أخبار

جدة: أم السَّلَم عليلة بـ «الضغط العالي»

الكهرباء متقطعة.. والأسفلت أمنية.. و«الإنترنت» معاناة

نفايات متراكمة وسط المنازل بحي أم السلم.

عبدالله غرمان (جدة) al3mri90@

جمع أهالي أحياء أم السلم بجدة أحاديثهم لـ«عكاظ» بين صبر أيوب والمعاناة، إذ يؤكدون أن الخدمات تمر من جانبهم ومن خلفهم ولا تسأل عنهم، وكأنهم يقولون بصوت واحد: «نقطنها منذ سنوات ولا تزال حتى يومنا هذا تفتقد لأبسط الخدمات الضرورية؛ سفلتة، وإنارة، ونظافة، ورصف، ومشاريع تصريف، وتمديدات أرضية للكهرباء بدلا من الإسقاط، وغيرها من الخدمات». بتلك الكلمات العفوية كان مجمل حديث سكان أحياء أم السلم (جنوب شرق جدة) عبر «عكاظ»، لنقلها إلى المسؤولين في أمانة محافظة جدة لتلبية مطالبهم بتوفير الخدمات لأحيائهم التي يقطنونها منذ زمن ليس بالقصير، مشيرين إلى أن الكثير من الخدمات تنقصهم رغم مرورها من أمامهم ومن خلفهم ولا تقف عندهم، معربين عن عدم رضاهم عن وضع الخدمات في الحي الذي يقطنونه، مطالبين الجهات ذات العلاقة بالالتفات لمطالبهم بأسرع وقت ممكن.

من جانبه، يقول أحد سكان أم السلم سعيد الزهراني: «منذ قرابة 20 عاما ولا يزال الحي كما هو حتى اليوم، يفتقد للعديد من الخدمات، ونعاني فيه من تكرار انقطاع التيار الكهربائي نظرا للضغط الكبير على المقسمات، وتجاوز المقسم للطاقة الاستيعابية، إذ يغذي المنازل بالتيار وهو ما أثر على أعمدة الضغط العالي في الطريق العام المقابل للحي، الذي تتم إنارة أجزاء منه وإطفاء أخرى لتخفيف الضغط على المقسمات، وهو حل ليس منطقيا».

وأرجع الزهراني أبرز أسباب كثرة انقطاع التيار عن المنازل إلى وضع التيار بنظام الإسقاط وليس بنظام التمديدات الأرضية، خصوصا في أوقات العواصف الترابية أو الأمطار، محذرا من خطورة أعمدة الضغط العالي الملاصقة أسلاكها للمنازل، ما قد ينذر بوقوع ضحايا في حال التماسات.

خالد سكيك، التقط الحديث وعقب بالقول: «شوارع أحياء أم السلم الداخلية في حالة سيئة ولا تعرف الصيانة وإعادة التأهيل منذ عدة أعوام، بالرغم من انهيار طبقتها الأسفلتية، وعدم سفلتة الكثير من الشوارع الداخلية من الأساس، إذ نضطر لترقيع الحفر في تلك الشوارع بشراء الأسفلت على نفقتنا الشخصية، وهذا ليس حلا، بسبب الأمطار التي تنسفه كلما هطلت على جدة».

واشتكى سكيك من عدم وجود شوارع مشمولة بالإنارة والرصف، خصوصا الشوارع الداخلية الواقعة في حي العبور التابع لأم السلم والمجاور لمدارس البنات، الذي يشهد ربكة مرورية بسبب حالته المزرية السيئة.

أما طارق محمد ذكر، فأوضح أن العديد من المنازل المهجورة تنتشر في «أم السلم»، وأصبحت مرمى للنفايات، ويخشى من استغلالها من قبل بعض ضعفاء النفوس في ارتكاب الجرائم داخلها، مشيرا إلى أنها خطر صحي وأمني، ولا بد من إزالتها أو إحكام إغلاقها.

وأشار إلى تراكم النفايات حول مداخل الحي، نظرا لعدم إزالتها من قبل البلدية أولا بأول، وتركها بشكل مقزز وغير صحي، مؤكدا أهمية توفير حاويات نفايات بشكل كافٍ أمام المنازل لاستيعاب المخالفات والنفايات، حفاظا على بيئة الحي المأهول بالسكان.

من جانبه، يأمل أحمد جمعان بالتفات شركات الاتصال لمعاناة السكان مع ضعف شبكة «الإنترنت» داخل أحياء أم السلم، إضافة إلى صيانة الأعطال المتكررة للهواتف الثابتة، مرجعا ذلك لتأسيسها بنظام الإسقاط وليس بنظام التمديدات الأرضية، وهو ما يجعلها عرضة للأعطال وضعف الشبكة، خصوصا أوقات الأمطار، مشيرا إلى أن العملاء يدفعون رسوما شهرية، فيما الخدمة المقدمة لا توازي الرسوم المدفوعة، لا سيما أن العميل أصبح يعتمد على «الإنترنت» في معظم تعاملاته الرسمية في الوقت الحاضر.