كتاب ومقالات

حي طيبة ينتظر أمين جدة

أشواك

عبده خال

منذ أن عرفت نفسي ومدينة جدة غارقة، ومع كل (نقطة) مطر تغرق جدة في (نصف شبر)، كل البشرية تعرف أن المطر نعمة إلا أهل جدة يخافون من (نقمته)، وكل مسؤول مر ترأس في هذه المدينة ساهم في ترديها..

يوم أمس غرقت جدة، ولم نجد من كلمة تفضح سوء إدارة المشاريع المتأخرة في تصريف المياه وغرق الأنفاق وتعطل تسريب المياه في الشوارع العامة، لم نجد إلا جملة مبسترة من معالي أمين جدة طالبا إعطاءه فرصة ليتحقق عما يحدث في المدينة.. تصوروا يطلب فرصة، فكم مضى من زمن ومعاليه أمين على هذه المدينة المنكسرة ؟

ألم يمنحك كل الزمن الذي قضيته أمينا لمعرفة ماذا تفعل الأمانة، وماذا يحدث في شوارع جدة..؟

يا معالي الأمين جدة مطعونة في الخاصرة، وهي تسير بصبر المواطنين، أما وضعها الحقيقي فهو وضع المتهالك الصابر، ومن غير قضية الأمطار، هل معاليك راضٍ بما عليه المدينة في جنوبها وشرقها مثلا.. سوف أذكرك هذا إذا لم تكن عارفا بالإهمال المريع لعشرات الشوارع التي نصبت بها الخرسانات ونسيت على ما هي عليه من حفر وضيق ممر.. ولا أريد أن أنكد على خاطرك بتذكيرك عما عليه جنوب جدة! كُتبت المقالات العديدة عن إهمال الأحياء، وسوف أذكرك بحي طيبة (الرحيلي سابقا) هذا الحي تم تخطيطه من عهد الملك خالد وسمي بخالد النموذجي، هذا الحي (في خرائطكم وخططكم) أقررتم أنه سوف يكون المثال الذي يحتذى به في العمران واستكمال البنى التحتية ويكون عام 1425 هو الحد الأقصى.. هل يعلم معاليك أن هذا الحي لايزال يحفل بالعشوائية والإهمال وعدم الجدية في العمل، هل تعلم أن هذا الحي أضيف عليه خمسة أحياء وسمي (طيبة)، وأن الخط العام الرئيس ما زالت به حفر مشروع لم يكتمل ولن يكتمل وبقي حيا ميتا على ذمة أمانتكم؟ هل تتصور أن هذا الحي لا يوجد به شارع رئيس سوى خط ممدود بصورة عشوائية من غير أن تتحرك أمانتكم لإيجاد شارع رئيس، طبعا لا تعلم البلدية أن أناساً ماتوا في هذا الشارع (عرضه 52 ) بسبب عدم وجود شارع بمعنى شارع، هذا الحي يوميا به حادث، ويوميا هناك سيارة أصابها العطب من حفركم.. ويوميا يعيش أهل الحي على أمل أن تستيقظ أمانتكم لكي تنهي مأساة هذا الحي، أعتقد أن الأمانة سمت الحي (طيبة) واكتفت بذلك وكأن الحي يمثل طيبة المواطنين وصمتهم على إهمال الأمانة..

فيا معالي الأمين هل هذه الأحياء المهملة تحتاج إلى فرصة لكي تشاهد وتنظر؟ جميل أن تخرج لتشاهد، لكن الأجمل أن تعمل قبل أن تشاهد، لذا لك مني دعوة (رسمية) لزيارة حي طيبة (الرحيلي سابقا)؛ لكي تشاهد وتصرح عن مدى إهمالكم لهذا الحي، وسوف أكون مرافقا لك فقط لكي أسمع الاعتذارات التي سوف تطلقها، وللمعلومة فإن ألم أهالي حي طيبة قد وصلك، لكن من يسمع ليس كمن يتأوه!

ولك السلام.