«ثنائية الفيصل».. 9 أعوام في بناء الإنسان والمكان
محافظات منطقة مكة المكرمة تتأهب لقطف ثمار التحديث والنهضة
الأحد / 01 / ربيع الأول / 1439 هـ الاحد 19 نوفمبر 2017 02:57
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
تقف محافظات عدة في منطقة مكة المكرمة على أعتاب قطف ثمار المشاريع التي تبنتها الإستراتيجية التنموية، المشاريع التي أسس لها الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة قبل نحو 9 أعوام، إذ يقوم غدا (الإثنين) يرافقه الأمير عبدالله بن بندر نائب أمير المنطقة برحلة تجريبية لقطار الحرمين بين مكة المكرمة وجدة، كما يدشّن مشروع تطوير الواجهة البحرية بجدة للمرحلة (4-5) نهاية الأسبوع المقبل، ويتفقد سير العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد خلال الفترة القادمة، وبذلك تنضم كوكبة تلك المشاريع إلى مشروعي الفيصلية والطائف الجديد.
وأوضح متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري، أن منطقة مكة المكرمة مقبلة على الاحتفاء بتشغيل وإطلاق مشاريع أسس لها الأمير خالد الفيصل في الخطة الإستراتيجية التنموية للمنطقة، مبينا أن ذلك سيكون نهاية العام الميلادي الحالي وأوائل العام المقبل، لتنضم إلى المشاريع التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية.
وعرّج الدوسري على إستراتيجية التنمية في المنطقة التي وضعت على أساس ثنائية الإنسان والمكان، لافتا إلى أن إستراتيجية التنمية في المنطقة أخذت في الاعتبار عاملي التوازن والتوازي، ليستفيد القاطن في القرية وفي المحافظة من كافة الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة للحد من النزوح إلى المدن وتأهيل مناطق الأطراف لتتحول إلى جاذبة للسكان، مضيفاً أنه في ما يخص المكان فقد تضمنت الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة تطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق ورفع كفاءة الخدمات كماً وكيفاً، ومعالجة الأحياء العشوائية وحماية الأراضي العامة للدولة إضافة لوضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في كافة جوانب التنمية والبناء. وعن ما وصلت إليه خطة التنمية في المنطقة أوضح الدوسري أن منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها قطعت شوطاً كبيراً في التنمية ولاسيما أن ما تحقق من إنجازات في إستراتيجية الخطة العشرية للتنمية التي تضمنت مشاريع أنجزت وشارف الباقي على الانتهاء، ستكون عاملاً رئيساً لإحداث نقلة حضارية في المنطقة وستعمل أيضاً على تطويرها بشكل أفضل مما هو مخطط له.
وتطرق إلى أبرز المشاريع التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن أهالي جدة سيشهدون نهاية الأسبوع ما بعد المقبل تدشين مرحلتي تطوير الواجهة البحرية، ويأتي امتدادا لسلسلة تطوير كورنيش المحافظة، مبيناً أن من المشاريع الضخمة التي ستنطلق تجريبياً مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، الذي أعلنت هيئة الطيران المدني عن بدء التشغيل التجريبي رمضان المقبل، إلى جانب مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمدينتي جدة ورابغ، والذي سيتم تدشينه رسمياً في الربع الأول من العام 2018.
لفت المتحدث إلى أن مشاريع كبرى في المنطقة حظيت بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويأتي في مقدمتها مشروع الفيصلية السكني والإداري، والذي رفعه الأمير خالد الفيصل، كذلك مشروع الطائف الجديد والذي تم تدشينه أخيرا ويضم المشروع مطار الطائف الجديد، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية. وجاء إعلان الأمير خالد الفيصل عن إنشاء مركز للتكامل التنموي لتحقيق نهضة تنموية مبنية على التشارك بين القطاعين الحكومي والخاص، وأسندت إليه إلى جانب مهماته الأخرى مهمة تحفيز ودفع عجلة التنمية في المنطقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وأشار متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة إلى أن أمير المنطقة دأب بشكل سنوي على زيارة المحافظات والوقوف على مطالب الأهالي، والاطلاع على سير المشاريع والاجتماع بالمجالس المحلية، مشيراً إلى أن الأمير يحرص في الزيارات على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي. مضيفاً أن تلك الجولات آتت أُكلها خلال الفترة الماضية، فقد تطورت الخدمات في كافة المجالات البلدية والصحية، ووصلت المياه المحلاة لكل المحافظات، كما أصبح التعليم الجامعي متاحاً عبر الجامعات وأفرعها المنتشرة في كل محافظة.
