ثقافة وفن

الجامعة العربية تحذر من ضياع وتدمير التراث الثقافي بسبب الإرهاب

واس (القاهرة)

حذرت جامعة الدول العربية من تعرض التراث الثقافي للسرقة والضياع والتدمير بسبب التطرف الفكري والإرهاب، داعية لتضافر الجهود لحمايته وصونه.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مدير إدارة الثقافة بالجامعة الدكتور محمد سعد الهاجري، أمام مؤتمر "التطرف وأثره السلبي على مستقبل التراث الثقافي العربي" الذي ينظمه الأزهر بالتعاون مع الجامعة العربية: "إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تضع موضوع حماية التراث الثقافي العربي ضمن أولوياتها، وذلك ينبع من إيمانها الراسخ بأن هذا التراث هو صمام الأمان تجاه تأكيد الهوية العربية، وانطلاقاً من مبدأ ثابت ومفهوم عميق وهو (وطن بلا تراث وطن بلا هوية)".

وأكد أبو الغيط أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي تنفيذًا للتوصيات الصادرة عن يوم التراث الثقافي العربي الذي عقدته الأمانة العامة بمقرها يوم 26 فبراير الماضي، ويعد هذا المؤتمر باكورة أعمال اللجنة الدولية للحفاظ على التراث التاريخي الإنساني، التي أنشئت تحت مظلة الأمانة العامة باقتراح من البرلمان العربي، والتي تضم في عضويتها المنظمات الدولية والعربية المعنية بالتراث وذلك لتوحيد الجهود لحماية التراث الثقافي الإنساني.

وأعرب عن ترحيب الجامعة العربية بالتعاون مع مؤسسة الأزهر وتأييد جهودها الرامية لوقف كافة أشكال الاعتداءات على تراث وتاريخ الوطن العربي، لما يمثله هذا الموضوع من قيمة ثقافية مهمة تتعلق بدعم هوية المواطن العربي.

ولفت الانتباه إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في ظروف ومتغيرات إقليمية ودولية بالغة الصعوبة تعاني فيها الأمة العربية من أشرس الحملات على ثقافتها وتراثها الأثري والتاريخي، وهو الهدف الأساسي من انعقاد المؤتمر.

وشدد على الدور المهم الذي يقع على عاتق الشباب من أجل حماية وطنهم ومستقبلهم بالتصدي لكل من يحمل فكرًا متطرفًا، وأن تكون أعينهم موجهة دائمًا نحو حماية وطنهم، باعتبارهم عماد المجتمع.

وقال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان من جانبه، إن هذا المؤتمر يأتي في إطار جهود الأزهر لخدمة التراث وإثبات براءته مما ينسب إليه من أعمال الإرهابيين والمتطرفين، حيث يهاجم التراث هجمة كبيرة لاسيما وينسب إليه زورًا ما يقترفه البغاة من أعمال عنف وإرهاب، وهي معادلة خاطئة برهن الأزهر في العديد من المؤتمرات على كذبها.

واستنكر ما تعانيه فئات من المسلمين حول العالم ، قائلًا إن تراثنا الإسلامي ليس هو المسؤول كذلك عن التنكيل الذي حل بالمسلمين في البوسنة، وليس المسؤول عن تشريد نحو مليون شخص من مسلمي الروهينجا وحشرهم في حياة لا توصف بالحياة في جزء من بنجلاديش ينتظرون الموت جوعًا أو مرضاً.

وأوضح أن لقاء اليوم هو أكبر عمل مشترك بين الأزهر وجامعة الدول ليس الأول ولن يكون الأخير ، داعيًا جامعة الدول العربية بقدرتها الواسعة إلى نشر هذه المفاهيم وهذه الحقائق.

ويناقش المؤتمر على مدى يوم واحد عددًا من المحاور بينها مقومات التراث الثقافي العربي وأثرها في مواجهة الفكر المتطرف وترسيخ هوية المجتمع، ودور المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني في مواجهة التطرف والإرهاب.