أخبار

رمضان لـ«عكاظ»: المملكة تصدّت لنظام «بشار» وساندت الشعب السوري

أكد أن إيران خطر أكبر يهدّد أمن واستقرار المنطقة

أحمد رمضان

مريم الصغير (الرياض) Maryam9902@

أكد رئيس حركة العمل الوطني السورية وعضو الهيئة السياسية ورئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان لـ«عكاظ»، أن السوريين يقدرون مواقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي بذلت جهودا كبيرة في تخفيف معاناتهم، والعمل على إنهائها، من خلال الضغط على النظام السوري وحلفائه، لافتا إلى أن المملكة تحملت الكثير من الأعباء في هذا المجال، مقدرا استضافة الرياض مؤتمر المعارضة لتوحيد الرؤى في مواجهة النظام السوري.

وقال إن ما تقوم به إيران في المنطقة من تدخلات واعتداءات في اليمن ولبنان وسورية وغيرها، أمر لا يمكن السكوت عنه، مشددا أنهم يعتبرون إيران خطرا أكبر وعنصرا رئيسيا لنشر الفوضى والإرهاب وزعزعة استقرار سورية والمنطقة بشكل عام، مشيرا إلى أن إيران تحاول استغلال الوضع في سورية من أجل بسط نفوذها في المنطقة، ولذلك فهي تقوم حاليا بتمويل ما يقارب 85 ألف مرتزق في سورية، وتدعم ميليشيات من دول عدة، تحت أمر الحرس الثوري الإيراني، وتحدث تغييرات مجتمعية وديموغرافية في سورية أيضا، بمحاولتها السيطرة على مناطق كاملة وتهجير مجموعات سكانية من أهلها وجلب مجموعات أخرى من المستوطنين ومحاولة تجنيسهم وإعطائهم بعض الممتلكات، التي تمت مصادرتها من السوريين، لذلك يعد المشروع الإيراني في سورية خطيرا وينبغي مواجهته بجبهة متحدة يشكل الشعب السوري جزءا أساسيا منها، إضافة إلى الأشقاء العرب وعلى المستوى الدولي كذلك.

وطالب بأن يكون التصدي لإيران على كل المستويات، خصوصا أن أعمال نظامها الإرهابي شملت اليمن والعراق ولبنان وسورية، وقبلها البحرين، إضافة إلى محاولات التفجير وإنشاء الخلايا الإرهابية. وقال: «إيران باختصار هي الجهة التي تريد تدمير المنطقة العربية، وابتلاعها على حساب أجندتها الخاصة».

رؤى سياسية موحدة

وتعليقا على ما أفضى إليه مؤتمر الرياض2، أفاد رمضان بأن الهدف منه هو توحيد رؤية المعارضة السورية وقوى الثورة، في ما يتعلق بالحل السياسي، وتوحيد الرؤى أيضا لشكل سورية المستقبل، وتأكيد الثوابت الأساسية في ما يتعلق بطبيعة الدولة السورية والحفاظ على حريتها واستقلالها وحدودها ووحدة أراضيها ووحدة شعبها، والتوصل إلى وفد واحد موحد بالنسبة للعملية التفاوضية.

وأوضح أن هناك رؤية سياسية صدرت، وهي تمثل الرؤية المشتركة لكل المكونات المشاركة سواء كان الائتلاف الوطني أو هيئة التنسيق أو فصائل الجيش السوري الحر أو أيضا الشخصيات المستقلة ومنظمات المجتمع المدني، وبالتالي هناك الآن جاهزية لدى قوى المعارضة والثورة السورية من أجل الدخول في مفاوضات جنيف، ومطلبنا أن تكون المفاوضات مباشرة وجدية تتناول الانتقال السياسي بصورة مباشرة، وأملنا أن يتم الضغط على النظام من أجل عدم إضاعة الوقت، والذهاب إلى جنيف والتفاعل مع المفاوضات وصولا إلى الدخول في عملية الانتقال السياسي.

بشار مجرم حرب

وحول رؤية المعارضة وموقفها من رحيل الأسد، أكد أن الموقف من رحيل الأسد ثابت بالنسبة لقوى المعارضة، وسبق التعبير عنه في الرياض1، والآن في مؤتمر الرياض2 وفي وثائق الثورة السورية للائتلاف الوطني، موقفنا معروف في هذا الشأن، وهو أنه يجب أن يكون هناك انتقال نحو نظام ديموقراطي في سورية، وقطيعة مع الاستبداد ورموزه، ومع كل من تلوثت أيديهم بدماء السوريين وارتكب جرائم حرب، ولا يمكن استثناء بشار من هذا الأمر، فهو المتهم والمسؤول الأول عن هذه الجرائم.