عالج اختلالات المياه وبحيرة المسك ومردم النفايات
عرض متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري لمحة تاريخية عن المطالب التي تجاوب معها الأمير خالد الفيصل، منذ تعيينه أميراً لمنطقة مكة المكرمة، إذ قدم له سكان جدة مطالبهم، وتسنّمت هرم المطالب إيجاد حلول لشُحّ المياه والانقطاعات المتكررة، وضرورة تجفيف بحيرة المسك، وإنهاء معاناة مردم النفايات بجدة، فانطلق العمل بمشاركة الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول، وتم ذلك في غضون أربعة أعوام، إذ تمّ تجفيف بحيرة الصرف الصحي وعولج خطرها البيئي وأعيدت معالجة مياهها بالطريقة الثلاثية، أما مرمى النفايات فقد أزيل تماماً وتم التخلص من آثاره البيئية السيئة، فيما زادت طاقة ضخ المياه بنسبة 100% من 550 ألف متر مكعب يومياً إلى 1.1 مليون متر مكعب في العام 2011.
كما أحدث الأمير خالد الفيصل التغيير من الداخل فتمّ إحداث تغيير في هيكلة الإمارة، استحدث، إدارة متابعة تنفيذ الأحكام التي نجحت في إنهاء تكدس 18 ألف حكم لتصبح أحكاماً نافذة وبنسبة 90%، فضلاً عن إدارة أخرى مثل إدارة متابعة المشاريع وتنفيذها وغيرها.
وقال الدوسري إن طموح الأمير خالد الفيصل لم يتوقف عند مطالب الأهالي أو تغيير هيكلة الإمارة، بل كانت المنطقة على موعد مع بدء تنفيذ المنهج الثاني المتمثل في العمل الخارجي، فتقرر عقد ورشة عمل كبرى، تهدف لإحداث تنمية مبنية على أسس مؤسسية ومنهجية، ودعت الإمارة مجتمع المنطقة بكافة فئاته لوضع إستراتيجية حدد تنفيذها في مدة عشرة أعوام، وعلى ضوء ذلك تم عقد ورشة عمل لوضع إستراتيجية تنموية للمنطقة تأخذ في الاعتبار الإنسان والمكان معاً، ثمّ بدأ العمل في تنفيذ تلك الخطة ما أثمر عنه وعلى مدى الأعوام الماضية شهدت منطقة مكة المكرمة تنمية شاملة على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان، إذ تم خلالها إنجاز العديد من المشاريع، ويجري تنفيذ أخرى، فبلغ إجمالي المشاريع الجاري تنفيذها على مستوى المنطقة 2568 مشروعاً منها 739 مشروعاً في المحافظات الصغيرة.
تصحيح أوضاع البرماويين
أوضح المتحدث باسم إمارة منطقة مكة أن مشاريع التنمية توزعت على محافظات منطقة مكة المكرمة، فكان للعاصمة المقدسة نصيبها من المشاريع التي أنجز عدد منها، ويجري تنفيذ الباقي، فشملت إعمار مكة بمكوناته الطرق الدائرية الأربعة، نقل الإدارات الحكومية خارج مشعر منى، افتتاح مركز الخدمات بالشميسي، وتشغيل قطار المشاعر. أما على صعيد بناء الإنسان، فكان المشروع الأبرز والأهم تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الذين يقطنون مختلف المناطق، وسلمت أول إقامة نظامية لأول مستفيد برماوي منتصف جمادى الأولى من العام 1434هـ، واستمر التصحيح حتى شمل جميع أبناء الجالية البالغ عددهم أكثر 250 ألف برماوي. وعلى صعيد المكان، تم تطوير سبعة أحياء عشوائية في العاصمة المقدسة.
