كتاب ومقالات

حوار محمد بن سلمان عادي

بصوت القلم

محمد بن سليمان الأحيدب

لم تفاجئني الإجابات القوية المباشرة التي رد بها الشاب السعودي محمد بن سلمان على أسئلة الصحفي المخضرم توماس فريدمان، وأستغرب كثيراً أن تفاجئ أو تبهر أحداً، إلا من لا يعرف قدرات أبناء صحراء الجزيرة العربية عندما يصقل ما لديهم من فراسة فطرية ثراء معرفي غزير ويلوح لهم في الأفق هدف سامٍ يريدون تحقيقه وتسنح لهم فرص ويمنحون ثقة، فإذا اجتمعت هذه العناصر لشاب سعودي فثق أنه سيصل لهدفه ولا يخشى دونه إلا الموت، لذا فإنه يسابق أجلاً محتوماً هو به مؤمن وعلى من بيده الآجال والأقدار (سبحانه) متوكل.

محمد بن سلمان أنموذج لملايين الشبان السعوديين الذين حققوا إنجازات خارقة ومواقف بطولية في كثير من المجالات جوياً وعلى الأرض وفي عمق البحر بأقل الإمكانات عندما تتاح الفرصة.

لم تفاجئني إجابات محمد بن سلمان ولا أسئلة توماس فريدمان، مع أنني التقيت محمد بن سلمان مرة واحدة، ولكن في أجواء حوارية ساخنة، وألتقي أفعاله كل يوم وإنجازاته كل أسبوع وخطواته السريعة كل دقيقة.

أما فريدمان فأقرأ له منذ زمن وأتابع حواراته وتعليقاته بتركيز لا يخلو من توجس، وعلمت من زيارته السابقة لروضة خريم أنه ذئب صحفي لا يأوي لمكان إلا بعد أن يوسعه شماً، وقد يكشف التأريخ روايات مما أعطاني هذا الاستنتاج.

من لقاء واحد طويل مع محمد بن سلمان وسط سيل من أسئلة عدد يفوق العشرين من شياب وشباب وكهول إعلاميين أسئلتهم نارية إذا منحوا فرصة ووجوههم قوية إذا (أعطوا وجه)، قلت لكم ذات (يوتيوب) إن محمد بن سلمان رجل متمكن من الموضوع الذي حاضر فيه (التحول ورؤية 2030) ومتشرب لفكرته ومتعمق في المتوقع من صعوباتها قبل آمالها ويتحدث عنها بطلاقة ويجيب عن أي سؤال حولها، أو بعيد عنها، بسرعة فائقة وتلقائية فريدة فهل سيعجزه فريدمان؟!

قلت في ذلك (اليوتيوب المتحفظ) ما ظنه اليائس مديحاً واعتبره الطموح بشرى سارة، وما قلته في المجالس (حيث التلقائية) أوضح قلت:

عندما نحضر نحن المتخصصين محاضرة لمتحدث في مجال الطب أو الصيدلة كيف نختبر تمكنه مما يقول وتعمقه فيه؟! نخرج به مخرجاً (Exit) بسؤال متخصص عميق، فإذا ارتبك أو تلعثم فهو إنما حفظ نصاً يلقيه علينا لا يخرج عنه قيد أنملة.

محمد بن سلمان أخرجه 20 متخصصاً في الاقتصاد والتخطيط والسياسة والصحة والقانون 50 مخرجاً ولم يتردد خمس ثوان.

الرجل متمكن عميق طموح ونحن ووطننا من سيحقق الطموح.