كتاب ومقالات

الدكتور عواد والشريان وقطار الثامنة

ماجد قاروب

غني عن التعريف معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد سيرة علمية وعملية ومهنية عطرة بامتياز والأهم من ذلك الخلق والقيم والمبادئ وحب النجاح والتميز والتطوير.

وقد أصدر معاليه قراراً بتعيين داود الشريان رئيساً تنفيذياً لهيئة الإذاعة والتلفزيون وهو الإعلامي المعروف للقاصي والداني صاحب البرنامج الأشهر في السعودية والخليج بعنوان الثامنة الذي رُصدَ عربياً وعالمياً بسبب المواضيع التي ناقشها والضيوف الذين استضافهم، لعل أفضلها على الإطلاق حواره مع سمو ولي العهد وأشهرها حواره مع الوزراء حيال الوضع المالي. شخصية إعلامية ناجحة بامتياز من القطاع الخاص وحققت نجاحات شخصية حقيقية بلا تلميع ولا دعم إلا من دعاء الوالدين وجده واجتهاده ومكافحته ومثابرته.

والآن ونحن في ركب التحدي والطموح وشراكة القطاعين العام والخاص والخصخصة وتطوير القطاع الحكومي والحوكمة وجميع عناوين المرحلة أصبحنا أمام اختبار حقيقي يستحق المراقبة بتمعن دقيق، لأنه النموذج الحقيقي الأول الذي سيتم فيه اختبار الدمج بين القطاعين.

ويعلم الشريان كل تفاصيل الفساد والبيروقراطية الحكومية فى المناقصات وإجراءات الصرف والرقابة والتشغيل في المالية الحكومية، وفي انعدام بنود مهمة للعمل مثل الاستشارات القانونية والدراسات والأبحاث التي يتم التحايل عليها بعقود تشغيل وصيانة أو توريد عمالة وهمية، وفي التوظيف مع ضعف تأهيل الموظف العام وبعده عن التخصص الحقيقي للعمل، فلن يجد من خريجي الإعلام واللغات والسياسة والصحافة إلا القليل من الموظفين وسيجد أن القطاع الخاص أكبر وأضخم من الهيئة والوزارة مجتمعتين.

وبالتالي فإن قدرته على الرقابة وإنفاذ التشريعات وسيادة القانون وتطوير الأعمال ستصطدم بجميع أنواع العقبات التي لن يدرك أنه لا يعلم عنها إلا القليل إلا بعد مباشرته العمل بساعات، إذ تبدأ المفاجآت والمنغصات والسيل الجارف من العراقيل الإدارية والقانونية والمؤسساتية بين الإدارات ومع باقي الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية وفي مقدمتها الخدمة المدنية والمالية.

فهل سنرى قطار الثامنة ينطلق بدعم الشراكة بين الوزير والوزارة للشريان وهيئة الإذاعة والتلفزيون أم سيقف في محطة المشاريع المتعثرة، لأن النجاح سيكون هو الوصفة السحرية المطلوبة للتغلب على مشاكل البيروقراطية والوظيفة العامة في جميع وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة والمشاريع الطموحة للوصول إلى تحقيق رؤية 2030.

فهل سيتغلب الشريان على المشاكل التي استمع وناقش حلولها وتعجب وتندر لوجودها وعدم القدرة على حلها وهو على كرسي الحوار الإعلامي في برنامج الثامنة عندما يصبح على كرسي الإدارة أم سنراه ضيفاً في برنامج حوار آخر يشتكي من عدم قدرته على معالجتها وأنه أخطأ في التقدير كمذيع، بالطبع أتمنى له كل النجاح والتوفيق والسداد لأننا في حاجة لوصفة نجاح، بل ومثلها الكثير، خصوصا بعد الضربة الموجعة للفساد والمفسدين التي وجهها الملك سلمان بقيادة ولي عهده الأمين حفظهم الله جميعاً وسدد خطاهم.

majedgaroub@