«عكاظ» تفتح ملف «فطن».. بدأ بـ«تواصل» وانتهى بالاجتزاء والبتر
البرنامج اخترق الحقوق الفكرية لـ«المؤلف»
الاثنين / 10 / صفر / 1439 هـ الاثنين 30 أكتوبر 2017 03:15
علي فايع (أبها) alma3e@
علمت «عكاظ» أن مشروع «فطن» بدأ بمشروع اقترحه المستشار بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور سامي المهنا، وقدمه لوزير التعليم الأسبق الأمير خالد الفيصل، وتم تحويله للدكتور خالد السبتي نائب وزير التعليم وقتذاك، فأحاله إلى الوكلاء لدراسته، لكنه لم ير النور لأسباب كثيرة طبقا للمصدر.
وفي وقت لاحق، عاد المشروع للظهور باسم آخر ومختلف عقب تعيين الدكتور عزام الدخيل وزيراً للتعليم، إذ تم اجتزاء المشروع السابق والاعتماد على بعض الأفكار التي وردت في المشروع الأصل دون مراعاة للحقوق الفكرية لصاحب المشروع!
تواصل وأكاديمية
«عكاظ» حصلت على نسخة كاملة من المشروع السابق الذي اختار له الدكتور سامي المهنا اسم «تواصل»، إذ اعتمد على أسباب كثيرة للتفكير في البرنامج، وقد برزت مع منتصف عام 1434هـ فكرة إطلاق أكاديمية «تواصل» لتعليم النشء أصول وآداب التعامل وفهم وسائل التواصل الاجتماعي في المناهج التربوية المدرسية السعودية، وأخذت الفكرة تتبلور مع نهاية العام، إذ تم الاتفاق على إنشاء الأكاديمية لتلبي الحاجة الماسة في تعليم النشء أصول التعامل الأخلاقي والتربوي وتأهيلهم بشكل يتواكب مع التطور السريع والثورة الهائلة في وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت الفكرة تنطلق من إنشاء أكاديمية تدريب عال تهدف أن تكون شريكاً فاعلاً في الجهود الرامية للارتقاء بالجيل الجديد
وتوفير بيئة أخلاقية وعملية تتسم بالمهنية والإبداع وتتيح فرص التعلم والتطور المستمر مدى الحياة.
تحالف مؤسسي
رأى صاحب فكرة «تواصل» تأسيس الأكاديمية من خلال تحالف من خيرة الدكاترة الأكاديميين الذين يتطلعون لإنشاء جيل واع وأخلاقي مع نخبة من المؤسسات العلمية والأكاديمية بالسعودية منها وزارتا التعليم والإعلام وعدة جامعات ومؤسسات صحفية وإعلامية.
وتم تشكيل مجلس إدارة مقترح يرأسه وزير التعليم وقتها، وعضوية عدد من الأكاديميين والشركاء التقنيين على مستوى العالم مثل مايكروسوفت، غوغل، مبادرة الملك عبدالله لدعم اللغة العربية، ومؤسسة الفكر العربي.
وطبقا للدراسة التي حصلت «عكاظ» على نسخة منها فإنّ الهدف الأساسي للمشروع اتجه لتحصين النشء من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وخلق ضوابط سليمة من خلال مناهج فاعلة وقادرة على أن تكون أداة جيدة للتربية والتعليم بهدف التغلب على الآثار السلبية التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ لها إلى جانب تمكينهم من التصدي لكل القيم الرديئة التي تتعارض مع القيم النبيلة للمدرسة وتشكيل وعي كامل لحماية الأجيال القادمة والحالية من الوقوع فريسة لتلك الوسائل التي تتصيد الأجيال الجديدة.
