ثقافة وفن

التركي لـ«عكاظ»: نقاد استهوتهم الأضواء فأضعفوا المشهد

أمير الباحة يفتتح ملتقى القصة.. ويدشن مبنى النادي الأدبي

أمير الباحة مفتتحاً مبنى النادي الأدبي وملتقى القصة أمس (الثلاثاء).

علي الرباعي (الباحة) okaz_online@



افتتح أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود، ظهر أمس (الثلاثاء)، ملتقى القصة الأول (ينظمه النادي الأدبي بالباحة)، مكرما رموز السرد وكتّاب القصة من أجيال مختلفة داخل المنطقة وخارجها، ودشن مبنى النادي بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للمشروع، بحضور وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالرحمن العاصم، و60 قاصا وكتابا وإعلاميا من مناطق المملكة.

ويختتم ملتقى القصة يوم غد (الخميس)، إذ تقام فيه أربع جلسات صباحية ومثلها مسائية.

وبدأت جلسات المؤتمر أمس (الثلاثاء)؛ إذ تحفظ مدير الشؤون الثقافية في جريدة الجزيرة الدكتور إبراهيم التركي على مطاردة المؤسسات والنقاد للفن الأكثر شهرة، ومحاولة إظهاره وإبرازه على حساب غيره من الفنون، كون الإبداعات تتجاور ويمكن الاحتفاء بها جميعاً في وقت واحد.

وعد الهاجس الأكبر للبعض تحقيق الأولوية والأسبقية للعناية بفن أو موهبة، وحمل النقاد مسؤولية تردي الفنون، ووصف ما أنجزوه بالجناية، ما أسهم في موت الحراك الثقافي.

وتساءل التركي عن سر اندفاع النقاد إلى الشهرة من خلال عنايتهم بمن تعشقه الجماهير، ومطاردة الفن الأكثر شعبية لتحقيق النجومية، وإن على حساب الإبداع.

وأوضح التركي لـ«عكاظ» أن النقد أسهم في ظهور أسماء شعرية وسردية لا تجيد فنها، وإنما تستهويها الشهرة والأضواء وتدفع بسخاء في سبيل تصدر المشهد بوفرة مالها لا بجودة حالها ومنتجها ما جعل من صغار المؤلفين في مقدمة المناسبات الثقافية.

وأبدى التركي أسفه أن تخضع المؤسسة الثقافية للمزاج العام، كونها مستقلة في تبني موقفها تحت مظلة الوطن ومصالحه، مشيراً إلى أن مؤسسات ثقافية تتحرك وفق أهواء أو نزعات تيارية أو اجتماعية ما يفسد دورها، محملا غياب القائد الثقافي النوعي المسؤولية، ويرى التركي أن الوسائل والوسائط الحديثة توصل مشاركة المبدع إلى آلاف المتابعين ما يعني استغناءه عن المنابر في الأندية الأدبية التي عدها منتهية الدور، ومستحقة أداء صلاة الميت على نشاطها المنبري الذي يحضره عدد محدود مجاملة لا قناعة في الغالب.

أما المؤرخ الصحفي محمد القشعمي فتحدث في ورقته «تحالف الثقافة ورأس المال»، عن تمويل رجل الأعمال سعيد العنقري لمبنى أدبي الباحة بأكثر من 17 مليون ريال.

وعزا القشعمي حضور منطقة الباحة ثقافيا إلى الرائد الموسوعي علي بن صالح السلوك، كونه من أوائل مؤرخي المملكة الموثقين لتجربة إنسان المنطقة عبر عمله الموسوعي الكبير من أشعار وأمثال وعادات الناس في الباحة.

واستعاد القشعمي التحولات الكبرى التي مر بها الوطن وطبعت بصمتها على الثقافة، إذ رفض أدبي الباحة منذ 20 عاماً تكريم الروائي عبدالعزيز المشري بذريعة أنه حداثي وكرمه فرع جمعية الثقافة والفنون، مؤكداً أن علي السلوك كان الوحيد من أعضاء النادي المشارك في التكريم والسهر على راحة المشري ومرافقته طيلة أيام إقامته في الباحة.

وثمن القشعمي ما أنجزه العنقري من مشاريع ثقافية معلنة وغير معلنة، وعده صديق المثقفين والثقافة، كونه منتميا للثقافة قبل انتمائه للمال والأعمال، مستعيداً دعم العنقري لملتقى النص في أدبي جدة، وتأسيس كرسي للزيتون وآخر للوز في جامعة الباحة، مؤملاً أن يحذو الموسرون حذوه في العطاء والشراكة الاجتماعية وتبني المبادرات الخيرة، مثمناً لأدبي الباحة تسمية القاعة التي تستوعب 600 شخص باسم سعيد العنقري.