«حزب الله».. إستراتيجية الكذب وتسويق الأباطيل
الخميس / 27 / صفر / 1439 هـ الخميس 16 نوفمبر 2017 02:20
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
تتعامل ميليشيات «حزب الله» مع استقالة سعد الحريري، كما تعاملت والنظام السوري مع مجزرة خان شيخون الكيماوية. استقالة الحريري حصلت لأن «حزب الله» انتهك التسوية الرئاسية، ومجزرة خان شيخون وقعت لأن النظام السوري وحزب الله قصفا تلك البلدة بالأسلحة الكيماوية.
حزب الله يصوّر أزمة الاستقالة على أنها أزمة غياب الحريري عن لبنان، كما صوّر جريمة خان شيخون بأن المدنيين انتحروا جماعياً بقنبلة كانوا يصنعونها بمشاركة الأطفال والنساء والشيوخ. من استقالة الحريري إلى مجزرة خان شيخون إستراتيجية واحدة يسلكها حزب الله ومن والاه، إستراتيجية تقول «اكذب ثم اكذب ثم اكذب فلا بدّ أن يصدقك البعض في النهاية». حزب الله المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء 14 آذار والتنكيل بكل من رفع صورة رفيق الحريري أو ابنه من عام 2005 حتى قبل أيام من استقالة سعد الحريري، هو اليوم يرفع صور سعد الحريري في كل أزقة بيروت التي لا يجرؤ أحد على رفع صورة فيها لغير نصر الله أو راية غير راية حزب الله الصفراء.
ترتفع صور الحريري في بيروت كما ارتفعت قبل أسابيع رايات «الحشد الشعبي» في عاشوراء. هو التنكرُ للوقائع لفرض وقائع أخرى، هو تنكرٌ أن لبّ المشكلة هو حزب الله وسلاحه وخضوعه لأجندة النظام الإيراني بعيداً عن المصالح اللبنانية، فلا مصلحة للبنان في صنعاء ولا مصلحة للبنان في بغداد أو دمشق، بل من المؤكد أن الأجندة الإيرانية تلحظ مصالحها في تلك العواصم العربية الثلاث.
ما بين استقالة الحريري ومجزرة خان شيخون، جريمتان المتهم فيهما واحد هو «حزب الله» والمهزلة أنه بات للمجرم منابر إعلامية تنتج له أفلاماً وخطابات تقول إن الضحية هي من يجب أن تحاسب لأنها كانت الضحية.
الحريري في بيروت هذا تحصيل حاصل، إلا أن عودته إليها لن توقف الحملة المشككة حول حريته وربما حول هذه العودة، فحزب الله وحلفاؤه سيستمرون بالتعامل مع الأزمة من زاوية الشكل، فمصلحتهم أن يبقوا السجال والنقاش في هذا الإطار من دون الذهاب إلى المضمون، الذي ما أن يطرح على بساط البحث حتى يصبح الحزب وسلاحه في زاوية ضيقة لا مجال فيها للتهرب أو المواربة للاستمرار في الوضع الشاذ الذي لم يعد يقتصر على لبنان وحسب، بل باتت له امتداداته المقيتة في سورية والعراق والبحرين واليمن وغيرها من الحواضن العربية والإسلامية. الحريري في بيروت، سيتم الاعتراف بعودته من قبل حزب الله شريطة أن يتخلى الحريري عن مضمون خطاب استقالته، وإن لم يفعل ذلك فسيقول الحزب إن الحريري العائد هو غير الحريري الذي غادر لبنان.
حزب الله يصوّر أزمة الاستقالة على أنها أزمة غياب الحريري عن لبنان، كما صوّر جريمة خان شيخون بأن المدنيين انتحروا جماعياً بقنبلة كانوا يصنعونها بمشاركة الأطفال والنساء والشيوخ. من استقالة الحريري إلى مجزرة خان شيخون إستراتيجية واحدة يسلكها حزب الله ومن والاه، إستراتيجية تقول «اكذب ثم اكذب ثم اكذب فلا بدّ أن يصدقك البعض في النهاية». حزب الله المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء 14 آذار والتنكيل بكل من رفع صورة رفيق الحريري أو ابنه من عام 2005 حتى قبل أيام من استقالة سعد الحريري، هو اليوم يرفع صور سعد الحريري في كل أزقة بيروت التي لا يجرؤ أحد على رفع صورة فيها لغير نصر الله أو راية غير راية حزب الله الصفراء.
ترتفع صور الحريري في بيروت كما ارتفعت قبل أسابيع رايات «الحشد الشعبي» في عاشوراء. هو التنكرُ للوقائع لفرض وقائع أخرى، هو تنكرٌ أن لبّ المشكلة هو حزب الله وسلاحه وخضوعه لأجندة النظام الإيراني بعيداً عن المصالح اللبنانية، فلا مصلحة للبنان في صنعاء ولا مصلحة للبنان في بغداد أو دمشق، بل من المؤكد أن الأجندة الإيرانية تلحظ مصالحها في تلك العواصم العربية الثلاث.
ما بين استقالة الحريري ومجزرة خان شيخون، جريمتان المتهم فيهما واحد هو «حزب الله» والمهزلة أنه بات للمجرم منابر إعلامية تنتج له أفلاماً وخطابات تقول إن الضحية هي من يجب أن تحاسب لأنها كانت الضحية.
الحريري في بيروت هذا تحصيل حاصل، إلا أن عودته إليها لن توقف الحملة المشككة حول حريته وربما حول هذه العودة، فحزب الله وحلفاؤه سيستمرون بالتعامل مع الأزمة من زاوية الشكل، فمصلحتهم أن يبقوا السجال والنقاش في هذا الإطار من دون الذهاب إلى المضمون، الذي ما أن يطرح على بساط البحث حتى يصبح الحزب وسلاحه في زاوية ضيقة لا مجال فيها للتهرب أو المواربة للاستمرار في الوضع الشاذ الذي لم يعد يقتصر على لبنان وحسب، بل باتت له امتداداته المقيتة في سورية والعراق والبحرين واليمن وغيرها من الحواضن العربية والإسلامية. الحريري في بيروت، سيتم الاعتراف بعودته من قبل حزب الله شريطة أن يتخلى الحريري عن مضمون خطاب استقالته، وإن لم يفعل ذلك فسيقول الحزب إن الحريري العائد هو غير الحريري الذي غادر لبنان.