رياضة

الرياضة النسائية.. من كابوس «الممنوع» إلى حلم «المنافسة»

رؤية 2030 تغيّر قواعد اللعبة.. وتبدد مفهوم المشاركة الشرفية بفلسفة الندية

خالد علاجي (جدة) KhokhaElaji@

لم تعد القيود القانونية والثقافية والاجتماعية المرهقة أمام ممارسة النساء للرياضة حجر عثرة، بعد أن أضحين إحدى الركائز الأساسية والفعالة في رؤية المملكة 2030، إذ تجلت الصورة بوضوح في منحهن حقهن في ممارسة الرياضة بمختلف ألعابها مع المحافظة على خصوصيتهن، ليتسع حلم السيدات من الرياضة المدرسية إلى ساحات المنافسة الأوليمبية.

هكذا بدت ملامح انطلاق النساء إلى الساحة الرياضية في وقت كانت من «المحرمات» إلى أن أتت «الرؤية» لتقضي على كل «لا» حرمتهن من أبسط حقوقهن، ما زاد من حجم التفاؤل لديهن، مع تسارع خطوات هيئة الرياضة في تفعيل ذلك من خلال الفعاليات الرياضية التي تنظمها بين فينة وأخرى، ولاقت إقبالا ورواجا من مختلف شرائح المجتمع، لا سيما النواعم اللائي رأين في ذلك فرصة تاريخية لإبراز مواهبهن وقدرتهن على أن يكن النصف الثاني الفعال للمجتمع، لتبرهن تلك الخطوة على جديتها وفعاليتها أسوة بالمجتمعات الأخرى التي لا ترى ضيرا في ذلك، لتبقى إزالة الحواجز المتبقية أمام الرياضة في المدارس والشركات والاتحادات والفرق الرياضية أملا لإنهاء التمييز الذي لازمهن لعقود طويلة.

السعوديات في دورة الألعاب العربية

وفي خطوة عملية على أرض الواقع لتفعيل واقع الرياضة النسائية السعودية ومنح بنات الوطن فرصة تمثيله بشكل أوسع في المحافل القارية والدولية، أجرت اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، في نسختها الرابعة، التي ستحتضنها إمارة الشارقة، خلال الفترة من 2 حتى 12 فبراير 2018، مباحثات مع عدد من الجهات والمؤسسات الرسمية المعنية بالشأن الرياضي في المملكة، في إطار سعيها إلى تعزيز سبل التعاون المشترك، وزيادة نسبة الفرق السعودية المشاركة، ودفع عجلة الرياضة النسوية، إذ تمخض عن ذلك وضع إطار عام للعمل المشترك يهدف إلى الارتقاء بواقع رياضة المرأة، وإطلاق مزيد من المبادرات والفعاليات التي من شأنها تشجيع المرأة لممارسة الرياضة بشكل أكثر احترافية، الأمر الذي ستتغير معه قواعد اللعبة من المشاركة إلى المنافسة قاريا ودوليا، وتجاوز مرحلة

التشريف التي ظهرت في دورتين أوليمبيتين في لندن وريو دي جانيرو، مما يتطلب توسيع دائرة الاهتمام بالرياضة النسائية من خلال تهيئة أرضية صلبة لتأهليهن ابتداء من تعليم التربية البدنية في مدارس البنات، وتخصيص أقسام في الاتحادات الرياضية وأندية نسائية معتمدة تخولهن للمشاركة في بطولات محلية رسمية على غرار بطولات الرجال، مع تكثيف الدورات والبرامج الرياضية المتنوعة في المدارس لاكتشاف المواهب وصقلها وتهيأتها للمشاركة محليا ودوليا، لا سيما في ظل امتلاك المملكة لمواهب أثبتت قدرتها على ذلك بمجهودات ذاتية.

تميز نسائي في النشاط العائلي

قبل أكثر من أسبوعين، وخلال يومين فقط، تفاعل أكثر من 10 آلاف زائر من الجنسين ومختلف شرائح المجتمع مع فعاليات يوم النشاط العائلي التي نظمتها الهيئة العامة للرياضة لأول مرة في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأوليمبي في مدينة الرياض، بمشاركة 15 اتحادا رياضيا، في إطار تعزيز ممارسة الرياضة في المجتمع التي تأتي ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 نحو مجتمع حيوي، إذ شهدت الفعاليات أنشطة رياضية متنوعة للرجال والنساء والأطفال من مختلف الأعمار، وسط مشاركة نسائية لافتة في رياضات عدة تناسبت مع طبيعتها الأنثوية وخصوصيتها، مما يعكس الوعي بأهمية الرياضة ومبادئها التنافسية وعوائدها الصحية.

وعلقت في هذا الصدد وكيل الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير رئيس اتحاد الرياضة المجتمعية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، بأن النجاح المتمثل في الحضور الكبير للأسر ومشاركتها في الأنشطة الرياضية المتنوعة أمر محفز لتقديم المزيد من الفعاليات والبرامج الرياضية التي تسهم في تكريس مفهوم أهمية الرياضة لدى المجتمع كي يكون مجتمعا حيويا.

مشاركة أوليمبية شرفية

شاركت السيدات السعوديات لأول مرة في أوليمبياد لندن عام 2012 كحضور شرفي ممثلة في سارة عطار ووجدان شهرخاني، لترتفع حصيلة المشاركات في أوليمبياد ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل إلى أربع هن سارة العطار ولبنى العمير وكاريمان أبو الجدايل ووجود فهمي، إذ شاركت الأولى في سباق الماراثون، فيما شاركت العمير في منافسات المبارزة، وأبو الجدايل في منافسات سباق 100 متر، وفهمي في منافسات الجودو لوزن تحت 52 كيلوغراما، فيما تعد دالما ملحس أول سعودية تشارك في دورة عالمية وتحديدا في دورة الألعاب الأوليمبية الأولى للشباب التي أقيمت بسنغافورة في 2010 في فئة قفز الحواجز ضمن منافسات الفروسية، كما كانت أول خليجية تحرز ميدالية أوليمبية بعد أن نالت برونزية فئة الفردي.