طوفان الشبكات
ورأى صاحب فكرة «تواصل» أن المشروع لا يكتمل إلا بإعداد مناهج تربوية صالحة تفي بمتطلبات الجيل الحالي والقادم لمواجهة طوفان الشبكات العنكبوتية مع أهمية تحصين الفكر من التشوهات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية الدخيلة على المجتمع، وذلك من خلال الاقتناع بالخطر الكامن في شبكات التواصل الاجتماعي، وتقرير العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال، وترشيد الزمن المطلوب لاستخدام الشبكات للشريحة المستهدفة، إذ لا بد أن يتم ذلك في الوقت والمكان المناسبين، وتطوير إستراتيجيات التعامل الذاتي للطفل المستهدف بالمشروع مع البيئة المحيطة به والأطراف الأخرى التي يتعامل معها، وتعليم الطالب مبادئ إرسال رسائل لا تثير استياء الآخرين وكيفية تجنب استعمال مفردات يساء فهمها، وتعليمه مبادئ التعامل بصدق، وأصول التأثير بالآخرين بطريقة إيجابية من خلال تنمية ملامح الذكاء، وزرع سمات نكران الذات لدى الطفل من خلال كبح الرغبات الذاتية بداخله، وتعليمه مبادئ الكرم، الصدق والثقة بالنفس.
الشريحة المستهدفة
ركزت الدراسة على أن الطفل هو المستهدف بهذا البرنامج فقد بينت الإحصاءات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 40% من أبناء المجتمع العربي من الشريحة العمرية الواقعة ما بين الولادة حتى (14) عاما، أي ما يقارب نصف المجتمع العربي، وأوصت الدراسة بإنشاء معهد أكاديمي تعليمي غير ربحي يستهدف الطالب الناشئ وتحديدا من سن (7 – 17 سنة) كمحور أساسي للبرنامج، بنين وبنات وبجميع نماذج دور التعليم (العام، الخاص والعالمي) لتعليمه مهارات التعامل مع وسائل التواصل ضمن ضوابط وأخلاقيات الوطن، على أن تكون تلك المهارات من خلال مناهج معتمدة ومدعومة ماليا وينضوي تحت جناح وزارات الداخلية، التعليم، الشؤون الاجتماعية، عن طريق التعليم المباشر (عن قرب) في مكان واحد، يتم ترتيب حصصها بالتنسيق مع إدارات المدارس، وفق أربع مراحل: السنوات الثلاث الأولى (أول، ثاني وثالث ابتدائي)، السنوات الثلاث الثانية (رابع، خامس وسادس ابتدائي)، المرحلة التعليمية المتوسطة، المرحلة التعليمية الثانوية.
إضافة إلى التعليم غير المباشر (عن بعد) من خلال دارات مغلقة (المدرس في مكتب خاص والطلاب كل في مكانه إما في المدرسة أو في البيت) على أن يتم إعداد العديد من الحقائب التدريبية من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في التدريب إضافة إلى المعلمين الأكفاء في المجالات المتخصصة في مناهج هذه الأكاديمية كأساتذة كليات الإعلام وخريجي معاهد علوم البرمجيات السعودية والمتخصصة في الحاسب الآلي، ورواد أفكار من الشباب والشابات المتطوعين.
يؤكد المهندس القيادي في التطوير المستمر والابتكار والاستدانة الدكتور زهير ياسين آل طه، الشاهد التاريخي للبرنامج لـ«عكاظ» أنه اطلع بدقة على ما قدمه الدكتور سامي المهنا، وأنه أضاف إليه بعض النقاط، وأعاد بعضا من الصياغة كرأي خاص، إذ كان «المهنا» يستأنس كثيرا برأيه لانفتاحه على التطوير المستمر والعمل الجماعي وقبول الرأي والرأي الآخر.
ويتذكر آل طه أن أهم إضافة تغييرية للمشروع أو تكميلية له مشروع كان قد أعده شخصياً وبدأ جزء منه في الصناعة الابتكارية لقناعته التامة أنّ التواصل التوعوي وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي الخطرة يحتاج لحلول تغطي وتحل محل الفراغ الفكري، ولعل البديل الناجع والمستقبلي هو ملء الفراغ بفكر إبداعي وابتكاري ممتع يجعل المتلقي إنسانا مختلفا منتجا ومساهما في الحركة الكونية النافعة والاقتصادية المثمرة بخلاف الفكر الأيدلوجي المنطلق من هدم تعايش العقول وترويضها بالكراهية والجهل والتجهيل.
