الجمارك وإستراتيجية التغيير
السبت / 29 / صفر / 1439 هـ السبت 18 نوفمبر 2017 02:43
محمد القحطاني
تلعب الجمارك دورا محوريا لأنها البوابة الأولى للبلاد، وسدها المنيع، ما جعلها تكتسب درجة عالية من الحساسية في عملها، وبات حريا بأفرادها التحلي بمهارات أداء معينة لإنجاز مهماتهم على الوجه الأكمل، والأداء الجيد لا يتطلب فقط اتباع التعليمات الصادرة عن الإدارة بحذافيرها، بل يتطلب أسلوبا إداريا مبنيا على الشفافية، الابتكار، العمل الجماعي، العدل، المساواة والانضباط، يهدف بالدرجة الأولى إلى الاستثمار في العنصر البشري بطريقة تحقق تزاوجا في الأهداف والغايات بين الموظف والإدارة، فيتحول العمل من آلية روتينية نتائجها محسوبة مسبقا، إلى ديناميكية تسطر لها أهداف ووسيلة تحقق غايات اجتماعية وذاتية ومادية، ولابد على العاملين في الجمارك، تحقيق رؤية 2030 والمساهمة في تحفيز الاقتصاد لرسم إستراتيجية تطويرية تجسد وبشدة رؤية هادفة، تنبض بحب وإصرار على تبوؤ المركز الأول إقليميا في نوعية الخدمات، وفق رؤية واضحة المعالم من شأنها تحقيق قفزة نوعية وفاصلة في أسلوب الإدارة، فبادئ ذي بدء، فتح المجال أمام الطاقات الشابة اليافعة لتبدع وتبرز قدرتها على استكمال المشوار، وجاءت الإستراتيجة الجديدة في خطتها التطويرية مركزة وبشدة على التميز المؤسسي المبني على التغيير، وإتقان إدارة المخاطر، فأصبح لرقمنة الخدمات الجمركية حصة الأسد في المجال التقني، مع التركيز على تبسيطها وتسريعها وتحقيق أقصى درجات رضا العملاء، وكخطوة تعد سباقة من نوعها في تحقيق تواصل ميزاته الشفافية والفعالية تم وضع سفراء في كل الفروع دورهم الحرص على سير العملية الإنتاجية، ونقل الشكاوى والاقتراحات بين كل من الإدارة العليا والموظفين، بما يضمن توفير مناخ وبيئة عمل تسودها الإيجابية والاحترام المتبادل، طبعا الأداء بإيجابية لا يكتمل إلا بتوفير عنصر التدريب والتطوير الدائم للمهارات، فنصب من أجل تحقيق التدريب غاياته، في أقصى درجاتها، سفراء تدريب في كل الفروع الجمركية التي تحدد الحاجات التدريبية للموظفين، وتسعى لتسطير برامج تتماشى مع ماهو مطلوب تعلمه، لشحن الجهود البشرية بمهارات وقدرات تضاعف وارداتها وتحقق أعلى النتائج، ولابد من التنويه، إلى أنه ليس من السهل لوطن يشكل حجر الأساس بثقل سياسي واقتصادي وديني عربيا ودوليا وبمساحة شاسعة وامتداد قاري أن يحقق ثورة تنموية شاملة في الميادين كافة، وبذلك يصبح ثقل العمل الجمركي في تغطية المنافذ والتصدي لكل محاولات العبث بأمننا، أكبر عبئا ومصدر ضغط هائل على القائمين على إدارة الجمارك السعودية، هذه القيادة التي جعلت من الجمارك خلية، فاعلة في منظومة الأمن الوطني وإنجازا يشهد له التاريخ بأسلوب إداري مستحدث من رؤية إستراتيجية واضحة المعالم محددة الأهداف، تحظى بدعم سخي من القيادة، جعلها مخلصة في رسالتها لغاية سامية فحواها طاعة الله في خدمة الوطن.
mohd_nq@hotmail.com
mohd_nq@hotmail.com