منع التلوث البصري بإزالة صناعية النزهة
يأتي النقل العام معززاً لمشروع طريق الملك عبدالعزيز (الموازي) الذي يجري العمل في تنفيذه، ويمتد من الدوار الغربي عند تقاطع الطريق الدائري الثالث مع طريق جدة السريع، ويتقاطع شرقاً مع الطريق الدائري الأول، ويسهم المشروع الذي أزيل لتنفيذه 3626 عقارا في تفتيت البؤر العشوائية في المناطق التي يخترقها، وسيوفر الطريق العديد من الفنادق والممرات والمصليات على درجة عالية من الجودة والتصميم الجديد، وسينتهي العمل فيه آواخر العام 2019.
وأبان متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة أن مدينة جدة تستعد لإطلاق حزمة مشاريع ضخمة وريادية، فقد أوشك العمل في المطار الدولي على الانتهاء، وأصبحت المرحلة الأولى منه على موعد مع التشغيل التجريبي رمضان القادم في وقت شارفت نسبة إنجاز العمل فيه على نسبة 90%، وحفاظا على المشروع من التلوث البصري وجه أمير منطقة مكة المكرمة بإزالة صناعية النزهة الواقعة جنوب مطار المؤسس الجديد، وفي المقابل تم إنشاء صناعية عسفان لتكون بديلة عن صناعية النزهة، فيما يجري حالياً تنفيذ مشروع حدائق بسمة جدة، الذي ينتهي العمل فيه خلال 12 شهرا، ويهدف لتحويل الواجهة الجنوبية للمطار إلى لوحة فنية من خلال تجميل تقاطع طريق النزهة مع طريق المدينة المنورة.
وأضاف المتحدث باسم إمارة منطقة مكة المكرمة أن جدة تستعد لتدشين المرحلتين الرابعة والخامسة لتطوير الواجهة البحرية، بطول يزيد على أربعة كيلومترات في اللمسات الأخيرة، وكان قد سبق ذلك تطوير الكورنيش الشمالي بمراحله الأولى والثانية والثالثة، ويمتد على طول 3.5 كيلومتر، ابتداء من ميدان النورس شمالاً حتى مقر حرس الحدود جنوبا، إضافة إلى تطوير شاطئ السيف الممتد على طول ثلاثة كيلومترات على الشاطئ الجنوبي لمحافظة جدة، كذلك متنزه ذهبان البحري على مساحة إجمالية تتجاوز 110 آلاف مترمربع.
إحياء سوق عكاظ وإبراز مواهب 1.5 مليون شاب
أوضح المتحدث باسم إمارة منطقة مكة المكرمة بأنه على صعيد إستراتيجية بناء الإنسان حققت المنطقة إنجازات عدة، يأتي في مقدمتها سوق عكاظ الذي أعيد إحياؤه قبل نحو 11 عاما، بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وظل طيلة تلك الفترة تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة، وتحول السوق إلى مدينة تشكل نواة الطائف الجديد، وخلال العقود العشرة تم تخصيص أرض للسوق تقدر مساحتها بـ10 ملايين متر مربع، ونفذت عليها مشاريع بأكثر من 400 مليون ريال، فيما توسعت الجوائز من جائزة واحدة إلى 12 جائزة صرف عليها أكثر من 15 مليون ريال. كما أولى الأمير خالد الفيصل الشباب اهتماماً كبيرا، فتبنت الإمارة تأسيس مشاريع مبادرات لصالح شباب المنطقة، وحرصت على ضمهم لمجلس المنطقة، وسبق ذلك إطلاق ملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة وشمل كافة شباب محافظات المنطقة، وهدف لإبراز المواهب والقدرات لدى الشباب وصقلها وشغل أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة إلى جانب التوعية والتثقيف عبر الدورات والمحاضرات، واستفاد من الملتقى أكثر من 1.5 مليون شاب وشابة من أبناء المنطقة.
