مرت كومضة !
أفياء
الخميس / 06 / صفر / 1439 هـ الخميس 26 أكتوبر 2017 01:29
عزيزة المانع
حين نكون مسافرين ننجز أشياء كثيرة متنوعة فتبدو لنا الأيام طويلة، نحس اليوم أسبوعا والأسبوع شهرا، لكنا حين نعود إلى الوطن ونستأنف حياتنا اليومية المعتادة، سرعان ما يتغير إحساسنا بالزمن، فنعود إلى سيرتنا القديمة حيث نحس بالأيام تجري مسرعة كأنها في سباق مع الزمن!
ما الذي يسبب ذلك الاختلاف في إحساسنا بالزمن؟ بعض الباحثين يفسرون ذلك بأن الإحساس بالزمن يرتبط إلى حد كبير بما تمتلئ به أيامنا، كلما كانت حياتنا تخلو من المثيرات وتسير فيها الأحداث على وتيرة واحدة متشابهة، شعرنا بمرور الأيام مسرعة، فما يجعلنا نشعر بطول الزمن هو ما يقابلنا خلاله من مشاهدات غريبة ومثيرة، وما يحدث لنا فيه من تغيرات وأحداث.
ولعل هذا يفسر لنا إحساسنا بطول الأيام خلال السفر، فنحن غالبا نتعرض أثناء السفر لمشاهدات متنوعة وتمر بنا خبرات جديدة متنوعة، فيترك ذلك أثره على إحساسنا بحركة الزمن.
وهذا يشابه ما يحدث للإنسان خلال مرحلة الطفولة، فالأطفال يحسون بطول الزمن أكثر من الكبار، الأسبوع عندهم كالشهر والشهر كالعام، كثير من الناس يذكرون سنوات طفولتهم بأنها كانت بطيئة في مرورها وليست كسنوات حاضرهم، ذاك لأن الأطفال ما زالوا في مرحلة النمو الإدراكي والعقلي ومخزونهم المعرفي محدود جدا، فتبدو أغلب الأشياء بالنسبة لهم جديدة ومثيرة ومحملة بخبرات مختلفة ومعرفة متجددة، فيبطئ إحساسهم بمرور الأيام لكثرة ما تحمله لهم من المدهشات والمثيرات.
إذن، الإحساس بالزمن شيء نسبي، فبقدر ما تتلون أيامنا بألوان متنوعة، يكون إحساسنا بطولها أكبر، ولكن هل من السهل علينا فعل ذلك؟
إن الأيام، غالبا لا تكتسب ألوانا صاخبة تكسوها الإثارة، إلا متى كنا متفرغين خالين من الشغل، فإضافة ألوان جديدة إلى الأيام تعني أن نكون نحن أنفسنا في حال تلون مستمرة فنظل ننتقل من حال إلى أخرى. إن من يظل مستمرا في تعلم مهارات إضافية، أو لغة جديدة، أو استكشاف أماكن غريبة، يضخ في أيامه كثيرا من الإثارة التي تمحو عنها الرتابة والملل، إلا أن ذلك يتطلب فراغا وخلوا من العمل، ولأن أغلب الناس لا يملكون ذلك الفراغ، فإنهم يضطرون أن يعيشوا عيشة يغلفها الروتين الممل، فطبيعة الحياة تفرض عليهم الانغماس في العمل والدوران الروتيني مع عجلته بحيث ما يعود هناك أي مجال للتفكير في شأن غيره.
azman3075@gmail.com
ما الذي يسبب ذلك الاختلاف في إحساسنا بالزمن؟ بعض الباحثين يفسرون ذلك بأن الإحساس بالزمن يرتبط إلى حد كبير بما تمتلئ به أيامنا، كلما كانت حياتنا تخلو من المثيرات وتسير فيها الأحداث على وتيرة واحدة متشابهة، شعرنا بمرور الأيام مسرعة، فما يجعلنا نشعر بطول الزمن هو ما يقابلنا خلاله من مشاهدات غريبة ومثيرة، وما يحدث لنا فيه من تغيرات وأحداث.
ولعل هذا يفسر لنا إحساسنا بطول الأيام خلال السفر، فنحن غالبا نتعرض أثناء السفر لمشاهدات متنوعة وتمر بنا خبرات جديدة متنوعة، فيترك ذلك أثره على إحساسنا بحركة الزمن.
وهذا يشابه ما يحدث للإنسان خلال مرحلة الطفولة، فالأطفال يحسون بطول الزمن أكثر من الكبار، الأسبوع عندهم كالشهر والشهر كالعام، كثير من الناس يذكرون سنوات طفولتهم بأنها كانت بطيئة في مرورها وليست كسنوات حاضرهم، ذاك لأن الأطفال ما زالوا في مرحلة النمو الإدراكي والعقلي ومخزونهم المعرفي محدود جدا، فتبدو أغلب الأشياء بالنسبة لهم جديدة ومثيرة ومحملة بخبرات مختلفة ومعرفة متجددة، فيبطئ إحساسهم بمرور الأيام لكثرة ما تحمله لهم من المدهشات والمثيرات.
إذن، الإحساس بالزمن شيء نسبي، فبقدر ما تتلون أيامنا بألوان متنوعة، يكون إحساسنا بطولها أكبر، ولكن هل من السهل علينا فعل ذلك؟
إن الأيام، غالبا لا تكتسب ألوانا صاخبة تكسوها الإثارة، إلا متى كنا متفرغين خالين من الشغل، فإضافة ألوان جديدة إلى الأيام تعني أن نكون نحن أنفسنا في حال تلون مستمرة فنظل ننتقل من حال إلى أخرى. إن من يظل مستمرا في تعلم مهارات إضافية، أو لغة جديدة، أو استكشاف أماكن غريبة، يضخ في أيامه كثيرا من الإثارة التي تمحو عنها الرتابة والملل، إلا أن ذلك يتطلب فراغا وخلوا من العمل، ولأن أغلب الناس لا يملكون ذلك الفراغ، فإنهم يضطرون أن يعيشوا عيشة يغلفها الروتين الممل، فطبيعة الحياة تفرض عليهم الانغماس في العمل والدوران الروتيني مع عجلته بحيث ما يعود هناك أي مجال للتفكير في شأن غيره.
azman3075@gmail.com