مدارس مكة.. «طاسة الحل ضايعة»
مشاريع متعثرة وموقوفة.. ومسؤول صامت.. وأهالي يشكون
الأحد / 08 / ربيع الأول / 1439 هـ الاحد 26 نوفمبر 2017 02:41
جولة وتصوير: عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) florist600@
مجمع بطحاء قريش من الداخل وتظهر المخلفات.
حيرة متواصلة من أهالي النورية وبطحاء قريش والكعكية، بسبب تعثر مشاريع التعليم وتوقف معظمها لأكثر من 10 سنوات، في الوقت الذي يعاني أولياء أمور طلاب وطالبات المدارس في الأحياء السكنية في العاصمة المقدسة من تحويل أبنائهم إلى المدارس المسائية ودمج العديد من المدارس والطلاب والطالبات لمواجهة النقص في المدارس
الحكومية، والقضاء على المستأجرة، بسبب الهدم وتطوير بعض الأحياء السكنية -على حد زعم مسؤولي التعليم في مكة المكرمة- دون معرفة الحلول أو السبب الحقيقي خلف ذلك التعثر.
لغز يستدعي حله التدخل من قبل الجهات ذات الاختصاص في التعليم ومكافحة الفساد وحقوق الإنسان، إذ يشكل تعطل تلك المشاريع معاناة وخطرا على أرواح السكان في الأحياء بسبب التعثر والتأخير في التنفيذ وترك الخزانات مفتوحة تتربص بالسكان، بينما البعض الآخر من تلك المباني المدرسية، رغم الانتهاء منه وتجهيزه بالمكيفات، لكنه تحول إلى مرمى للنفايات ومجمع للعمالة الذين حولوها إلى سكن مكتمل حتى بالأطباق الفضائية على رؤوس تلك المباني، ويطال الحرمان سكان حي بطحاء قريش بمكة المكرمة الذين أبدوا استياءهم من موقع المجمع المدرسي الحكومي وعدم اكتماله، وعلمهم أن المقاولين هربوا دون اكتمال المشروع.
يشكل المجمع التعليمي للبنات (ابتدائي ـ متوسط ـ ثانوي) في جبل بطحاء قريش، أكثر من علامة استفهام وتعجب، فالمبنى يقع في أقصى المخطط بجوارالجبل ووسط الصخور، ويصعب الوصول إليه لعدم وجود طرق فسيحة ما يمثل معاناة وخطرا، إضافة لوقوعه على طريق جريان السيول. ويعتبر محمد الزهراني وعلي الغامدي وسعود العتيبي غياب المدارس في بطحاء قريش معاناة كبيرة، تسببت في نقل بناتهم إلى أحياء مجاورة، ونتج عنها تكدس في الفصول الدراسية وتحويل بعض المدارس إلى الفترة المسائية، في وقت كان الجميع يأمل في إعادة النظر في المبنى الحكومي الموقوف رغم اكتماله، وعدم استفادة الأهالي من الصرح الذي كلف الدولة ملايين الريالات واحتلاله مساحة كبيرة من أرض الحي.
ويستغرب السكان وضع المجمع في أقصى المخطط وبجوار الجبل الذي تم تكسير صخوره، وأصبحت تشكل خطرا على السكان والطالبات في كافة الأوقات، مستغربين تجاهل وزارة التعليم وتعليم العاصمة المقدسة للمشروع، إذ لم يشاهدوا أي لجان تقف على المشروع منذ سنوات طويلة، وكأن الأمر لا يعنيهم، حتى أصبح المبنى متهالكا وتحول لسكن للعمالة ومرمى للنفايات، رغم حاجة السكان لتقديم الخدمة وإنهاء معاناة بناتهم من التنقل إلى الأحياء الأخرى، كما أضحى المجمع المدرسي في الحي المجاور مكتظا بالطالبات في كافة المراحل ويعيق دراسة بنات الحي. وأجمع أهالي مخطط بطحاء قريش أن الوضع الذي يشهده المجمع المتعثر منذا سنوات، يستدعي تدخل لجنة «مكافحة الفساد» لمعرفة خلفيات المشروع الذي تعاقب على تنفيذه مقاولون لا نعلم بهم، لكن الشكوك تدور حول وجود مقاولين من الباطن لتنفيذ هذه المشاريع، ما تسبب في تعثرها وعدم قدرتهم على تنفيذها.
هروب المقاولين
ينتظر أهالي حي المشمس بالنورية الغربية أن يتحرك المسؤولون في إدارة تعليم مكة المكرمة للتسريع في مبنى المجمع المدرسي، الذي يطلق علية «مجمع العمرة»، خصوصا مع تضاعف المعاناة في إيصال أبنائهم للمدارس في الأحياء المجاورة، حيث زاد المخرج الوحيد للحي هذه المعاناة، وشكل خطرا لهم يهددهم كل صباح أثناء إيصال إبنائهم للمدارس بسبب كثرة الحوادث على الطريق، وقال الأهالي في خطاب تقدموا به لإمارة منطقة مكة المكرمة ـ تحتفظ عكاظ بنسخة منه ـ إنهم استبشروا في العام 1428هـ خيرا بالبدء في إنشاء مجمع مدرسي، وذلك ضمن المساحات المخصصة للخدمات، وما إن بدأ المقاول العمل بوضع القواعد الخرسانية للمبنى وحفر الخزان وشق القواعد الأسمنتية حتى غادر دون رجعة، وجاء في الخطاب: طالبنا طوال عامين بإغلاق الخزان والحفريات المكشوفة، التي أصبحت تهدد أبناءنا وتجمع المياه والحشرات، وبعد أن استبشرنا خيرا أصبحنا نخشى على حياة أطفالنا من المشروع، وفي عام 1435هـ، وبعد شكاوى ومراجعات لتعليم مكة المكرمة لم يصلوا إلى نتيجة لهذا المشروع، حتى أن بعض المسؤولين في التعليم لا يعلم بموقع المشروع، وحتى مدير تعليم مكة المكرمة الحالي وقف على المشروع دون أن ينهي المعاناة التي مازالت قائمة، وتسببت في حرمان أبناء مخططات المشمس بالنورية من الدراسة في الحي وعرضت حياتهم وأسرهم للخطر.
وأشار الأهالي إلى تعثر مشاريع أخرى في مكة المكرمة من بينها مخطط «النورية الشرقية»، الذي يحمل صورة طبق الأصل لمجمع مخطط المشمس.
على حساب العمل
تكدس الطلاب والطالبات في الفصول وتحويل الكثير من المدارس إلى الفترة المسائية خطة شكك في نجاحها سكان العاصمة المقدسة منذ إعلانها، وطالبوا بإيجاد حلول تنهي معاناة أبنائهم، ومع ذلك يصر تعليم مكة المكرمة على استمرارها والتأكيد على نجاحها. ومن المفارقات الغريبة أن تعليم مكة المكرمة أرجع إجراء الدمج والتحويل إلى غياب المباني الحكومية والأراضي للمشاريع، بينما يؤكد المشهد وجود مشاريع متعثرة من سنوات دون تدخل وحلول. واعتبر كل من سعد الحربي وخليل الحازمي وعمر العتيبي أن تحويل الطلاب إلى الفترة المسائية قلل من تحصيلهم الدراسي وحضورهم للمدارس وأرهق أولياء الأمور الذين يتركون أعمالهم للتفرغ في إيصال أبنائهم بين الصباح والمساء، الأمر الذي سبب الإرهاق والمعاناة للجميع.