إبراهيم خفاجي.. حكاية إنسان
هي كدا
السبت / 14 / ربيع الأول / 1439 هـ السبت 02 ديسمبر 2017 01:47
أسعد عبدالكريم الفريح
هكذا هم المبدعون، يلونون حياة الناس بالحب الدافئ، ويضيفون إلى ذائقتهم أعذب الجمل وأرقها، فيحسب كل إنسان أن هذه الأغنية كتبت لأجله، خاصة به، لا يشاركه فيها أحد، هو يهيم بها، على لسانه طعم الغرام وفِي وجدانه حلو الكلام، وفِي نهاره دندنة يروق بها يومه، يطرد بها ما همه، تعطيه الأمل في يوم جديد يشدو بأطراف كلماتها، فتنساب نهرا من المشاعر، يتدفق على وجدانه، فيغسل بها آهة من صدره، وتصافح عينيه، فتسقط عبرة تداوي بعض الجراح وكل له جرحه، وان بكبرياء يخفيه ولا يبديه حتى لو كان لعزيز، وفِي الليل هي رفيقة سمره وذكريات عمره، يغفو معها على أحلام عاشت معه، ولا تنفك تكابده ويكابدها، حتى يصحو من نومه وحلاوة مذاقها لايزال على لسانه بل وعلى شفتيه، هكذا كان المبدع رهيف الإحساس إبراهيم خفاجي، وإن كتب نفسه فانه جعل من يعرف ما وراء الكلمة يسمع لا الاغنية بل الخفاجي نفسه، كتب المئات من الأغاني الطربية شذا بها كثير من مطربي الوطن وغيرهم، تعلموا منه كيف يكون المغني وفهموا الأسلوب والمعنى، كان يضيف إلى الكلمة هنكه الخاص به فتأتي ملحنة طربية، كان من بواكير الفن الأصيل من كتبة وملحنين ومغنين يخطر على بالي منهم العميد طارق عبدالحكيم وفهد العيسى والمؤذن والجاوا، كما كان لظهور صوت الحياة وليس الأرض طلال مداح منعطفا مهما للأغنية العاطفية، فأشعل الساحة وبدأ المشوار للشكل الآخر للأغنية، وقد تتلميذ علي أنامله وأسلوبه ثلة من كتاب الاغنية أمثال خال زارع، لطفي زيني، أحمد صادق، ثريا قابل ويوسف رجب وحمدان صدقة.
ورغم ذلك العطاء والظهور ظل الهرم إبراهيم جزل العطاء مجددا ومغردا في سرب البلابل لوحده، لا نفور بل حضور مختلف، وكأني به كان يبحث عن ضالته بإحساس ضمني حتى التقي بالشاب ذلك الوقت طبعا الفتي العسيري، من سفوح تهامة ومن ثري جيزان مدينة الحب والطرب والأدب انها مدينة "فل" فل بالعربي والإنجليزي وحتي باللاوندي، وبدأت مسيرة الإصالة والحداثة في آن واحد أصالة الشعر وحداثة الكلمة أصالة اللحن وحداثة الأدوات، فكانا ثنائيا رائعا حلق بالأغنية السعودية وبالكلمة ذات المذاق الحجازي بالذات إلى الآفاق.
توج الفقيد عطاءاته بأغاني وطنية رسمت ملامح مراحل زمنية في تاريخنا الوطني وكان سنامها النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية، الخفاجي لم يكن أسطورة لأنها ليست حقيقة، كان قامة عظيمة تقف له الأسطورة والشعر الغنائي احتراما مهيبا، جنحت سفينة الغناء من بعدما تكاثر الكتاب وكل من أدعى الشعر لقد جنحة هذه السفينة لأن القبطان ابتعد فظهر بحارة أي الكلام فسكتت شهرزاد ونام شهريار، مع كل هذا المجد كان التواضع يخجل من تواضع إبراهيم خفاجي، بساطة وحسن خلق والاخذ بيد من كان يظهر عليه انه مشروع شاعر أو مطرب، ضاربا بالأنا عرض الحائط، كيف لا وهذه سمة العمالقة؟ تركنا واولاده وبنات فكره أمانة بين أيدينا. ابراهيم خفاجي عفيف اليد واللسان كريم المحتد رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناتهً
وعزاؤنا لأهله وعظم الله أجرهم وجبر كسرهم، كما نعزي الوطن بوفاة هذا الرجل الشريف العفيف وكل من عرفه أو "سمعه". وإنا لله وإنا اليه راجعون.
ورغم ذلك العطاء والظهور ظل الهرم إبراهيم جزل العطاء مجددا ومغردا في سرب البلابل لوحده، لا نفور بل حضور مختلف، وكأني به كان يبحث عن ضالته بإحساس ضمني حتى التقي بالشاب ذلك الوقت طبعا الفتي العسيري، من سفوح تهامة ومن ثري جيزان مدينة الحب والطرب والأدب انها مدينة "فل" فل بالعربي والإنجليزي وحتي باللاوندي، وبدأت مسيرة الإصالة والحداثة في آن واحد أصالة الشعر وحداثة الكلمة أصالة اللحن وحداثة الأدوات، فكانا ثنائيا رائعا حلق بالأغنية السعودية وبالكلمة ذات المذاق الحجازي بالذات إلى الآفاق.
توج الفقيد عطاءاته بأغاني وطنية رسمت ملامح مراحل زمنية في تاريخنا الوطني وكان سنامها النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية، الخفاجي لم يكن أسطورة لأنها ليست حقيقة، كان قامة عظيمة تقف له الأسطورة والشعر الغنائي احتراما مهيبا، جنحت سفينة الغناء من بعدما تكاثر الكتاب وكل من أدعى الشعر لقد جنحة هذه السفينة لأن القبطان ابتعد فظهر بحارة أي الكلام فسكتت شهرزاد ونام شهريار، مع كل هذا المجد كان التواضع يخجل من تواضع إبراهيم خفاجي، بساطة وحسن خلق والاخذ بيد من كان يظهر عليه انه مشروع شاعر أو مطرب، ضاربا بالأنا عرض الحائط، كيف لا وهذه سمة العمالقة؟ تركنا واولاده وبنات فكره أمانة بين أيدينا. ابراهيم خفاجي عفيف اليد واللسان كريم المحتد رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناتهً
وعزاؤنا لأهله وعظم الله أجرهم وجبر كسرهم، كما نعزي الوطن بوفاة هذا الرجل الشريف العفيف وكل من عرفه أو "سمعه". وإنا لله وإنا اليه راجعون.