ويجد هذا النوع من الإدارات المطبلين الذين تمرسوا أن يطبلوا للمدير القادم، ويصبح في نظرهم من المحاربين في طريق الخير، وما أن يرحل ويأتي الجديد الذي يصبح في نظرهم المحارب الأقوى ومن سبقه سامحه الله كان فيه وفيه!! بالطبع لم يقل فيه وفيه إلا بعدما غادر الإدارة وأصبح كما يقال لا يهش ولا ينش، وهذه عادة الطبال مهما اختلف المغني، عفوا المدير سيستمر يطبل كما اعتاد فهكذا يعيش، بغض النظر كم سيخفي تطبيله من أصوات الحق، بغض النظر كم من أذن ستخرم طبلتها بنشاز تطبيله.
من أقوى الأمراض التي يصاب بها معظم الأجهزة الحكومية، غياب الاستمرارية ومؤسسية العمل بالتتابع، فكل قيادي جديد يأتي بخططه الجديدة وتوجهاته وجنوده إن لزم الأمر، ويكون أغلب ما عمل عليه من سبقه هباء منثورا، وقد تُحارب بعض المشاريع وبعض الشخصيات كونها محسوبة على القيادي السابق، وكأننا في انقلاب عسكري فكل من كان تابعاً للنظام السابق يتم استبعاده!! ويكون القضاء على هذا المرض الخطير بأن تنتهج الأجهزة الحكومية النهج المؤسسي في اتخاذ القرارات ووضع الأنظمة، فلا يصح أن يجلس فلانا من النوم ويتصل بمدير مكتبه قائلا أخرج تعميما بكذا وكذا، ولا أن تتفرد شلة الاستراحة لإدارة المنظومة وتوزيع الكراسي كتوزيع أكواب الشاي، الأجهزة الحكومية لابد أن تدار عن طريق مجالس الإدارة وتفعيل هذه المجالس فعليا ولا يكون لمدير ما أن ينفرد بالقرار أو يديرها كيف يشاء، فهذه جهة حكومية وليست شركة له كي يضع القوانين ويجلب أبناء بلدته وقبيلته ويستحل أموالها، فالجهات الحكومية الآن بحاجة للانتقال من الاجتهادات الشخصية إلى القرارات المجمع عليها، وبهذا الشكل سينسب الفضل إلى مجموعة العمل التي توالت مع مختلف القيادات للوصول إلى ما وصلت إليه الجهة، وإن فشل المشروع تحمله الجميع.
يجب ألا تنسى الإدارات الحالية أن تذكر الجهود التي بذلها من سبقهم في تأسيس ما أكملوه، مثلما يسارعون بالإشارة بأصابع الاتهام لهم كلما أخفقوا بأنها تراكماتهم، لنعمل لأجل الوطن لا لأجل أنفسنا، فذلك يقودنا للبحث عن إنجازات سريعة ونهمل الخطط طويلة الأمد التي لن تنسب لنا.
قصة من نسج خيالي، لكن يحدث مثلها الكثير، والمغزى منها أن بعض الإدارات تنسب كل ما هو خير لجهودها المباركة، وكل ما هو شر ليس منها، والعياذ بالله، بل من الإدارات السابقة. ويجد هذا النوع من الإدارات المطبلين الذين تمرسوا أن يطبلوا للمدير القادم، ويصبح في نظرهم من المحاربين في طريق الخير، وما أن يرحل ويأتي الجديد الذي يصبح في نظرهم المحارب الأقوى ومن سبقه سامحه الله كان فيه وفيه!! بالطبع لم يقل فيه وفيه إلا بعدما غادر الإدارة وأصبح كما يقال لا يهش ولا ينش، وهذه عادة الطبال مهما اختلف المغني، عفوا المدير سيستمر يطبل كما اعتاد فهكذا يعيش، بغض النظر كم سيخفي تطبيله من أصوات الحق، بغض النظر كم من أذن ستخرم طبلتها بنشاز تطبيله.
من أقوى الأمراض التي يصاب بها معظم الأجهزة الحكومية، غياب الاستمرارية ومؤسسية العمل بالتتابع، فكل قيادي جديد يأتي بخططه الجديدة وتوجهاته وجنوده إن لزم الأمر، ويكون أغلب ما عمل عليه من سبقه هباء منثورا، وقد تُحارب بعض المشاريع وبعض الشخصيات كونها محسوبة على القيادي السابق، وكأننا في انقلاب عسكري فكل من كان تابعاً للنظام السابق يتم استبعاده!! ويكون القضاء على هذا المرض الخطير بأن تنتهج الأجهزة الحكومية النهج المؤسسي في اتخاذ القرارات ووضع الأنظمة، فلا يصح أن يجلس فلانا من النوم ويتصل بمدير مكتبه قائلا أخرج تعميما بكذا وكذا، ولا أن تتفرد شلة الاستراحة لإدارة المنظومة وتوزيع الكراسي كتوزيع أكواب الشاي، الأجهزة الحكومية لابد أن تدار عن طريق مجالس الإدارة وتفعيل هذه المجالس فعليا ولا يكون لمدير ما أن ينفرد بالقرار أو يديرها كيف يشاء، فهذه جهة حكومية وليست شركة له كي يضع القوانين ويجلب أبناء بلدته وقبيلته ويستحل أموالها، فالجهات الحكومية الآن بحاجة للانتقال من الاجتهادات الشخصية إلى القرارات المجمع عليها، وبهذا الشكل سينسب الفضل إلى مجموعة العمل التي توالت مع مختلف القيادات للوصول إلى ما وصلت إليه الجهة، وإن فشل المشروع تحمله الجميع.
يجب ألا تنسى الإدارات الحالية أن تذكر الجهود التي بذلها من سبقهم في تأسيس ما أكملوه، مثلما يسارعون بالإشارة بأصابع الاتهام لهم كلما أخفقوا بأنها تراكماتهم، لنعمل لأجل الوطن لا لأجل أنفسنا، فذلك يقودنا للبحث عن إنجازات سريعة ونهمل الخطط طويلة الأمد التي لن تنسب لنا.