كتاب ومقالات

نورة تبحث عن ورم الصدر

عبده خال

هناك من يعمل بصمت ومن يتفانى بصمت ومن يقدم المساعدة بصمت، هناك أفراد ومؤسسات ومراكز وهيئات تنطلق في أعمال البر من غير انتظار الجزاء العملي أو الشكر لمن تقدم له الخدمة، ومن المراكز ذات الأثر الفاعل في خدمة الناس مركز الأميرة نورة للأورام في الحرس الوطني، هذا المركز تفانى العاملون فيه على تقديم خدمات ورعاية طبية تسجل ضمن أفضل المراكز في أداء دور فاعل وفق المعايير العالمية..

وبالأمس كان القطاع الغربي للشؤون الصحية بالحرس الوطني يؤكد أن منظومة هذا القطاع تعمل في تجانس وتناغم بين جميع العاملين في ذلك القطاع من إدارة وأقسام طبية وخدمية ودكاترة..

فخلال فعاليات المؤتمر العالمي التاسع لأورام الثدي الذي أقامته الخدمات الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالقطاع الغربي ممثلا بمركز الأميرة نورة للأورام تظهر ثمرة ذلك التعاون المثمر الذي دعا إليه أكثر من 2000 مشارك للتباحث حول أورام الثدي يمثلون نخبة من المتحدثين العالميين الرواد الذين يتمتعون بسمعة عالية جداً ويعتبرون من قادة وأعلام علم أورام الثدي في العالم من خلال 28 جلسة..

وقد أوضح الدكتور متعب الفهيد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أن المؤتمر يعقد ضمن نجاحات علاج هذا المرض وبين انتشاره و(أن نسبة حدوث سرطان الثدي حسب آخر إحصائيات صدرت من السجل السعودي للأورام عام 2013، تمثل 16% بين السعوديين من الجنسين وهو يمثل 29% من جميع السيدات المصابات بالسرطان عموماً، وأن متوسط العمر هو 50 سنة وأن نسبة التشخيص في المرحلة الأولى والثانية هي 33% والمرحلة الثالثة 42% سيمثل هذا تحديا وعبئا كبيرا على تكاليف الرعاية الصحية وأن الوعي التثقيفي الصحي بين سيدات المجتمع والكشف المبكر سيكون من أنجح الطرق العلاجية).

وإن كانت هناك إشارة ما فهى موجهة للسيدات اللاتي يقبعن داخل الخوف ويمتنعن عن الكشف خشية من تلقي خبر سوء بأنها مصابة بهذا الداء، ولأن الخوف يمثل حاجبا بين كمال الصحة واكتشاف مرض ما تكون النتيجة تأخر المعالجة إن كانت السيدة قد أصيبت بهذا الداء (لا سمح الله) ولأن المراكز الصحية تحث دائما على المبادرة للكشف فعلى الخائفات التخلي عن خوفهن لسلامة دائمة حتى مع اكتشاف المرض، فالحلول كثيرة ونسب التشافي في ارتفاع.

بدأت مقالتي بأن هناك من يعمل بصمت ولا يريد الجزاء أو الشكر، إلا أن إظهار وتسليط الضوء على جزء من أعمال البر التي تغطى خارطتنا الوطنية يصبح واجبا، فإذا كانت هناك نقطة مضيئة نقولها أمام سواد ما نكتب يوميا عن الجانب الخدمي المقدم للمواطنين، يكون من الواجب أن نفرح بالجوانب المضيئة المقدمة للناس، خاصة وأن الجهة المقدمة للخدمة وضعت للخير من أناس استهدفوا الخير.