كتاب ومقالات

بلغوا الخوارج بأن نهايتهم قادمة

عبدالعزيز الطويلعي

على مر تاريخ الفرق والمذاهب يموت أصحاب الفكرة ولكن المبادئ والأسس التي قامت عليها كثيراً ما تعيش تحت الرماد، فإذا وجدت من يوقظها أطلت علينا من جديد وخرجت إلى عالمنا باسم آخر وشعارات مختلفة ولكن المضمون يبقى كما هو دون تغيير، وهذا ما حدث في هذا العصر حين ظهرت إلى الوجود أفكار متطرفة كنا ظننا أنها ذهبت إلى طي النسيان، إذ استعادت تلك الأفكار وجودها متمثلة بعدة مسميات وألقاب مختلفة، وإن كان المضمون والعقائد والأفكار والمبادئ واحدة، وهي الجماعات المتطرفة كداعش والقاعدة وما إلى ذلك من جماعات تحمل في طياتها الانحراف والتطرف والضلال، وتتبنى أفكارا منحرفة خارجة عن الفطرة السليمة والشريعة الإسلامية السمحة.

لذلك ومن منطلق الحفاظ على تماسك المجتمع وتوفير الأمن والأمان له، أدركت قيادة المملكة العربية السعودية بأن الخطر ماثل وحاضر في المحيط، والفِرق الضالة أصبحت تشكل تهديداً كبيراً للدين أولاً ثم لأمن الوطن والمجتمع، فكان لابد أن تختار لهذه المهمة المعقدة، والتي تحتاج الكثير من الخبرة والحنكة في التعامل مع أولئك المتطرفين، قائداً فذاً لديه خبرة واسعة في عالم مكافحة الإرهاب، ولديه معرفة دقيقة بخفايا التنظيمات المتشددة، ويملك القدرة على اقتلاع جذور هذه الفِرق الضالة والمضلة أينما كانت، ومن هذا المنطلق أنشأت حكومة خادم الحرمين الشريفين رئاسة أمن الدولة التي من شأنها محاربة الإرهاب في كل مكان وزمان، برئاسة عبدالعزيز بن محمد الهويريني الذي طالما عُرف بدحض الإرهابيين ومطاردة المتطرفين في عمق أوكارهم.

ويملك الهويريني سيرة ذاتية حافلة بالإنجازات وخصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، كما أن اسمه فقط يهز كيان الإرهابيين ويجعل فرائصهم تنتفض لمجرد سماع اسمه. فقد أثبتت السنوات الماضية مقدرته الاستثنائية على انتشال التطرّف من جذوره وقطع الطريق على من يحاول العبث بأفكار شبابنا وبناتنا، ومن يقوم بتسميم عقولهم بأفكار دخيلة على مجتمعنا الذي ينبذها بكل أطيافه.

قد يعتقد البعض أن المجتمع السعودي وحده هو من يتفق على قدرات الهويريني، ولكن الحقيقة تؤكد أن المجتمع الدولي يُجمع على قدرات هذا الرجل الاستثنائية في مجال مكافحة الإرهاب والإرهابيين، ومدى دقة خططه الاستراتيجية التي ساهمت في هزيمة الجماعات المتطرفة في المملكة منذ سنوات، إضافة إلى بعد نظره وتخطيطه الجيد الذي استطاعت به المملكة تخطي هذه الأزمة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تدمير شبابنا.

ختاماً، لا تسعفني الكلمات عندما أتحدث عن شخصية قيادية كهذه الشخصية وأجد في نفسي التقصير، فما كلماتي إلا كقطرة ماء في محيط شاسع وعميق.

* باحث استراتيجي بالقضايا الأمنية والفكرية