كتاب ومقالات

أين نضع أقدامنا؟

أشواك

عبده خال

الأحداث تطل برأسها كأفعى الأصلة ضخمة ومرعبة.

ونذور دق طبول الحرب يصرفها المحللون من كل اتجاه، ليصبح السؤال هل هي حرب تدور رحاها في المنطقة، وما هو موقفنا منها؟

وإن كانت تمسنا، فهذا أدعى لأن نتنبه أين نضع أقدامنا، فنحن في الأساس نخوض وغى المعركة الحربية والسياسية، وهي نتاج لما بعد ثورات الربيع العربي، ومنذ اندلاع تلك الثورات والمملكة إحدى أهم الركائز المستهدفة في الإسقاط والتقسيم، وأثناء تلك الفترة لعبت الخارجية السعودية دورا بارزا في تجنيب البلاد تلك العاصفة المدمرة، حتى إذ وقف الإخوان على أرض مصر كنا نحن في المواجهة مباشرة إذ لم يبق من قوة إقليمية سوى السعودية وكان يقال (جاءكم الدور)..

وكانت البلد في حالة تأهب واستنفار، وبقيت آثار الثورات قائمة على الدول التي خاضت البقاء أو الفناء، وتوالت الأحداث مع بقاء مخطط الشرق الأوسط الجديد قائما (فقط حدث تغير السيناريو)..

وكانت دول الخليج هي الكتلة المتماسكة التي استعصت على الانهيار، وساعدها على التوازن الشرعية السياسية والثروة المالية، وبعد تباطؤ الثورات العربية كان لا بد من إيجاد خرم إبرة لإسقاط هذا التكتل الخليجي، ولأن قطر لعبت دورا مفصليا في الثورات العربية كانت هي (الخرم)، وأثناء اندلاع الحروب العربية وجدت إيران نفسها تكتسب أراضي (بفعل اهتزاز الأنظمة العربية)، فتواجدت في العراق وسورية ولبنان ممثلة مظلة على رأس دول الخليج واستفادت من الانقلابيين في اليمن لتكون هناك..

أي أننا دخلنا تحت محاولة الضغط إن لم نتحرك لمنع الضغط من الشمال والجنوب، فحدثت عاصفة الحزم، ولم تكن لتفعلها السعودية لولا أن الحكومة الشرعية استنجدت بالمملكة، وكان في ذلك رغبة لإيقاف الامتداد الإيراني كسلاح وأطماع من خلال المؤيدين للوجود الإيراني ومع تثبيت الوضع الراهن.. أين يمكن ان يكون للمملكة حرب قادمة؟

بالأمس تحدث حسن نصرالله بأن السعودية تقيم حلفا مع أمريكا وإسرائيل للقضاء على حزب الله الممثل لإيران، وفي هذا القول تسليم بأن إسرائيل جندي من جنود السعودية يأتمر بأمرها (يفعل ويترك) فإذا وصلنا لهذه المقدرة من جعل العدو يحارب عنا نكون في حكم المقتدر ولا نحتاج لاتهامنا أننا نعبث في لبنان، إذ كان بمقدورنا تحريك الغير ونحن في منازلنا.. أرى أن وضع السعودية في سلسلة الثورات العربية لا يتم وفق مخطط الشرق الأوسط الجديد، إلا من خلال إضعافها اقتصاديا، ولأن المخطط السعودي يعلم تماما بأن السيناريو المتغير يقوم على جعل المنطقة متضعضعة بين دول مزقتها الحرب ودول تنهار اقتصاداتها، أعتقد أن التكهن باندلاع حرب سيكون بتلك الصيغة الاقتصادية.