هل يجرؤ حزب الله على قصف الرياض مرة أخرى؟
الاثنين / 02 / ربيع الأول / 1439 هـ الاثنين 20 نوفمبر 2017 01:37
محمد الساعد
منذ منتصف الثمانينات والسعودية والعالم يراقبون بناء حزب الله لمنظومته العسكرية والعقائدية، وكعادة الأحزاب والتنظيمات الإسلاموية، تضع قضية فلسطين الشماعة والمبرر لنهجها العسكري الاستعلائي على أوطانها وشعوبها، مختطفة حق الدولة تحت شعار المقاومة والموت لإسرائيل.
تلك الشعارات الطنانة سرعان ما تسقط عندما تحكم الأحزاب قبضتها على القرار السياسي والعسكري كما لبنان واليمن، وها هو حزب الله يهادن إسرائيل ويتصالح معه بسرية تامة ليتفرغ لتنفيذ أجندته الحقيقية.
السعودية لم تعارض قيام حزب الله بما كان يدعيه من مقاومة، وتركت الأمر بيد الحكومة اللبنانية شريطة أن لا يتحول الحزب إلى غول طائفي يمد أياديه «القذرة» نحو الدول العربية، وهو ما حصل في سورية واليمن والسعودية ومصر ولبنان نفسه.
اليوم تقوم الرياض بواحدة من مهماتها الكبرى التي بدأت العام 2015، وهي التصدي لمحاولات استهداف وجودها عبر «حلف الفجار» قطر، إيران، حزب الله، الحوثيين، الإخوان المسلمين.
بالطبع هذا التحالف كان يهدف إلى اقتلاع السعودية من جذورها وتقويض مشروعها التنموي وخلق حالة احتراب طائفي، لأنهم وبكل بساطة يرونها العقبة الرئيسية أمام مشروع الشرق الأوسط والفوضى الخلاقة الموكل إليهم تنفيذه.
الجديد في المشروع أن حزب الله كمقاول من الباطن توقع أنه قادر على تخطي الخطوط السعودية الحمراء بعدما تعثر وانهار مشروعه الأساسي في اليمن بسبب ضربات جيش الرياض والتحالف العربي.
الكثير لا يزال رهين تصورات الحروب البدائية، تلك التي نشاهدها في الأفلام (أبيض وأسود)، عندما يرفع أحد الطرفين الراية البيضاء من فوق سور القلعة معلناً استسلامه.
في اليمن على سبيل المثال، لا يتخيل أحد أن هناك من سيرفع رايته البيضاء معلنا خسارته، لا إسرائيل في غزة فعلتها، ولا تركيا مع الأكراد، متذكرين أن آخر من رفع الراية البيضاء هما اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي.
ولنستذكر معا، هل انتصرت واشنطن في العراق، إذا أخذنا أهداف أمريكا المعلنة سنجد أنها انتصرت، وإذا أخذنا نتائجها العسكرية على الأرض نجدها تعرضت لخسائر كبيرة، لكن هل كان ذلك يستحق التضحيات، الأمريكان يقولون نعم.
فقد تم إسقاط صدام، وتغيير النظام، وإنهاء سيطرة حزب البعث، وتفكيك السلاح، صحيح أن الجيش الأمريكي تكبد خسائر كبيرة لكنه حقق ما يريد.
في اليمن، السعودية حققت هي أيضا ما تريد، انحسر الحوثيون نحو مناطقهم الداخلية وأصبحوا مطاردين، البحر الأحمر عاد حوضا عربيا خالصا بعدما كانت إيران تعربد فيه، المضائق المهمة دوليا تحت سيطرة سعودية، طرد جيش الملالي وحرسهم الثوري من كل جزر البحر الأحمر ومن القواعد العسكرية في دول شرق أفريقيا، إذا لم يكن هذا انتصارا، فما هو الانتصار.
ما ينطبق على الحوثيين ينطبق على حزب الله، فهذا الحزب تصور نفسه رقما مهما في معادلات الشرق الأوسط، بينما هو أقرب ما يكون لعصابة من الفتوات تحرس الخمارات تحولت مع الزمن إلى مليشيا تحرس مشاريع إيران وقطر في المنطقة.
لم يكن يعتقد حزب الضاحية أن إطلاقه صاروخا بالستيا نحو الرياض في لحظة «غرور سياسي»، سيتسبب بكل هذا الغضب السعودي وبكل هذه الخشونة، لقد أطلق نصر الله دون أن يعلم المارد السعودي الذي سيحطمه إذا لم يتراجع نحو وكره في الضاحية.
