الاتصال الثقافي.. أداة العصر
المفتاح الضائع
الأحد / 16 / صفر / 1439 هـ الاحد 05 نوفمبر 2017 01:35
أنمار مطاوع
هذا المصطلح وحده (الاتصال الثقافي) يكفي لأن يكون هو معضلة التواصل في العالم. فغيابه هو مصدر كل سوء تفاهم يحدث بين ثقافتين مختلفتين. ويمكن أن تصغر أطرافه لتصل إلى المستوى الفردي. التواصل بين ثقافتين صعب.. ليس فقط من أجل اللغة، فلو تم حل معضلة اللغة بتطبيقات الجوالات الذكية، سيظل التواصل بين ثقافتين غير ممكن. بل إن تلك التطبيقات قد تكون مصدر مشكلات مترتبة على اختلاف الثقافات. على سبيل المثال، بعض الثقافات ترى أنه من غير اللائق أن يلتزم الفرد بالحضور في الموعد الذي تم تحديده مسبقا؛ بما في ذلك اجتماعات العمل. وقد يكون الاجتماع بين أفراد من ثقافة ترى أن الالتزام بالموعد المحدد هو دلالة الاحترام والتقدير. هنا يبدأ الاجتماع بتوتر مسبق. إذ يرى أحد الأطراف أن الآخر فظ؛ لأنه حضر في الموعد تماما، والطرف الآخر يراه غير جدير بالاحترام والتقدير؛ لأنه تأخر. اللغة هنا لن تحل المعضلة، بل ربما تزيدها تعقيدا لو علق أحدهم على الآخر. لهذا، قد تُجمع الثقافات كلها على أن الإساءة المتبادلة الناتجة عن سوء الفهم الثقافي هو القاسم المشترك بين الثقافات.
الثقافة هي المعلِّم الخفي لأفراد المجتمع؛ لأنها سلوكيات وأفكار.. وعلم الاتصال الثقافي هو ما يجعل الاتصال سهلا وممكنا. فهو الأداة الأهم التي يحتاجها من يتداخل مع ثقافات مختلفة -سواء كانت كبرى على المستوى الدولي، أو صغرى على مستوى الدولة الواحدة-. خصوصا أن الثقافة شأن شخصي؛ ليس من حق أحد أن يقول إنها صواب أم خطأ. بل من حق كل ثقافة أن تقدم نفسها للآخرين؛ كفرد أو مجتمع أو دولة.. دون الاعتذار عن مفردات سلوكية أو ثقافية.. أو تُجبر على تغيير مفرداتها.. إلا أن
يكون حراكا داخليا خاصا بالفرد أو المجتمع.
الاهتمام العالمي بالاتصال الثقافي بدأ في الربع الأخير من القرن الماضي.. تحديدا مع بداية عصر التواصل الفضائي، وانتشار الشركات العابرة للقارات، وتقاطع المصالح الاقتصادية والسياسية العالمية.. وحتى الرحلات السياحية لمختلف بلدان العالم. علما أنه كممارسة بدأ مع بداية الإنسان في التاريخ. وازداد الاهتمام به في السنوات الأخيرة مع تفاقم الهجرة الجماعية القسرية بسبب الحروب والأزمات السياسية في بعض بلدان العالم. حتى أن إحدى المجلات الغربية تصدرت غلافها بصورة لعائلة عربية وعنوان كبير: (سكان أوروبا الجدد). وناقش ذلك العدد المعضلة الثقافية التي تواجهها الدول الغربية بسبب الهجرة الجماعية لها.
العالم الآن يعتمد على بعضه.. والتحولات العالمية تدفع العالم نحو الاتصال الثقافي. علما أن الأصوات المضادة للانفتاح سترتفع لتؤذّن بـ(الغزو الفكري وذوبان الثقافة المحلية في مياه الثقافات العالمية السائلة بكل توجهاتها وعاداتها وتقاليدها). هذا كلام مردود في مجمله؛ لأن الاتصال الثقافي يحل هذه المعضلة، فهو ليس فقط أن تفهم ثقافة الآخر.. ولكن أن تجعل الآخر أيضا يفهم ثقافتك.
الثقافة هي المعلِّم الخفي لأفراد المجتمع؛ لأنها سلوكيات وأفكار.. وعلم الاتصال الثقافي هو ما يجعل الاتصال سهلا وممكنا. فهو الأداة الأهم التي يحتاجها من يتداخل مع ثقافات مختلفة -سواء كانت كبرى على المستوى الدولي، أو صغرى على مستوى الدولة الواحدة-. خصوصا أن الثقافة شأن شخصي؛ ليس من حق أحد أن يقول إنها صواب أم خطأ. بل من حق كل ثقافة أن تقدم نفسها للآخرين؛ كفرد أو مجتمع أو دولة.. دون الاعتذار عن مفردات سلوكية أو ثقافية.. أو تُجبر على تغيير مفرداتها.. إلا أن
يكون حراكا داخليا خاصا بالفرد أو المجتمع.
الاهتمام العالمي بالاتصال الثقافي بدأ في الربع الأخير من القرن الماضي.. تحديدا مع بداية عصر التواصل الفضائي، وانتشار الشركات العابرة للقارات، وتقاطع المصالح الاقتصادية والسياسية العالمية.. وحتى الرحلات السياحية لمختلف بلدان العالم. علما أنه كممارسة بدأ مع بداية الإنسان في التاريخ. وازداد الاهتمام به في السنوات الأخيرة مع تفاقم الهجرة الجماعية القسرية بسبب الحروب والأزمات السياسية في بعض بلدان العالم. حتى أن إحدى المجلات الغربية تصدرت غلافها بصورة لعائلة عربية وعنوان كبير: (سكان أوروبا الجدد). وناقش ذلك العدد المعضلة الثقافية التي تواجهها الدول الغربية بسبب الهجرة الجماعية لها.
العالم الآن يعتمد على بعضه.. والتحولات العالمية تدفع العالم نحو الاتصال الثقافي. علما أن الأصوات المضادة للانفتاح سترتفع لتؤذّن بـ(الغزو الفكري وذوبان الثقافة المحلية في مياه الثقافات العالمية السائلة بكل توجهاتها وعاداتها وتقاليدها). هذا كلام مردود في مجمله؛ لأن الاتصال الثقافي يحل هذه المعضلة، فهو ليس فقط أن تفهم ثقافة الآخر.. ولكن أن تجعل الآخر أيضا يفهم ثقافتك.