ويضيف آل طه أن الفكر الابتكاري تطويري مستمر ومستدام ولا يسمح بالتراجع للخلف لأنه ممتع مرتبط بالذكاء والإبداع وبالتفكير والتدقيق الابتكاري، معللا الاندماج بالثمرة الحديثة التي انطلقت أخيرا في كثير من المجتمعات المتطورة بالتركيز على الابتكار المجتمعي لأنه الانطلاقة الحقيقة والنبتة التي تحقق الحلم النهضوي والمنتج الذي تسعى له كل دولة ترغب في مقارعة التحولات السريعة في عالم المعرفة ومنها الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والتزاوج المثمر.
وفي وقت لاحق، عاد المشروع للظهور باسم آخر ومختلف عقب تعيين الدكتور عزام الدخيل وزيراً للتعليم، إذ تم اجتزاء المشروع السابق والاعتماد على بعض الأفكار التي وردت في المشروع الأصل دون مراعاة للحقوق الفكرية لصاحب المشروع!
تواصل وأكاديمية
«عكاظ» حصلت على نسخة كاملة من المشروع السابق الذي اختار له الدكتور سامي المهنا اسم «تواصل»، إذ اعتمد على أسباب كثيرة للتفكير في البرنامج، وقد برزت مع منتصف عام 1434هـ فكرة إطلاق أكاديمية «تواصل» لتعليم النشء أصول وآداب التعامل وفهم وسائل التواصل الاجتماعي في المناهج التربوية المدرسية السعودية، وأخذت الفكرة تتبلور مع نهاية العام، إذ تم الاتفاق على إنشاء الأكاديمية لتلبي الحاجة الماسة في تعليم النشء أصول التعامل الأخلاقي والتربوي وتأهيلهم بشكل يتواكب مع التطور السريع والثورة الهائلة في وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت الفكرة تنطلق من إنشاء أكاديمية تدريب عال تهدف أن تكون شريكاً فاعلاً في الجهود الرامية للارتقاء بالجيل الجديد
وتوفير بيئة أخلاقية وعملية تتسم بالمهنية والإبداع وتتيح فرص التعلم والتطور المستمر مدى الحياة.
تحالف مؤسسي
رأى صاحب فكرة «تواصل» تأسيس الأكاديمية من خلال تحالف من خيرة الدكاترة الأكاديميين الذين يتطلعون لإنشاء جيل واع وأخلاقي مع نخبة من المؤسسات العلمية والأكاديمية بالسعودية منها وزارتا التعليم والإعلام وعدة جامعات ومؤسسات صحفية وإعلامية.
وتم تشكيل مجلس إدارة مقترح يرأسه وزير التعليم وقتها، وعضوية عدد من الأكاديميين والشركاء التقنيين على مستوى العالم مثل مايكروسوفت، غوغل، مبادرة الملك عبدالله لدعم اللغة العربية، ومؤسسة الفكر العربي.
وطبقا للدراسة التي حصلت «عكاظ» على نسخة منها فإنّ الهدف الأساسي للمشروع اتجه لتحصين النشء من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وخلق ضوابط سليمة من خلال مناهج فاعلة وقادرة على أن تكون أداة جيدة للتربية والتعليم بهدف التغلب على الآثار السلبية التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ لها إلى جانب تمكينهم من التصدي لكل القيم الرديئة التي تتعارض مع القيم النبيلة للمدرسة وتشكيل وعي كامل لحماية الأجيال القادمة والحالية من الوقوع فريسة لتلك الوسائل التي تتصيد الأجيال الجديدة.
طوفان الشبكات
ورأى صاحب فكرة «تواصل» أن المشروع لا يكتمل إلا بإعداد مناهج تربوية صالحة تفي بمتطلبات الجيل الحالي والقادم لمواجهة طوفان الشبكات العنكبوتية مع أهمية تحصين الفكر من التشوهات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية الدخيلة على المجتمع، وذلك من خلال الاقتناع بالخطر الكامن في شبكات التواصل الاجتماعي، وتقرير العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال، وترشيد الزمن المطلوب لاستخدام الشبكات للشريحة المستهدفة، إذ لا بد أن يتم ذلك في الوقت والمكان المناسبين، وتطوير إستراتيجيات التعامل الذاتي للطفل المستهدف بالمشروع مع البيئة المحيطة به والأطراف الأخرى التي يتعامل معها، وتعليم الطالب مبادئ إرسال رسائل لا تثير استياء الآخرين وكيفية تجنب استعمال مفردات يساء فهمها، وتعليمه مبادئ التعامل بصدق، وأصول التأثير بالآخرين بطريقة إيجابية من خلال تنمية ملامح الذكاء، وزرع سمات نكران الذات لدى الطفل من خلال كبح الرغبات الذاتية بداخله، وتعليمه مبادئ الكرم، الصدق والثقة بالنفس.