وتأتي آخر الخطوات في هذا الجانب إعادة هيكلة مجلس الشباب، إذ اعتمد أمير منطقة مكة المكرمة الهيكلة الجديدة لقطاع الشباب في المنطقة الهادفة إلى تنظيم العمل والمبادرات وتفعيل مشاركة الشباب في تنمية المنطقة، وفق منظومة متكاملة تحقق الاستدامة وتدعم الجهود المقدمة وتعمل على ترسيخ القيم والرؤى.
وأوضح متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري، أن منطقة مكة المكرمة مقبلة على الاحتفاء بتشغيل وإطلاق مشاريع أسس لها الأمير خالد الفيصل في الخطة الإستراتيجية التنموية للمنطقة، مبينا أن ذلك سيكون نهاية العام الميلادي الحالي وأوائل العام المقبل، لتنضم إلى المشاريع التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية.
وعرّج الدوسري على إستراتيجية التنمية في المنطقة التي وضعت على أساس ثنائية الإنسان والمكان، لافتا إلى أن إستراتيجية التنمية في المنطقة أخذت في الاعتبار عاملي التوازن والتوازي، ليستفيد القاطن في القرية وفي المحافظة من كافة الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة للحد من النزوح إلى المدن وتأهيل مناطق الأطراف لتتحول إلى جاذبة للسكان، مضيفاً أنه في ما يخص المكان فقد تضمنت الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة تطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق ورفع كفاءة الخدمات كماً وكيفاً، ومعالجة الأحياء العشوائية وحماية الأراضي العامة للدولة إضافة لوضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في كافة جوانب التنمية والبناء. وعن ما وصلت إليه خطة التنمية في المنطقة أوضح الدوسري أن منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها قطعت شوطاً كبيراً في التنمية ولاسيما أن ما تحقق من إنجازات في إستراتيجية الخطة العشرية للتنمية التي تضمنت مشاريع أنجزت وشارف الباقي على الانتهاء، ستكون عاملاً رئيساً لإحداث نقلة حضارية في المنطقة وستعمل أيضاً على تطويرها بشكل أفضل مما هو مخطط له.
وتطرق إلى أبرز المشاريع التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن أهالي جدة سيشهدون نهاية الأسبوع ما بعد المقبل تدشين مرحلتي تطوير الواجهة البحرية، ويأتي امتدادا لسلسلة تطوير كورنيش المحافظة، مبيناً أن من المشاريع الضخمة التي ستنطلق تجريبياً مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، الذي أعلنت هيئة الطيران المدني عن بدء التشغيل التجريبي رمضان المقبل، إلى جانب مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمدينتي جدة ورابغ، والذي سيتم تدشينه رسمياً في الربع الأول من العام 2018.
لفت المتحدث إلى أن مشاريع كبرى في المنطقة حظيت بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويأتي في مقدمتها مشروع الفيصلية السكني والإداري، والذي رفعه الأمير خالد الفيصل، كذلك مشروع الطائف الجديد والذي تم تدشينه أخيرا ويضم المشروع مطار الطائف الجديد، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية. وجاء إعلان الأمير خالد الفيصل عن إنشاء مركز للتكامل التنموي لتحقيق نهضة تنموية مبنية على التشارك بين القطاعين الحكومي والخاص، وأسندت إليه إلى جانب مهماته الأخرى مهمة تحفيز ودفع عجلة التنمية في المنطقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وأشار متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة إلى أن أمير المنطقة دأب بشكل سنوي على زيارة المحافظات والوقوف على مطالب الأهالي، والاطلاع على سير المشاريع والاجتماع بالمجالس المحلية، مشيراً إلى أن الأمير يحرص في الزيارات على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي. مضيفاً أن تلك الجولات آتت أُكلها خلال الفترة الماضية، فقد تطورت الخدمات في كافة المجالات البلدية والصحية، ووصلت المياه المحلاة لكل المحافظات، كما أصبح التعليم الجامعي متاحاً عبر الجامعات وأفرعها المنتشرة في كل محافظة.