«سوتشي» مضيعة للوقت

وأفاد أن الائتلاف سبق وأن أوضح موقفه من المؤتمر الذي دعت إليه روسيا، مشددا: «ليس هناك ضرورة لسوتشي، وسبق أن قلنا إن على الروس إذا كانت لديهم الرغبة في دفع العملية السياسية أن يضغطوا على النظام من أجل الذهاب إلى جنيف، وإذا كانوا يريدون وقف إطلاق للنار وفك الحصار والإفراج عن المعتقلين عليهم أن ينفذوا التزاماتهم في استانا، وإذا كانوا يريدون دعم وحدة المعارضة عليهم أن يدعموا مؤتمر الرياض ومخرجاته، إلا أن الروس لم يفعلوا هذا حتى اليوم، وبالتالي ليس هناك أي مبرر لهذا المؤتمر من الناحية الفعلية، عدا أن روسيا تسعى إلى تحويل الموضوع من مفاوضات حول الانتقال السياسي إلى حوار بين النظام والمعارضة بشكل أو آخر».

المملكة استوعبت السوريين

وعن موقف المملكة الداعم لسورية وقضايا المنطقة، أوضح رمضان أن علاقة المملكة بالسوريين قديمة ومميزة وفاعلة، وساهمت بشكل كبير وملحوظ في النهوض بالبلدين، وعندما اندلعت الأزمة في سورية كانت المملكة سباقة على أكثر من مستوى، فنذكر الكثير من القرارات التي تم اتخاذها لاستيعاب السوريين والأسر السورية، وأيضا منحهم التسهيلات الكاملة، إضافة إلى ذلك المساعدات التي كانت وما زالت تقدم للسوريين خصوصا في مناطق اللجوء، وأيضا لا ننسى الموقف السياسي الذي كان رائدا في المحافل الدولية، فالمملكة كانت وراء اعتراف كثير من الدول بالمجلس الوطني والائتلاف الوطني، وانعقاد مؤتمرات أصدقاء الشعـب السوري، إلى جانب الدول الشقيقة الأخرى، وأيضا على مستوى الجامعة العربية والأمم المتحدة، وشاهدنا أخيرا مشروع القرار الذي قدم في الأمم المتحدة في ما يتعلق بجرائم الحرب في سورية، والذي حصل على الأغلبية بجهد ودعم من المملكة، إضافة لموقفها الداعم في مؤتمر جنيف بكل ما تستطيع، وهناك قناعة لدى السوريين بأن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بذلت وما تزال تبذل جهودا كبيرة لتخفيف معاناتهم والعمل على إنهائها بالضغط على النظام وحلفائه، وهي تتحمل الكثير من الأعباء في هذا المجال، وها هي الرياض تستضيف المؤتمر الثاني لتوحيد رؤى المعارضة.

استقالة المنسق رمزية

وتعليقا على استقالة المنسق العام وعدد من الشخصيات، قال إنها استقالة رمزية، لأن موعد ولاية الهيئة العليا انتهت تقريبا بانعقاد مؤتمر الرياض، وكان هناك اعتقاد خاطئ بأن المؤتمر في حال انعقاده يتبنى سقفا سياسيا مختلفا عما كان في السابق، لكن واقع الحال أن ذلك لم يحدث، والسقف السياسي للمؤتمر كان كبيرا، وأعتقد أن المسألة هذه تم تجاوزها بانعقاد المؤتمر لتشكيل هيئة عليا جديدة، ووفد مفاوض، والرسالة التي يجب أن نقولها اليوم نحن في قوى الثورة والمعارضة، إننا مستعدون للدخول في المفاوضات السياسية بشكل مباشر وفاعل، وإن على المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية، وأن يدفع الطرف الآخر الذي يحاول أن يجهض هذه المفاوضات والحل السياسي ويحاول دائما أن يتهرب من التزاماته، معتبرا أن المملكة رائدة القيادة على المستوى العربي والدولي، وأنها تقف في وجه التحديات القائمة، وتخوض معركة في مواجهة إيران وحلفائها، ليست في مكان واحد بل على أكثر من جبهة، لذلك نحن نعتبر أنفسنا يدا واحدة مع أشقائنا في مواجهة هذه التحديات. وقال إن دعم حزب الله للإرهاب، ومحاولته الاعتداء على الرئيس الحريري بشكل أو آخر، ليس بجديد على الحزب، الذي أقدم على أعمال إرهابية وفساد في سورية ولبنان واليمن والعراق.