الشريحة المستهدفة
ركزت الدراسة على أن الطفل هو المستهدف بهذا البرنامج فقد بينت الإحصاءات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 40% من أبناء المجتمع العربي من الشريحة العمرية الواقعة ما بين الولادة حتى (14) عاما، أي ما يقارب نصف المجتمع العربي، وأوصت الدراسة بإنشاء معهد أكاديمي تعليمي غير ربحي يستهدف الطالب الناشئ وتحديدا من سن (7 – 17 سنة) كمحور أساسي للبرنامج، بنين وبنات وبجميع نماذج دور التعليم (العام، الخاص والعالمي) لتعليمه مهارات التعامل مع وسائل التواصل ضمن ضوابط وأخلاقيات الوطن، على أن تكون تلك المهارات من خلال مناهج معتمدة ومدعومة ماليا وينضوي تحت جناح وزارات الداخلية، التعليم، الشؤون الاجتماعية، عن طريق التعليم المباشر (عن قرب) في مكان واحد، يتم ترتيب حصصها بالتنسيق مع إدارات المدارس، وفق أربع مراحل: السنوات الثلاث الأولى (أول، ثاني وثالث ابتدائي)، السنوات الثلاث الثانية (رابع، خامس وسادس ابتدائي)، المرحلة التعليمية المتوسطة، المرحلة التعليمية الثانوية.
إضافة إلى التعليم غير المباشر (عن بعد) من خلال دارات مغلقة (المدرس في مكتب خاص والطلاب كل في مكانه إما في المدرسة أو في البيت) على أن يتم إعداد العديد من الحقائب التدريبية من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في التدريب إضافة إلى المعلمين الأكفاء في المجالات المتخصصة في مناهج هذه الأكاديمية كأساتذة كليات الإعلام وخريجي معاهد علوم البرمجيات السعودية والمتخصصة في الحاسب الآلي، ورواد أفكار من الشباب والشابات المتطوعين.
يؤكد المهندس القيادي في التطوير المستمر والابتكار والاستدانة الدكتور زهير ياسين آل طه، الشاهد التاريخي للبرنامج لـ«عكاظ» أنه اطلع بدقة على ما قدمه الدكتور سامي المهنا، وأنه أضاف إليه بعض النقاط، وأعاد بعضا من الصياغة كرأي خاص، إذ كان «المهنا» يستأنس كثيرا برأيه لانفتاحه على التطوير المستمر والعمل الجماعي وقبول الرأي والرأي الآخر.
ويتذكر آل طه أن أهم إضافة تغييرية للمشروع أو تكميلية له مشروع كان قد أعده شخصياً وبدأ جزء منه في الصناعة الابتكارية لقناعته التامة أنّ التواصل التوعوي وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي الخطرة يحتاج لحلول تغطي وتحل محل الفراغ الفكري، ولعل البديل الناجع والمستقبلي هو ملء الفراغ بفكر إبداعي وابتكاري ممتع يجعل المتلقي إنسانا مختلفا منتجا ومساهما في الحركة الكونية النافعة والاقتصادية المثمرة بخلاف الفكر الأيدلوجي المنطلق من هدم تعايش العقول وترويضها بالكراهية والجهل والتجهيل.
ويضيف آل طه أن الفكر الابتكاري تطويري مستمر ومستدام ولا يسمح بالتراجع للخلف لأنه ممتع مرتبط بالذكاء والإبداع وبالتفكير والتدقيق الابتكاري، معللا الاندماج بالثمرة الحديثة التي انطلقت أخيرا في كثير من المجتمعات المتطورة بالتركيز على الابتكار المجتمعي لأنه الانطلاقة الحقيقة والنبتة التي تحقق الحلم النهضوي والمنتج الذي تسعى له كل دولة ترغب في مقارعة التحولات السريعة في عالم المعرفة ومنها الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والتزاوج المثمر.