عالج اختلالات المياه وبحيرة المسك ومردم النفايات
عرض متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري لمحة تاريخية عن المطالب التي تجاوب معها الأمير خالد الفيصل، منذ تعيينه أميراً لمنطقة مكة المكرمة، إذ قدم له سكان جدة مطالبهم، وتسنّمت هرم المطالب إيجاد حلول لشُحّ المياه والانقطاعات المتكررة، وضرورة تجفيف بحيرة المسك، وإنهاء معاناة مردم النفايات بجدة، فانطلق العمل بمشاركة الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول، وتم ذلك في غضون أربعة أعوام، إذ تمّ تجفيف بحيرة الصرف الصحي وعولج خطرها البيئي وأعيدت معالجة مياهها بالطريقة الثلاثية، أما مرمى النفايات فقد أزيل تماماً وتم التخلص من آثاره البيئية السيئة، فيما زادت طاقة ضخ المياه بنسبة 100% من 550 ألف متر مكعب يومياً إلى 1.1 مليون متر مكعب في العام 2011.
كما أحدث الأمير خالد الفيصل التغيير من الداخل فتمّ إحداث تغيير في هيكلة الإمارة، استحدث، إدارة متابعة تنفيذ الأحكام التي نجحت في إنهاء تكدس 18 ألف حكم لتصبح أحكاماً نافذة وبنسبة 90%، فضلاً عن إدارة أخرى مثل إدارة متابعة المشاريع وتنفيذها وغيرها.
وقال الدوسري إن طموح الأمير خالد الفيصل لم يتوقف عند مطالب الأهالي أو تغيير هيكلة الإمارة، بل كانت المنطقة على موعد مع بدء تنفيذ المنهج الثاني المتمثل في العمل الخارجي، فتقرر عقد ورشة عمل كبرى، تهدف لإحداث تنمية مبنية على أسس مؤسسية ومنهجية، ودعت الإمارة مجتمع المنطقة بكافة فئاته لوضع إستراتيجية حدد تنفيذها في مدة عشرة أعوام، وعلى ضوء ذلك تم عقد ورشة عمل لوضع إستراتيجية تنموية للمنطقة تأخذ في الاعتبار الإنسان والمكان معاً، ثمّ بدأ العمل في تنفيذ تلك الخطة ما أثمر عنه وعلى مدى الأعوام الماضية شهدت منطقة مكة المكرمة تنمية شاملة على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان، إذ تم خلالها إنجاز العديد من المشاريع، ويجري تنفيذ أخرى، فبلغ إجمالي المشاريع الجاري تنفيذها على مستوى المنطقة 2568 مشروعاً منها 739 مشروعاً في المحافظات الصغيرة.
تصحيح أوضاع البرماويين
أوضح المتحدث باسم إمارة منطقة مكة أن مشاريع التنمية توزعت على محافظات منطقة مكة المكرمة، فكان للعاصمة المقدسة نصيبها من المشاريع التي أنجز عدد منها، ويجري تنفيذ الباقي، فشملت إعمار مكة بمكوناته الطرق الدائرية الأربعة، نقل الإدارات الحكومية خارج مشعر منى، افتتاح مركز الخدمات بالشميسي، وتشغيل قطار المشاعر. أما على صعيد بناء الإنسان، فكان المشروع الأبرز والأهم تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الذين يقطنون مختلف المناطق، وسلمت أول إقامة نظامية لأول مستفيد برماوي منتصف جمادى الأولى من العام 1434هـ، واستمر التصحيح حتى شمل جميع أبناء الجالية البالغ عددهم أكثر 250 ألف برماوي. وعلى صعيد المكان، تم تطوير سبعة أحياء عشوائية في العاصمة المقدسة.
