تجديد الدين
أفياء
الخميس / 20 / صفر / 1439 هـ الخميس 09 نوفمبر 2017 01:08
عزيزة المانع
الذين يطالبون بتجديد الدين، لا أظنهم يعنون تغيير شيء في أصول الدين، وما يغلب على الظن أنهم يعنون تغيير بعض ما احتوته كتب التراث الدينية من آراء بشرية، مثل أقوال المفسرين والفقهاء وبعض ما استنبطوه من أحكام مبنية على القياس، مما يدخل في باب الاجتهادات الفقهية، التي اتخذت فيما بعد قاعدة ثابتة تبنى عليها أحكام وأنظمة وعقوبات وغير ذلك.
والمطالبة بمراجعة كتب التراث الدينية وتغيير بعض ما ورد فيها من آراء وأحكام وأنظمة، هو أمر جائز لا يحق لأحد الاعتراض عليه، بل إنه مطلوب، لأنه يساعد على حماية الدين من أن تتسرب إليه أخطاء المجتهدين فتلتصق به كما لو أنها جزء أصيل فيه.
إلا أن ما يضعف موقف الذين يطالبون بتجديد الدين، وقوعهم في غلطتين جوهريتين تفسدان عليهم بلوغ غايتهم وتؤلبان الكثيرين ضدهم.
أولى هاتين الغلطتين سوء الأسلوب الذي يتبعونه عند طرح أفكارهم أو عند الخلاف مع المعارضين لهم، فهم غالبا تفوح من تعبيراتهم رائحة كراهية وغضب، وسخرية واستخفاف.
وهذا الأسلوب لا يتوقع له النجاح في تحقيق الغاية المرجوة، فضلا عن أنه يزيد في تعميق الفجوة بينهم وبين المعارضين والمعادين لهم، فيظلون يتبادلون معهم التراشق بالكراهية.
والغلطة الثانية، هي أنهم لا يكلفون أنفسهم التعمق في فهم ما ينتقدون وينادون بتغييره مما جاء في تلك الكتب، فهم غالبا لا يحرصون على قراءة النصوص الدينية الثابتة قراءة جيدة لاستيعاب معانيها ودلالاتها بصورة واضحة وشاملة، ولا يبذلون جهدا في فهم الجوانب اللغوية والتاريخية التي ترتبط بها، مكتفين بما يحملونه من معرفة سطحية، والمعرفة السطحية هي معرفة جزئية غير شاملة، فيكون نقص معرفتهم بما ينتقدون، سببا في وقوعهم في أخطاء تضعف موقفهم، فيجد معارضوهم حجة قوية لمهاجمة دعوتهم الإصلاحية.
من يخوض معركة يرجو الفوز بها، لا بد له من التسلح بالأسلحة المناسبة لتعينه على تحقيق الفوز الذي يتطلع إليه، ولكي ينجح المطالبون بتجديد كتب التراث الدينية في تحقيق أهدافهم الإصلاحية، لا بد لهم من التسلح بقدر وافٍ من المعرفة الدينية واللغوية، وبمهارة عالية في أساليب الحوار الهادئة الخالية من الشحناء ومن تعمد استفزاز الآخر.
حين تكون الرغبة في الإصلاح هي المسيطرة، فإن المصلح غالبا يتبع السبل اللطيفة، أما حين تكون الرغبة، مجرد الانتقاد والاستمتاع بإظهار النقص وكشف العيوب، فإن ألفاظ الكراهية والتهكم والسخرية وغيرها من أساليب العنف اللفظي، تكون هي السبيل المتبع.
azman3075@gmail.com
والمطالبة بمراجعة كتب التراث الدينية وتغيير بعض ما ورد فيها من آراء وأحكام وأنظمة، هو أمر جائز لا يحق لأحد الاعتراض عليه، بل إنه مطلوب، لأنه يساعد على حماية الدين من أن تتسرب إليه أخطاء المجتهدين فتلتصق به كما لو أنها جزء أصيل فيه.
إلا أن ما يضعف موقف الذين يطالبون بتجديد الدين، وقوعهم في غلطتين جوهريتين تفسدان عليهم بلوغ غايتهم وتؤلبان الكثيرين ضدهم.
أولى هاتين الغلطتين سوء الأسلوب الذي يتبعونه عند طرح أفكارهم أو عند الخلاف مع المعارضين لهم، فهم غالبا تفوح من تعبيراتهم رائحة كراهية وغضب، وسخرية واستخفاف.
وهذا الأسلوب لا يتوقع له النجاح في تحقيق الغاية المرجوة، فضلا عن أنه يزيد في تعميق الفجوة بينهم وبين المعارضين والمعادين لهم، فيظلون يتبادلون معهم التراشق بالكراهية.
والغلطة الثانية، هي أنهم لا يكلفون أنفسهم التعمق في فهم ما ينتقدون وينادون بتغييره مما جاء في تلك الكتب، فهم غالبا لا يحرصون على قراءة النصوص الدينية الثابتة قراءة جيدة لاستيعاب معانيها ودلالاتها بصورة واضحة وشاملة، ولا يبذلون جهدا في فهم الجوانب اللغوية والتاريخية التي ترتبط بها، مكتفين بما يحملونه من معرفة سطحية، والمعرفة السطحية هي معرفة جزئية غير شاملة، فيكون نقص معرفتهم بما ينتقدون، سببا في وقوعهم في أخطاء تضعف موقفهم، فيجد معارضوهم حجة قوية لمهاجمة دعوتهم الإصلاحية.
من يخوض معركة يرجو الفوز بها، لا بد له من التسلح بالأسلحة المناسبة لتعينه على تحقيق الفوز الذي يتطلع إليه، ولكي ينجح المطالبون بتجديد كتب التراث الدينية في تحقيق أهدافهم الإصلاحية، لا بد لهم من التسلح بقدر وافٍ من المعرفة الدينية واللغوية، وبمهارة عالية في أساليب الحوار الهادئة الخالية من الشحناء ومن تعمد استفزاز الآخر.
حين تكون الرغبة في الإصلاح هي المسيطرة، فإن المصلح غالبا يتبع السبل اللطيفة، أما حين تكون الرغبة، مجرد الانتقاد والاستمتاع بإظهار النقص وكشف العيوب، فإن ألفاظ الكراهية والتهكم والسخرية وغيرها من أساليب العنف اللفظي، تكون هي السبيل المتبع.
azman3075@gmail.com