أخبار

مبعوثة أمريكية تزور جنوب السودان للدفع باتجاه السلام

رويترز (أديس أبابا)

تزور السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي جنوب السودان اليوم الأربعاء للقاء رئيسه سلفا كير بعد أن أثار غضبها ما شهدته من معاناة اللاجئين من تلك الدولة في اثيوبيا.

وبعدما زارت هيلي لاجئين من جنوب السودان في جامبيلا بغرب إثيوبيا أمس الثلاثاء واستمعت إلى قصص العنف الذي فروا منه تساءلت أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين "كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح لهذا الوضع بالاستمرار؟" وحذرت الأمم المتحدة من أن الحرب الأهلية في جنوب السودان توفر "أرضا خصبة" للإبادة الجماعية.

ونفت حكومة كير مزاعم الأمم المتحدة حول وجود تطهير عرقي. وقالت هيلي التي ستكون أكبر مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يزور جنوب السودان "سيتعين في وقت ما محاسبة الرئيس كير على المآسي التي سببها لهؤلاء الناس". وذكرت امرأة في مخيم نجويل للاجئين لهيلي إنها أجبرت على أكل لحم طفلها بعدما انتزع منها وألقي به في النار.

وقالت امرأة أخرى إنها أجبرت على أكل لحم "عدوها". وبينما كانتا تتحدثان انخرطت نساء أخريات في المكان في البكاء.

وقالت هيلي "فقدت صوابي وأنا خارجة من المخيم. إن هذا الصراع من صنع البشر ولقد ألحق رجل واحد ضررا كبيرا بالكثيرين للغاية وهذه حقيقة مفجعة". وردا على سؤال عما ستقوله لكير قالت هيلي "لا أعرف لأنني أعتقد أن ما كنت سأقوله ربما يعتبر الآن لا شيء مقارنة بما أود قوله".

وتدفق قرابة 350 ألف شخص على جامبيلا منذ سقوط جنوب السودان في براثن الحرب الأهلية عام 2013 أي بعد عامين فقط على استقلاله عن السودان. ونحو 90 في المئة من هؤلاء نساء وأطفال وهم بالأساس من عرق النوير. واندلعت الحرب بسبب نزاع بين كير، وهو من عرق الدنكا، ونائبه السابق ريك مشار وهو من النوير.

وتسبب الصراع في مجاعة في مناطق من جنوب السودان وأجبر ثلث السكان أي نحو أربعة ملايين شخص على الفرار من منازلهم. وتزور هيلي أيضا إثيوبيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية ضمن جولة تستمر أسبوعا ويأمل دبلوماسيون أن تسلط الضوء على خطط إدارة ترامب تجاه أفريقيا.

وانهار اتفاق هش للسلام في جنوب السودان العام الماضي ولم تفلح جهود دولية لدفع الأطراف المتناحرة إلى الدخول في محادثات جديدة. وتبحث الولايات المتحدة سبل الضغط على كير في سبيل السلام لكن هيلي قالت يوم الاثنين إن سحب المعونة قد لا يجدي نفعا.

وفرضت واشنطن عقوبات العام الماضي على اثنين من كبار مسؤولي جنوب السودان والقائد السابق للجيش في البلاد بسبب أدوارهم في الصراع والفظائع التي ارتكبت في حق المدنيين وهجمات على بعثات دولية في جنوب السودان.