اليوم وبعد رد المملكة غير المسبوق، والوصول بالإجراءات السياسية إلى أقصى مداها، لا يمكن للحزب المغرور أن يفكر مجرد تفكير في إطلاق صاروخ خشبي نحو الرياض، بل سيعد ذلك انتحارا كليا، ولن يكون أمام العالم الذي تمنى خلال الأسابيع الماضية أن تقدم الرياض الحلم على الغضب، وهو ما حصل لليوم على الأقل، أن يقف أمام «نيران» الرياض في حال قصفت من جديد.
تلك الشعارات الطنانة سرعان ما تسقط عندما تحكم الأحزاب قبضتها على القرار السياسي والعسكري كما لبنان واليمن، وها هو حزب الله يهادن إسرائيل ويتصالح معه بسرية تامة ليتفرغ لتنفيذ أجندته الحقيقية.
السعودية لم تعارض قيام حزب الله بما كان يدعيه من مقاومة، وتركت الأمر بيد الحكومة اللبنانية شريطة أن لا يتحول الحزب إلى غول طائفي يمد أياديه «القذرة» نحو الدول العربية، وهو ما حصل في سورية واليمن والسعودية ومصر ولبنان نفسه.
اليوم تقوم الرياض بواحدة من مهماتها الكبرى التي بدأت العام 2015، وهي التصدي لمحاولات استهداف وجودها عبر «حلف الفجار» قطر، إيران، حزب الله، الحوثيين، الإخوان المسلمين.
بالطبع هذا التحالف كان يهدف إلى اقتلاع السعودية من جذورها وتقويض مشروعها التنموي وخلق حالة احتراب طائفي، لأنهم وبكل بساطة يرونها العقبة الرئيسية أمام مشروع الشرق الأوسط والفوضى الخلاقة الموكل إليهم تنفيذه.
الجديد في المشروع أن حزب الله كمقاول من الباطن توقع أنه قادر على تخطي الخطوط السعودية الحمراء بعدما تعثر وانهار مشروعه الأساسي في اليمن بسبب ضربات جيش الرياض والتحالف العربي.
الكثير لا يزال رهين تصورات الحروب البدائية، تلك التي نشاهدها في الأفلام (أبيض وأسود)، عندما يرفع أحد الطرفين الراية البيضاء من فوق سور القلعة معلناً استسلامه.
في اليمن على سبيل المثال، لا يتخيل أحد أن هناك من سيرفع رايته البيضاء معلنا خسارته، لا إسرائيل في غزة فعلتها، ولا تركيا مع الأكراد، متذكرين أن آخر من رفع الراية البيضاء هما اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي.
ولنستذكر معا، هل انتصرت واشنطن في العراق، إذا أخذنا أهداف أمريكا المعلنة سنجد أنها انتصرت، وإذا أخذنا نتائجها العسكرية على الأرض نجدها تعرضت لخسائر كبيرة، لكن هل كان ذلك يستحق التضحيات، الأمريكان يقولون نعم.
فقد تم إسقاط صدام، وتغيير النظام، وإنهاء سيطرة حزب البعث، وتفكيك السلاح، صحيح أن الجيش الأمريكي تكبد خسائر كبيرة لكنه حقق ما يريد.
في اليمن، السعودية حققت هي أيضا ما تريد، انحسر الحوثيون نحو مناطقهم الداخلية وأصبحوا مطاردين، البحر الأحمر عاد حوضا عربيا خالصا بعدما كانت إيران تعربد فيه، المضائق المهمة دوليا تحت سيطرة سعودية، طرد جيش الملالي وحرسهم الثوري من كل جزر البحر الأحمر ومن القواعد العسكرية في دول شرق أفريقيا، إذا لم يكن هذا انتصارا، فما هو الانتصار.
ما ينطبق على الحوثيين ينطبق على حزب الله، فهذا الحزب تصور نفسه رقما مهما في معادلات الشرق الأوسط، بينما هو أقرب ما يكون لعصابة من الفتوات تحرس الخمارات تحولت مع الزمن إلى مليشيا تحرس مشاريع إيران وقطر في المنطقة.
لم يكن يعتقد حزب الضاحية أن إطلاقه صاروخا بالستيا نحو الرياض في لحظة «غرور سياسي»، سيتسبب بكل هذا الغضب السعودي وبكل هذه الخشونة، لقد أطلق نصر الله دون أن يعلم المارد السعودي الذي سيحطمه إذا لم يتراجع نحو وكره في الضاحية.
اليوم وبعد رد المملكة غير المسبوق، والوصول بالإجراءات السياسية إلى أقصى مداها، لا يمكن للحزب المغرور أن يفكر مجرد تفكير في إطلاق صاروخ خشبي نحو الرياض، بل سيعد ذلك انتحارا كليا، ولن يكون أمام العالم الذي تمنى خلال الأسابيع الماضية أن تقدم الرياض الحلم على الغضب، وهو ما حصل لليوم على الأقل، أن يقف أمام «نيران» الرياض في حال قصفت من جديد.