«عكاظ» تكشف حقيقة «فطن» الإلكتروني.. صفحات «نائمة» منذ أشهر؟
العريني قبل إعفائه: 710 خبراء وخبيرات.. والمشوح بعد التعيين: مجرد هالة إعلامية!
الاثنين / 03 / صفر / 1439 هـ الاثنين 23 أكتوبر 2017 03:25
علي فايع ( أبها ) @alma3e
كشف مسح أجرته «عكاظ» على موقع وصفحات البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات «فطن» في المناطق التعليمية، أنه شبه مهمل، أو بالأحرى صفحات خاملة أو نائمة؛ إذ يعد آخر نشاط لبعضها قبل أكثر من عام «5/10/2016»، قبل أن يستعيد بعضها عافيته في أعقاب التغييرات الجديدة التي طالت رأس قيادته خلال اليومين الماضيين. وتباهت الصفحات القديمة بخطابات شكر تم تلقيها من إدارة «فطن»، إضافة إلى نشر أرقام لما أسمته إنجازات البرامج والدورات والملتحقين بها، دون توضيح لتفصيلات أخرى عن ماهية تلك البرامج.
كما أفردت صفحات فطن في «تويتر» مساحات لمسابقات في الرسم والشراكات المختلفة والمتعددة، في وقت لوحظ غياب الجانب «الفكري» الذي يستهدفه برنامج «فطن»؛ إذ لم تبد رؤية واضحة في هذا المسار، نظراً لوجود تغريدات معدودة لحسابات بعض المناطق والمحافظات عن الأخطار التي تحيط بالمملكة، إضافة إلى تغريدة واحدة تمت مشاركتها لبيان المملكة قطع العلاقات مع قطر. من هنا برزت اعتقادات الكثيرين أن فطن برنامج رغم أهميته إلا أن دوره لم يتجاوز البرامج التقليدية الأخرى، مثل النشاط الطلابي، إلا أن البعض مازال يعتبره مساهما في تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب وفق خطط إستراتيجية وتدريبية وإعلامية محكمة.
ويبقى السؤال.. أين دور فطن في المرحلة الماضية؟ بالعودة إلى ما روجته «فطن قبل عامين، نشرت تقريرا في مواقع إلكترونية» 8/ 7/ 1436هـ «مفاده أنه يجرى العمل على إعداد خبراء، للعمل على تحصين الطلاب والطالبات في المدارس ضد الانحرافات الفكرية والاستقطابات، باعتبارها ضمن الأهداف الكبرى للبرنامج».
وذهب التقرير إلى أبعد من ذلك، إذ أتاح الفرصة لمن وصفهم بالمتدربين للتعبير عن أمنياتهم فأفادوا -حسب التقرير- أنهم يتمنون أن يكون للبرنامج أثرٌ ملموس في إحداث نقلة واضحة في الجوانب التوعوية والوقائية، وازدياد نسبة استبصار الطلاب والطالبات بما لديهم من إمكانات وقدرات ومهارات، يتم توجيهها التوجيه الإيجابي السليم بما يخدم الطالب نفسه ويعود على وطنه بالخير.
احذروا «التصنع الخفي»!
بما أنّ الفئة المستهدفة بهذا البرنامج هي فئة طلاب التعليم العام وطالباته، فإن الدكتور يوسف العارف أحد التربويين المتقاعدين الذين تولوا منصباً قيادياً في إدارة تعليم جدة يحذر مما أسماهم «ممارسي التقية المرحلية والتصنع الخفي»، مبينا أن «هؤلاء الحركيين لهم علامات ودلالات تشي بأفكارهم، وتعرف بأهدافهم، وتوحي بغاياتهم، يخفونها تارة ويصرحون بها تارة أخرى، ويغيرون من أساليبهم الدعوية حسب المصالح العليا المتعارف عليها ضمن تنظيماتهم السرية، وهذا يتطلب من قادة التعليم المخلصين للوطن الحذر والمتابعة والترصد حتى يتطهر الفضاء التربوي من هذه الهجمات الممنهجة والتحركات الخفية». ويشرح العارف أن «الأفكار المتطرفة للمتشددين تمّ استنباتها في بعض المتعلمين خلال تلك المرحلة المعتمة من أيام الصحوة التى تنامت أفكارها وطروحاتها عبر المناهج والمقررات الدراسية والمناشط اللاصفية والمراكز والنوادي الطلابية في ما عرف تربويا بـ «المنهج الخفي» ودرب عليه بعض المعلمين والقياديين والمشرفين، حتى أحسسنا بكثير من التحركات والإرهاصات ضد الوحدة الوطنية والتماسك الأسري، والانتماءات المتجددة في عالم يموج بالصراعات والأحداث المتتابعة». ويضيف العارف «أنّ الفضاء التعليمي كان أحد الميادين التي استوعبت طروحات الحركيين الذين شكلوا تيارا متماسكا وتنظيمات غير محسوسة، بحيث تمددوا وتغلغلوا في كل مراكز التأثير التربوي في المناهج كانت لهم طروحاتهم، وفي المناشط التي كانت لهم وسائلهم، وفي القيادة التي كان لهم أثرهم وتوجهاتهم».
