للمستعجلين طريق
الجمعة / 13 / ربيع الأول / 1439 هـ الجمعة 01 ديسمبر 2017 01:25
أحلام محمد علاقي
استحدثت مدينة ليفربول البريطانية في وسط المدينة ما يسمى «بالفاست تراك» وهو ممشى مخصوص في الرصيف للمشاة المستعجلين، فترى في جزء من الرصيف مساراً معلماً باللونين الأحمر والأزرق أحدهما ذهاباً والآخر إياباً لهؤلاء المستعجلين الذين لا يودون أن ينحشروا خلف مشاة بطيئين، أو أمهات يدفعن بأولادهن في عربات ثقيلة محملة بالأكياس والأغراض، أو هؤلاء الذين يتسكعون ويتلكعون للنظر في واجهات المتاجر الزجاجية أو من يقفون ليتحدثوا مع غيرهم، أوغيرهم من الذين لا يهمهم الركض في ذلك الوقت المعين.
كما اقتدت بعض المراكز التجارية بالفكرة وبدأت تخصص مسارات للمستعجلين من المتسوقين الآتين لالتقاط غرض معين والهرولة للخارج.
وحسب إحصائيات بريطانية قامت بها شركة آرجوس العملاقة فقد أعجب بهذه الفكرة الكثير من الشباب المتراوحة أعمارهم بين الـ 16 و24 بنسبة 69% وأما الفئة العمرية الأعلى من 55 عاماً فقد اعجب بالفكرة فقط 37% منهم.
والمثير في الموضوع هو أن هذه الفكرة قد قوبلت، كما هو الوضع في العادة، بالتضارب في الآراء. فقد أعجب البعض بها جداً وقالوا إنهم يوافقون على هذا التقسيم ويتمنون أن ينتشر في المطارات والأسواق والشوارع كافة وذلك لمصلحة الطرفين: فالمتعجل يستطيع التحرك بحرية أكبر، والبطيء في المقابل لا يشعر بتأنيب الضمير أو الضيق حينما يريد أن يأخذ وقته أو إن كانت لديه ظروف (صحية مثلاً) تعيق سرعة الحركة.
وأما الفريق الآخر فقد قال إن هذه بداية النهاية وإن البشر أصبحوا أسيرين للتوتر والركض الذي يضيع عليهم الاستمتاع حتى بدقائق معدودة في حياتهم للمشي البطيء. وإن انتشرت هذه الممرات اليوم فستصبح في المستقبل هي الأساس وينزوي البطيئون في حافة الممشى وربما يأتي يوم ولا يتقبل المجتمع أن يخرج للطرقات من هو بطيء أو من هو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولكن رد الفريق الأول على هذا قائلين إن السرعة متطلب أساسي في العصر الحديث فإذا أخذ الجميع وقته فمن سيقوم بعملية الإنتاج ودفع عجلة التنمية في البلاد - فإذاً في الحقيقة من يعطون لأنفسهم وقتاً أطول في المشي هم في الحقيقة يضيعون وقتاً أعظم من وقت الإنتاج في المجتمع بأسره. فهذه ثقافة مجتمعية ستصبح سائدة. والسرعة أصبحت متطلباً أساسيا حتى لبعض من لديهم احتياجات خاصة واستشهد المتحدث هنا بمن يستعملون «الباور ويل تشير» أو الكرسي المتحرك الكهربائي الذي يحتاج إلى السرعة ويعاني من يستخدمونه من بطء المارة أمامهم.
وفي النهاية علق أحد الظرفاء قائلا: «هذا التقسيم دليل على الهستيريا البريطانية وسوف يظن السياح بأننا أكثر جنوناً مما نحن عليه بالواقع. ولكن اتركوه ليظل علما ومعلماً سياحياً مثل اللندن آي والويست مينستر آبي وساعة بيج بن الصامتة الآن».
كما اقتدت بعض المراكز التجارية بالفكرة وبدأت تخصص مسارات للمستعجلين من المتسوقين الآتين لالتقاط غرض معين والهرولة للخارج.
وحسب إحصائيات بريطانية قامت بها شركة آرجوس العملاقة فقد أعجب بهذه الفكرة الكثير من الشباب المتراوحة أعمارهم بين الـ 16 و24 بنسبة 69% وأما الفئة العمرية الأعلى من 55 عاماً فقد اعجب بالفكرة فقط 37% منهم.
والمثير في الموضوع هو أن هذه الفكرة قد قوبلت، كما هو الوضع في العادة، بالتضارب في الآراء. فقد أعجب البعض بها جداً وقالوا إنهم يوافقون على هذا التقسيم ويتمنون أن ينتشر في المطارات والأسواق والشوارع كافة وذلك لمصلحة الطرفين: فالمتعجل يستطيع التحرك بحرية أكبر، والبطيء في المقابل لا يشعر بتأنيب الضمير أو الضيق حينما يريد أن يأخذ وقته أو إن كانت لديه ظروف (صحية مثلاً) تعيق سرعة الحركة.
وأما الفريق الآخر فقد قال إن هذه بداية النهاية وإن البشر أصبحوا أسيرين للتوتر والركض الذي يضيع عليهم الاستمتاع حتى بدقائق معدودة في حياتهم للمشي البطيء. وإن انتشرت هذه الممرات اليوم فستصبح في المستقبل هي الأساس وينزوي البطيئون في حافة الممشى وربما يأتي يوم ولا يتقبل المجتمع أن يخرج للطرقات من هو بطيء أو من هو من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولكن رد الفريق الأول على هذا قائلين إن السرعة متطلب أساسي في العصر الحديث فإذا أخذ الجميع وقته فمن سيقوم بعملية الإنتاج ودفع عجلة التنمية في البلاد - فإذاً في الحقيقة من يعطون لأنفسهم وقتاً أطول في المشي هم في الحقيقة يضيعون وقتاً أعظم من وقت الإنتاج في المجتمع بأسره. فهذه ثقافة مجتمعية ستصبح سائدة. والسرعة أصبحت متطلباً أساسيا حتى لبعض من لديهم احتياجات خاصة واستشهد المتحدث هنا بمن يستعملون «الباور ويل تشير» أو الكرسي المتحرك الكهربائي الذي يحتاج إلى السرعة ويعاني من يستخدمونه من بطء المارة أمامهم.
وفي النهاية علق أحد الظرفاء قائلا: «هذا التقسيم دليل على الهستيريا البريطانية وسوف يظن السياح بأننا أكثر جنوناً مما نحن عليه بالواقع. ولكن اتركوه ليظل علما ومعلماً سياحياً مثل اللندن آي والويست مينستر آبي وساعة بيج بن الصامتة الآن».