رياضة

شابيكو توقد الشموع لذكرى «رحلة الموت»

الناجون يستذكرون المأساة.. وفولمان يداعب المستديرة بـ «صناعية»

علامات الآسى تبدو على أنصار شابيكوينسي في أول مواجهة بعد الكارثة.

خالد علاجي (جدة) okaz_online@

ستخفت مدينة شابيكو أضواءها، وتوقد شموعها في طرقاتها، لتتوشح ليلتها بالظلام، تعبيرا عن حزنها وشجونها وهي تستذكر «رحلة الموت»، وتلك اللحظات المأساوية التي عاشها أعضاء فريق نادي شابيكوينسي البرازيلي في طريقهم إلى خوض نهائي كأس سود أمريكانا ضد أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، كأول نهائي قاري في مسيرتهم الكروية، قبل أن تقضي الطائرة التي تقلهم على آمالهم عندما تحطمت في منطقة جبلية بالقرب من مدينة ميديلين الكولومبية، ويذهب ضحيتها 71 قتيلاً من أصل 77 شخصاً كانوا على متن الرحلة، منهم 19 لاعبا بجانب أعضاء الجهاز الفني، وصحفيون كانوا يرافقون الفريق، ليتحول الحلم إلى كابوس مازال هاجسه يؤرق مخيلة أنصاره وعشاقه وآلام الرحيل تأن مجددا مع قرب ذكراها الأولى..

الثامن والعشرون من نوفمبر 2016 لم يكن يوما عاديا لسكان شابيكو الذين يعرفون باسم «تشابيسوانز»، فعلى مدى عام على الكارثة ارتسمت علامات الحزن على محيا مشجعيه وحضرت الدموع في كل لقاء يجمع العاشقين، فذكريات الفرح والتحدي والحزن التي عاشوها سويا مازالت عالقة في الأذهان، ويستذكرونها ألما وهم يتهيأون لاستقبال تلك الذكرى السوداء.

كواليس الكارثة

مازال الناجون الستة من الكارثة يعيشون فصول تلك القصة المؤلمة ويستذكرون لحظاتها بمزيد من الحزن والأسى، إذ يروي الحارس جاكسون فولمان الذي فقد قدمه اليمنى اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحادثة قائلا:«انطفأت الأضواء، وتوقف محرك الطائرة، لم نكن نتخيل للحظة واحدة أنها ستسقط، لقد كانت تحلق وفجأة حصل اصطدام مروع، بعد سبع ساعات كنت عالقاً في الأدغال ومحاطاً بزميلين لي ميتين، ونقلت بعد ذلك إلى المستشفى، واضطر الكادر الطبي إلى بتر ساقي، ورغم ذلك تشبثت بالحياة، وها أنا أعود إلى ممارسة معشوقتي كرة القدم بقدم صناعية».

ويستذكر زميله آلان روشل، الذي تعرض لإصابات في العمود الفقري، شريط الفاجعة مرجعا الفضل في نجاته للحارس فولمان قائلا: «دعاني للجلوس بجواره، ولأني أعرفه منذ عام 2007 ذهبت إليه، تلك اللحظة أنقذت حياتي»، ويضيف: «كانت رحلة سلسة ومنتظمة، فجأة انطفأت الأضواء واشتعلت أضواء الطوارئ فسألت هيليو نيتو (لاعب آخر من الناجين) هل سمعت صوتا من مقصورة القيادة؟ فأجابني لا لم أسمع، ثم شرع يصلي ويطلب من الله أن يكتب لنا النجاة جميعا».

إروين توميري، أحد الناجين من طاقم الطائرة، استعمل طريقة خاصة لإنقاذ نفسه من تحطم الطائرة، فعندما شعر بخطر سقوط الطائرة، لجأ إلى الانكماش متخذاً «وضعية الجنين» للتقليل من خطر الإصابة بعد السقوط، حسب ما أوضحه لصحيفة «الديلي ستار» البريطانية.

إصرار وتحدٍ

بدأ فريق نادي شابيكوينسي من الصفر رافضا حصانة ضد الهبوط بعد أن منح ذلك بصفة رسمية عقب الكارثة، إذ بدأ الموسم بشكل جيد وتصدر البطولة في مايو لفترة قصيرة لكنه انهار بعد ذلك وتولى مسؤولية تدريبه ثلاثة مدربين لينجح أخيرا في البقاء بالدوري البرازيلي قبل ثلاث مباريات من النهاية، محققا ما اعتبره كثيرون مستحيلا، حيث انتصر (2-1) على فيتوريا في مواجهة حاسمة ليتأكد استمراره، بعد أن صنع فريقا متسلحا بالأمل والتحدي، فيما قهر حارسه جاكسون فولمان الظروف بعد أن بترت قدمه اليمنى، حيث استعان بأخرى صناعية وشارك في أول مران له الخميس الماضي بعد عام من المأساة، لتتجسد قيمة الإصرار والتفاني من أجل البقاء، وسبق لفريق شابيكوينسي أن خاض مواجهة خيرية احتضنها ملعبه أمام فريق بالميراس الذي التقاه قبل يوم من الكارثة، حيث خصص رعيها لصالح صندوق ضحايا النادي، وشهدت تتويجه بلقب البطولة كوبا سود أمريكانا.