ويعتقد العارف أنّ الأوضاع الآن بدأت في التلاشي والتدارك لأنّ السياسة التفتت إلى تجفيف تلك المنابع ومتابعة تلك المصادر حتى قلّت الآثار وتغلبت على الأخطار.
بعد ساعات من إعفاء مدير فطن السابق ناصر العريني، أقر المدير الجديد الدكتور سعد عبدالله المشوح لـ «عكاظ» أن البرنامج لم يكن يلامس الواقع وأنه أخذ هالة إعلامية أكثر من الفعل، مؤكدا أنّ هناك ملاحظات فكرية على بعض المدربين والمشرفين والقادة والمخططين من أعضاء البرنامج. وبالعودة إلى أرشيف الإعلام الذي تبنته «فطن» في المرحلة الماضية، برزت تصريحات أدلى بها المدير السابق لفطن لـ «عكاظ» قبل إعفائه، معلنا أن الهدف من البرنامج الوصول إلى تدريب 710 خبراء وخبيرات للبرنامج؛ إذ إن لديهم -حسب قوله- 360 خبيرا وخبيرة في البرنامج. وتطرق إلى مسارين للبرنامج ميداني وإعلامي، فالأول «له عدد من الأهداف الإستراتيجية والهدف العام هو تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية لوقاية الطلاب والطالبات من الوقوع في المشكلات السلوكية والفكرية، وهناك عدد من الأهداف الإستراتيجية للبرنامج، منها توطين التدريب التخصصي في مجال بناء الشخصية على مستوى إدارات التعليم والمدارس». أما الهدف الثاني -حسب العريني- فإنه يعني إكساب المستهدفين المهارات الشخصية والاجتماعية وتعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية وتغيير المعتقدات والاتجاهات والقيم والمفهومات الخاطئة ونشر الوعي الصحي والنفسي والاجتماعي في إطار تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية في هذا الجانب. وبسؤال ناصر العريني عما يمكن أن يقدمه «فطن» للشباب لمواجهة توظيف الدين في الإساءة للسعودية؟ جاء الرد بأنّه يعتقد أنّ السؤال غير صحيح، فالمملكة تحظى بتقدير دولي على كافة المستويات. إلاّ أنّ «عكاظ» عادت للعريني بسؤال عما قدمه برنامج «فطن» للشباب من أجل حماية أفكارهم؟ فأجاب بأنه قدم الكثير وبصدد عقد المؤتمر الصحفي الإعلامي لمنجزات هذا العام، موجها الدعوة لـ «عكاظ» لحضوره إلاّ أنّ المؤتمر لم يعقد إلى تاريخه، ليتم بعدها إعفاؤه من منصبه وتكليف هدى الحمود وتعفى بعد تكليفها بثلاثة أيام ويعين الدكتور المشوح، وتتوالى الإعفاءات بقرارات أصدرها المشوح وكانت أولها قراره إعفاء مشرفي البرنامج في إدارة تعليم وادي الدواسر ومنطقة المدينة المنورة وجازان وصبيا.
كما أفردت صفحات فطن في «تويتر» مساحات لمسابقات في الرسم والشراكات المختلفة والمتعددة، في وقت لوحظ غياب الجانب «الفكري» الذي يستهدفه برنامج «فطن»؛ إذ لم تبد رؤية واضحة في هذا المسار، نظراً لوجود تغريدات معدودة لحسابات بعض المناطق والمحافظات عن الأخطار التي تحيط بالمملكة، إضافة إلى تغريدة واحدة تمت مشاركتها لبيان المملكة قطع العلاقات مع قطر. من هنا برزت اعتقادات الكثيرين أن فطن برنامج رغم أهميته إلا أن دوره لم يتجاوز البرامج التقليدية الأخرى، مثل النشاط الطلابي، إلا أن البعض مازال يعتبره مساهما في تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب وفق خطط إستراتيجية وتدريبية وإعلامية محكمة.
ويبقى السؤال.. أين دور فطن في المرحلة الماضية؟ بالعودة إلى ما روجته «فطن قبل عامين، نشرت تقريرا في مواقع إلكترونية» 8/ 7/ 1436هـ «مفاده أنه يجرى العمل على إعداد خبراء، للعمل على تحصين الطلاب والطالبات في المدارس ضد الانحرافات الفكرية والاستقطابات، باعتبارها ضمن الأهداف الكبرى للبرنامج».
وذهب التقرير إلى أبعد من ذلك، إذ أتاح الفرصة لمن وصفهم بالمتدربين للتعبير عن أمنياتهم فأفادوا -حسب التقرير- أنهم يتمنون أن يكون للبرنامج أثرٌ ملموس في إحداث نقلة واضحة في الجوانب التوعوية والوقائية، وازدياد نسبة استبصار الطلاب والطالبات بما لديهم من إمكانات وقدرات ومهارات، يتم توجيهها التوجيه الإيجابي السليم بما يخدم الطالب نفسه ويعود على وطنه بالخير.
