كتاب ومقالات

البحث عن البوصلة

أشواك

عبده خال

مع مقتل صالح انفتحت الاحتمالات، وكل احتمال يقود إلى نتيجة مغايرة لما يمكن أن يقلل من عذابات اليمن ويهدئ الروع..

أجمل ما قيل إن صالح عاش حين كان مثيرا للمشاكل ومات حين كان هو الحل.. ومنذ مقتله والتكهنات تجري على ألسنة المحللين السياسيين بينما من هم في الميادين لا زالوا تحت تأثير الصدمة ولم تتشكل الخارطة الميدانية وإن أظهرت أن الفرقاء في محل تثبيت النية لمواجهة الاحتمالات الممكنة..

فهل ينقاد رجال المؤتمر الشعبي إلى الشرعية لتكوين فريق موحد لمواجهة الحوثين؟

أم تظل قوة المؤتمر الشعبي المسلحة في موقعها بعيدا عن الشرعية لتمثل قوى تبحث عن دور في المرحلة القادمة؟

وماذا عن قوة الشرعية هل يمكن لها التحرك نحو صنعاء، فالسنوات الماضية أثبتت أن حل اجتثاث الحوثيين يكون من خلال حرب مشاة والاستفادة من الغطاء الجوي للتحالف العربي..

ومع مقتل صالح هل يفرض الحوثيون حالة الواقع المسيطر على زمام الشارع مما يمكنه من استقطاب المنتفعين لتمثيل شرعية الواقع؟

أسئلة لا تنتهي، وتظهر في كل زاوية من زوايا القوى المتواجدة باليمن، وإن كانت الدعوة الموجهة للشعب بالانتفاضة ومواصلة الثورة التي أجهضت سوف تكون خطرة لأسباب كثيرة قد يكون أهمها التخلي عن الشرعية بحثا عن شرعية في الواقع.. والثورة السابقة أثبتت أنها تسير من غير هدف ومن غير قائد يوجه المكاسب إلى الجهة المعززة لوحدة البلاد.. وإعادة الثورة تعني حربا أهلية، إذ إن هناك أطيافا متعددة كلا منها تريد الكسب وتعزيز موقفها في الميدان...

والمشكلة الراهنة وجود أطياف ذات مرجعيات أيديولوجية هي التي سوف تعكر أي انتصار فعلي يمكن أن يحدث، ففي اليمن ثمة قوى لم تبزغ بعد وتريد السكون لمعرفة أين تتجه المعركة على الواقع لتختار موقعها.. ومن تلك القوى: الإخوان المسلمين والقاعدة والدواعش، وهي قوى أيديولوجية كل منها يبحث عن مكاسب ذاتية يتم اغتنامها من الوضع القائم..

هي أيام وتتشكل الخارطة الميدانية، عندها يمكن معرفة الاتجاه الذي تشير إليه البوصلة، إما انتصار على الحوثيين أو دخول قوى متعددة، بحيث يصعب معها إيجاد حل وقتي بل يكون الحل متأخرا يحتاج إلى الرحيل إلى مناطق زمنية بعيدة تذكرك بما حدث في العراق، أي إلى أزمان كل قوى تصفي خصومها، ويكون لكل منها هدف بأخذ شطر من البلاد.. اليمن الآن يمثل دوريا رياضيا، الآن بدأت أولى مبارياته.

Abdookhal2@yahoo.com