كتاب ومقالات

مصير اليمن

أشواك

عبده خال

جاءت دعوة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لتتقارب مع أهداف التحالف العربي، وكأنها طوق نجاة لليمن الذي تمزق بالحرب والجوع والمرض.. ولأن السياسية لعبة الممكن، فإن تحرك الرئيس اليمني السابق يمكن له خلخلة التوازن بين القوى المتحاربة لتضيف متغيرا جوهريا على أرض المعركة وتسهل القضاء على ميليشيات الحوثيين..

فخارطة المعركة في اليمن ستحفل بأربع قوى (قوى الحكومة الشرعية، وقوى صالح، وقوى الحوثي، وقوى التحالف العربي)، وثلاث منها ترغب في القضاء على التعنت الحوثي، وعندما تتقاطع أهداف المتحاربين فإن مسارات الحرب ستجنح إلى طريق لم يكن ممكنا سلوكه أو كان بالغ التعقيد..

ومنذ ليلة أمس ودعوة علي عبدالله صالح تتفاعل، وتمنح إشارات على إمكانية إيقاف تلك الحرب المدمرة؛ لأن ثلاث قوى مجتمعة قادرة على إنهاء حرب العصابات..

وقد جاءت الدعوة مزلزلة للحوثيين الذين لم يكن يدر بخلدهم إقدام صالح لفسخ الترابط بينهم وبينه، والثبات في السياسة تشير دوما إلى الغباء، فالسياسي يتحرك وفق مصالحه، وليس لديه صديق أو عدو دائمان.

ومع دعوة صالح تحركت القوى الشعبية لمتابعة وطرد الحوثيين استشعاراً بما آلت إليه البلاد من دمار وجوع ومرض وتعدٍّ على الممتلكات والشخصيات.. إذ ثبت الحوثيون العذاب اليومي على المواطنين منذ ثلاث سنوات، فغدت البلاد خرابة، ولا يوجد بها مأكل أو مشرب ولا أمان ولا دخل، وآخر الكوارث الزج بالأطفال إلى أتون حرب طاحنة، كل ذلك من أجل إرضاء الإيرانيين. هذه (الهبّة) الشعبية هي قوة إضافية إلى باقي القوى غير الراغبة في الوجود الحوثي، ولمن يريد إنهاء العذاب في اليمن عليه استغلال الظروف المواتية لوضع نهاية الحرب في اليمن.