كتاب ومقالات

علي صالح يحكم من قبره !

الجهات الخمس

خالد السليمان

الأعمال بخواتيمها، لذلك يحسب للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح محاولته تصحيح خطأ تحالفه مع ميليشيات الحوثي الإيرانية، فقد علق الجرس لكل مكونات الشعب اليمني ونزع عن الحوثي ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورة مشروعه لإلحاق اليمن بولاية الفقيه الإيرانية !

والزميل عبدالرحمن الراشد في مقاله أمس طرح سؤالا معبرا عن مدى تأثير علي صالح حيا وميتا: «هل يستطيع الرئيس الراحل أن يدير المعركة من قبره بمواجهة الحوثيين والتحالف مع الحكومة الشرعية؟»، وبرأيي أن الجواب هو نعم، ففي اليمن لم ينجح أي طرف طيلة تاريخه في الإمساك بزمام السلطة كما أمسك بها صالح، ولن يتلاشى تأثيره حتى بعد مماته خاصة مع وجود قيادات مؤثرة من عائلته كنجله أحمد، وفي كل الأحوال لن يجني الحوثي من قتله وغيابه عن الساحة الربح الذي يوازي ثمن تصفيته !

وفي بلد تعتبر فيه السياسة سوقا تباع فيه وتشترى التحالفات والولاءات والمواقف، كما اتضح من سيناريو كمين تصفية صالح، فإن الأمور لن تصفو أبدا للحوثيين، فعدد خصومهم اليوم أكثر، ومساحة معاركهم أوسع !

ما يعاني منه التحالف العربي في اليمن هو غياب الشخصية القيادية اليمنية ذات الكاريزما السياسية التي تجتذب كافة أطياف الشعب اليمني وتفرض واقع التسوية في الداخل وأمام الخارج، كما أن جهود التحالف لحسم المعركة عسكريا تصدم بمعارك لا تقل شراسة خلف كواليس السياسة الدولية، حيث تعمل أطراف عديدة إقليمية ودولية لمنع هزيمة الحوثي، وأن يبقى اليمن جرحا غائرا !.

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com