أوقفوا خطاب الكراهية
مشراق
الخميس / 05 / ربيع الأول / 1439 هـ الخميس 23 نوفمبر 2017 01:31
عبدالرحمن اللاحم
يبدو أن معركتنا مع التشدد والتطرف ودعاة الكراهية معركة طويلة وأنها قدرنا في هذا البلد، فما إن نتخلص من جماعة متطرفة حتى نقع في أخرى، وما إن يغيب داعية من دعاة الكراهية والطائفية حتى يخرج آخر في تناسل مستمر لا يريد أن يتوقف، فبعد أفول الصحوة وقياداتها توقع الجميع أن خطاب التحريض والكراهية سيتلاشى من المجتمع، وإذا بنا نتفاجأ بغلاة جدد لا يقلون تطرفا ولا تشددا منهم، بل يتفوقون عليهم بالحمق والغباء والانفصال التام عن هذا العالم، وكأنهم قادمون بكبسولة من زمان اندثرت أيامه، فهم عاجزون عن التكيف مع زماننا ومكاننا ومازالت عقولهم محتبسة هناك في مكان سحيق من التاريخ.
أحد رموز الغلاة الجدد سخر حسابه في تويتر منبرا يبث فيه خطابا يقطر طائفية وتطرفا يمزق المجتمع ويفرق بين أبناء الوطن الواحد، فتهجم على طائفة الإسماعيلية التي تمثل أحد مكونات هذا الوطن والحصن المنيع على الحد الجنوبي، وسالت دماؤهم على ترابه كما سالت دماء آبائهم وأجدادهم ثم يأتي سفيه يخرجهم من الملة ويعلن احتفاله بـ(هداية) أحد اتباع هذه الطائفة على حد زعمه، بل ويصف مذهبهم بأنه (دين)، مما يعني تكفيرهم وإخراجهم من دين الإسلام وكلها ممارسات غاية في الخطورة لأنها تزعزع النسيج الوطني وتهدد اللحمة الوطنية، مما يستوجب تدخل السلطات الأمنية للأخذ على يد هذا السفيه ومن معه، ولا سيما أن بيان معالي النائب العام فيما يتعلق بمثير خطاب الكراهية والطائفية كان واضحا وصريحا في الحزم في ملاحقة كل من يدعو إلى بث الفرقة في مجتمع قدره أن يكون متعايشا مع اختلاف أفراده، لأن قدرنا ألا نتشابه ولكننا نتعايش فوق تراب هذا الوطن الطاهر.
إن التطرف الذي أعلن ولي العهد محاربته علانية ليس محصورا في جماعة ولا تيار وإنما هو (فكرة) متشددة ينحى فيها صاحبها إلى الغلو والإقصاء واحتكار الحقيقة حتى ولو لم يكن معارضا سياسيا أو له طموح في السلطة كجماعة الإخوان المسلمين أو دعاة الصحوة، فكل خطاب يرسخ الكراهية والطائفية فهو خطاب متطرف وأصحابه متطرفون، مكانهم في السجون وليس على منابر المساجد ومنصات المحاضرات والندوات، وهذا الذي لم تدركه وزارة الشؤون الإسلامية التي مازالت تغرد خارج السرب وبعيدا عن كل ما يحدث في السعودية وكأنها في سبات عميق لا يعنيها من الأمر شيء لا في قليل ولا كثير.
* محام وكاتب
allahim@
أحد رموز الغلاة الجدد سخر حسابه في تويتر منبرا يبث فيه خطابا يقطر طائفية وتطرفا يمزق المجتمع ويفرق بين أبناء الوطن الواحد، فتهجم على طائفة الإسماعيلية التي تمثل أحد مكونات هذا الوطن والحصن المنيع على الحد الجنوبي، وسالت دماؤهم على ترابه كما سالت دماء آبائهم وأجدادهم ثم يأتي سفيه يخرجهم من الملة ويعلن احتفاله بـ(هداية) أحد اتباع هذه الطائفة على حد زعمه، بل ويصف مذهبهم بأنه (دين)، مما يعني تكفيرهم وإخراجهم من دين الإسلام وكلها ممارسات غاية في الخطورة لأنها تزعزع النسيج الوطني وتهدد اللحمة الوطنية، مما يستوجب تدخل السلطات الأمنية للأخذ على يد هذا السفيه ومن معه، ولا سيما أن بيان معالي النائب العام فيما يتعلق بمثير خطاب الكراهية والطائفية كان واضحا وصريحا في الحزم في ملاحقة كل من يدعو إلى بث الفرقة في مجتمع قدره أن يكون متعايشا مع اختلاف أفراده، لأن قدرنا ألا نتشابه ولكننا نتعايش فوق تراب هذا الوطن الطاهر.
إن التطرف الذي أعلن ولي العهد محاربته علانية ليس محصورا في جماعة ولا تيار وإنما هو (فكرة) متشددة ينحى فيها صاحبها إلى الغلو والإقصاء واحتكار الحقيقة حتى ولو لم يكن معارضا سياسيا أو له طموح في السلطة كجماعة الإخوان المسلمين أو دعاة الصحوة، فكل خطاب يرسخ الكراهية والطائفية فهو خطاب متطرف وأصحابه متطرفون، مكانهم في السجون وليس على منابر المساجد ومنصات المحاضرات والندوات، وهذا الذي لم تدركه وزارة الشؤون الإسلامية التي مازالت تغرد خارج السرب وبعيدا عن كل ما يحدث في السعودية وكأنها في سبات عميق لا يعنيها من الأمر شيء لا في قليل ولا كثير.
* محام وكاتب
allahim@