احذروا «التصنع الخفي»!
بما أنّ الفئة المستهدفة بهذا البرنامج هي فئة طلاب التعليم العام وطالباته، فإن الدكتور يوسف العارف أحد التربويين المتقاعدين الذين تولوا منصباً قيادياً في إدارة تعليم جدة يحذر مما أسماهم «ممارسي التقية المرحلية والتصنع الخفي»، مبينا أن «هؤلاء الحركيين لهم علامات ودلالات تشي بأفكارهم، وتعرف بأهدافهم، وتوحي بغاياتهم، يخفونها تارة ويصرحون بها تارة أخرى، ويغيرون من أساليبهم الدعوية حسب المصالح العليا المتعارف عليها ضمن تنظيماتهم السرية، وهذا يتطلب من قادة التعليم المخلصين للوطن الحذر والمتابعة والترصد حتى يتطهر الفضاء التربوي من هذه الهجمات الممنهجة والتحركات الخفية». ويشرح العارف أن «الأفكار المتطرفة للمتشددين تمّ استنباتها في بعض المتعلمين خلال تلك المرحلة المعتمة من أيام الصحوة التى تنامت أفكارها وطروحاتها عبر المناهج والمقررات الدراسية والمناشط اللاصفية والمراكز والنوادي الطلابية في ما عرف تربويا بـ «المنهج الخفي» ودرب عليه بعض المعلمين والقياديين والمشرفين، حتى أحسسنا بكثير من التحركات والإرهاصات ضد الوحدة الوطنية والتماسك الأسري، والانتماءات المتجددة في عالم يموج بالصراعات والأحداث المتتابعة». ويضيف العارف «أنّ الفضاء التعليمي كان أحد الميادين التي استوعبت طروحات الحركيين الذين شكلوا تيارا متماسكا وتنظيمات غير محسوسة، بحيث تمددوا وتغلغلوا في كل مراكز التأثير التربوي في المناهج كانت لهم طروحاتهم، وفي المناشط التي كانت لهم وسائلهم، وفي القيادة التي كان لهم أثرهم وتوجهاتهم».
ويعتقد العارف أنّ الأوضاع الآن بدأت في التلاشي والتدارك لأنّ السياسة التفتت إلى تجفيف تلك المنابع ومتابعة تلك المصادر حتى قلّت الآثار وتغلبت على الأخطار.
بعد ساعات من إعفاء مدير فطن السابق ناصر العريني، أقر المدير الجديد الدكتور سعد عبدالله المشوح لـ «عكاظ» أن البرنامج لم يكن يلامس الواقع وأنه أخذ هالة إعلامية أكثر من الفعل، مؤكدا أنّ هناك ملاحظات فكرية على بعض المدربين والمشرفين والقادة والمخططين من أعضاء البرنامج. وبالعودة إلى أرشيف الإعلام الذي تبنته «فطن» في المرحلة الماضية، برزت تصريحات أدلى بها المدير السابق لفطن لـ «عكاظ» قبل إعفائه، معلنا أن الهدف من البرنامج الوصول إلى تدريب 710 خبراء وخبيرات للبرنامج؛ إذ إن لديهم -حسب قوله- 360 خبيرا وخبيرة في البرنامج. وتطرق إلى مسارين للبرنامج ميداني وإعلامي، فالأول «له عدد من الأهداف الإستراتيجية والهدف العام هو تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية لوقاية الطلاب والطالبات من الوقوع في المشكلات السلوكية والفكرية، وهناك عدد من الأهداف الإستراتيجية للبرنامج، منها توطين التدريب التخصصي في مجال بناء الشخصية على مستوى إدارات التعليم والمدارس». أما الهدف الثاني -حسب العريني- فإنه يعني إكساب المستهدفين المهارات الشخصية والاجتماعية وتعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية وتغيير المعتقدات والاتجاهات والقيم والمفهومات الخاطئة ونشر الوعي الصحي والنفسي والاجتماعي في إطار تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية في هذا الجانب. وبسؤال ناصر العريني عما يمكن أن يقدمه «فطن» للشباب لمواجهة توظيف الدين في الإساءة للسعودية؟ جاء الرد بأنّه يعتقد أنّ السؤال غير صحيح، فالمملكة تحظى بتقدير دولي على كافة المستويات. إلاّ أنّ «عكاظ» عادت للعريني بسؤال عما قدمه برنامج «فطن» للشباب من أجل حماية أفكارهم؟ فأجاب بأنه قدم الكثير وبصدد عقد المؤتمر الصحفي الإعلامي لمنجزات هذا العام، موجها الدعوة لـ «عكاظ» لحضوره إلاّ أنّ المؤتمر لم يعقد إلى تاريخه، ليتم بعدها إعفاؤه من منصبه وتكليف هدى الحمود وتعفى بعد تكليفها بثلاثة أيام ويعين الدكتور المشوح، وتتوالى الإعفاءات بقرارات أصدرها المشوح وكانت أولها قراره إعفاء مشرفي البرنامج في إدارة تعليم وادي الدواسر ومنطقة المدينة المنورة وجازان وصبيا.