كتاب ومقالات

ماعون شتائم من بيروت

على شارعين

خلف الحربي

خلال اليومين الماضيين تداول الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قصاصات صحف لبنانية محسوبة على إعلام حزب الله وحلفائه تحتوي على تشكيلة متنوعة من الشتائم للسعودية حكومة وشعبا، ومن المتوقع أن تشجع هذه القصاصات البائسة بعضا على القيام بالواجب العربي الأصيل المتمثل في الرد على الشتيمة بأقذع منها، فلا يردحن من أحد علينا فنردح فوق ردح الرادحينا.

ولكنني أظن أننا هذه المرة بالذات سوف نضيع وقتا ثمينا إذا ما شاركنا بحماسة في حفلة الردح التي لا تقدم ولا تؤخر، فكرتنا الْيَوْمَ تنتصر بقوة وقد حددنا الهدف و(حشرنا القط) كما نقول بالعامية، وأصبح حزب الله وأنصاره وحلفاؤه وخلاياه النائمة والقائمة في كل الوطن العربي تحت ضغط مسبوق.

قضيتنا واضحة وبسيطة جدا، فحزب الله يضر بأمننا القومي من خلال تدخله السافر في اليمن ومن خلال تحركاته المشبوهة المتمثّلة في مساعدة جماعات تخريبية داخل المملكة وبقية دول مجلس التعاون، ولأن الدولة اللبنانية عاجزة تماما عن وقف هذا الحزب الإرهابي الذي يتخذ من الأراضي اللبنانية قاعدة لعملياته المضرة بِنَا، فإن الواجب الوطني يحتم علينا أن نقضي عليه بكل الطرق دون أي اكتراث بردود الفعل القادمة من لبنان، فقد علمتنا الأيام أن الأمر الواقع تفرضه الأفعال لا الأقوال.

الْيَوْمَ تصنف الولايات المتحدة حزب الله باعتباره حزبا إرهابيا وهذه خطوة مهمة لمعاملة هذا الحزب مثلما تعامل المجتمع الدولي مع داعش والقاعدة وبقية التنظيمات الإرهابية، وعلينا تشجيع دول العالم وخصوصا الدول العربية المترددة على اتخاذ خطوات مشابهة واستصدار قرارات دولية تساعدنا في عملية القضاء على حزب الله التي سوف تستغرق عدة سنوات مع تحميل الدولة اللبنانية مسؤوليتها تجاه كل ما يصدر عن حزب الله.

ملف حزب الله لا يحتاج إلى بحث، فهو مكشوف أمام العالم أجمع وتبعيته لإيران علنية وارتكابه جرائم حرب في سورية أمر معلوم وتورطه في اغتيال رفيق الحريري منظور أمام المحكمة الدولية وتدخلاته الإرهابية في أغلب الدول العربية مسألة موثقة وكل الظروف من صالحنا للمضي قدما في قصقصة أجنحة هذا الحزب العميل ثم القضاء عليه تماما مع مرور السنوات، فهو الذراع الأقوى لإيران في المنطقة العربية وقطعها واجب قومي سوف يسجله لنا التاريخ العربي الذي عبث بصفحاته الخونة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الْيَوْمَ من ضعف وتشرذم وهوان.

من الخطأ أن ننشغل عن تحقيق هدفنا الواضح والمشروع بالرد على شتائم القط المحشور في الزاوية، لأنه كعادته يريد أن يقحم لبنان كله في معركته كي ينجو من المصيدة بينما من مصلحتنا أن نغلق الغرفة عليه بإحكام ونضعه في مواجهة اللبنانيين فنساعد من يواجهه معنا ونضغط بقوة على من يقف بصفه أو يبحث له عن الأعذار دون أن يلتفت إلى الأضرار التي لحقت بِنَا.

أما بخصوص تورط أطراف لبنانية رسمية مثل رئيس الجمهورية وبعض الوزراء في الخصومة العلنية معنا فهذا بالتأكيد من صالحنا لأنه يعفينا من الدعم الهائل الذي نقدمه للبنان والذي لم نجن منه إلا الصواريخ والعمليات الإرهابية، فشعبنا وبلادنا أولى بكل ريال كان يذهب إلى دمى السياسة اللبنانية الذين لا يكفون عن طلب المساعدة المالية والسياسية ولكنهم في حقيقة الأمر يتحولون إلى غطاء أنيق لهذا الحزب الذي يعلم حتى الأطفال أنه الحاكم الحقيقي للبنان.

باختصار شديد سباب بعض الجرائد البائسة في بيروت لن يغير شيئا من سعينا الحازم لتحقيق هدفنا ولا أظن أن السعودية الحازمة التي نعيش في ظلها الْيَوْمَ تملك وقتا كافيا للرد على مثل هذه السخافات، فقد وضعت السعودية جميع الأطراف على المحك وستبدي لهم الأيام ما كانوا يجهلون.

klfhrbe@gmail.com