منع التلوث البصري بإزالة صناعية النزهة
يأتي النقل العام معززاً لمشروع طريق الملك عبدالعزيز (الموازي) الذي يجري العمل في تنفيذه، ويمتد من الدوار الغربي عند تقاطع الطريق الدائري الثالث مع طريق جدة السريع، ويتقاطع شرقاً مع الطريق الدائري الأول، ويسهم المشروع الذي أزيل لتنفيذه 3626 عقارا في تفتيت البؤر العشوائية في المناطق التي يخترقها، وسيوفر الطريق العديد من الفنادق والممرات والمصليات على درجة عالية من الجودة والتصميم الجديد، وسينتهي العمل فيه آواخر العام 2019.
وأبان متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة أن مدينة جدة تستعد لإطلاق حزمة مشاريع ضخمة وريادية، فقد أوشك العمل في المطار الدولي على الانتهاء، وأصبحت المرحلة الأولى منه على موعد مع التشغيل التجريبي رمضان القادم في وقت شارفت نسبة إنجاز العمل فيه على نسبة 90%، وحفاظا على المشروع من التلوث البصري وجه أمير منطقة مكة المكرمة بإزالة صناعية النزهة الواقعة جنوب مطار المؤسس الجديد، وفي المقابل تم إنشاء صناعية عسفان لتكون بديلة عن صناعية النزهة، فيما يجري حالياً تنفيذ مشروع حدائق بسمة جدة، الذي ينتهي العمل فيه خلال 12 شهرا، ويهدف لتحويل الواجهة الجنوبية للمطار إلى لوحة فنية من خلال تجميل تقاطع طريق النزهة مع طريق المدينة المنورة.
وأضاف المتحدث باسم إمارة منطقة مكة المكرمة أن جدة تستعد لتدشين المرحلتين الرابعة والخامسة لتطوير الواجهة البحرية، بطول يزيد على أربعة كيلومترات في اللمسات الأخيرة، وكان قد سبق ذلك تطوير الكورنيش الشمالي بمراحله الأولى والثانية والثالثة، ويمتد على طول 3.5 كيلومتر، ابتداء من ميدان النورس شمالاً حتى مقر حرس الحدود جنوبا، إضافة إلى تطوير شاطئ السيف الممتد على طول ثلاثة كيلومترات على الشاطئ الجنوبي لمحافظة جدة، كذلك متنزه ذهبان البحري على مساحة إجمالية تتجاوز 110 آلاف مترمربع.
إحياء سوق عكاظ وإبراز مواهب 1.5 مليون شاب
أوضح المتحدث باسم إمارة منطقة مكة المكرمة بأنه على صعيد إستراتيجية بناء الإنسان حققت المنطقة إنجازات عدة، يأتي في مقدمتها سوق عكاظ الذي أعيد إحياؤه قبل نحو 11 عاما، بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وظل طيلة تلك الفترة تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة، وتحول السوق إلى مدينة تشكل نواة الطائف الجديد، وخلال العقود العشرة تم تخصيص أرض للسوق تقدر مساحتها بـ10 ملايين متر مربع، ونفذت عليها مشاريع بأكثر من 400 مليون ريال، فيما توسعت الجوائز من جائزة واحدة إلى 12 جائزة صرف عليها أكثر من 15 مليون ريال. كما أولى الأمير خالد الفيصل الشباب اهتماماً كبيرا، فتبنت الإمارة تأسيس مشاريع مبادرات لصالح شباب المنطقة، وحرصت على ضمهم لمجلس المنطقة، وسبق ذلك إطلاق ملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة وشمل كافة شباب محافظات المنطقة، وهدف لإبراز المواهب والقدرات لدى الشباب وصقلها وشغل أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة إلى جانب التوعية والتثقيف عبر الدورات والمحاضرات، واستفاد من الملتقى أكثر من 1.5 مليون شاب وشابة من أبناء المنطقة.
وتأتي آخر الخطوات في هذا الجانب إعادة هيكلة مجلس الشباب، إذ اعتمد أمير منطقة مكة المكرمة الهيكلة الجديدة لقطاع الشباب في المنطقة الهادفة إلى تنظيم العمل والمبادرات وتفعيل مشاركة الشباب في تنمية المنطقة، وفق منظومة متكاملة تحقق الاستدامة وتدعم الجهود المقدمة وتعمل على ترسيخ القيم والرؤى.