رياضة

بلا عناء.. الهلال بطل الشتاء

الدور الأول يسجل غزارة تهديفية.. والحراس الأجانب الأضعف.. وسوريان الأميز

لقب بطل الشتاء ينقاد للزعيم.

نعيم تميم الحكيم (جدة) naeemtamimalhac@

ركض لاعبو 14 ناديا 8010 دقائق في 89 مباراة بدوري المحترفين السعودي، ليسدل الستار على الدور الأول، إذ تبوأ الهلال الصدارة وحصل على لقب الشتاء رغم تبقي مباراتين مؤجلتين له أمام الاتفاق والفيصلي. ولم يكن الدور الأول عاديا، فقد شهد تسجيل أرقام قياسية تحدث لأول مرة، وأحداثا عديدة بحضور اللاعبين الأجانب الستة لأول مرة في تاريخ الدوري بشكل عام، مع سابقة دخول الحارس الأجنبي لأول مرة، إذ بلغت نسبة مشاركة اللاعبين الأجانب في الدوري 66.17%. ولعل أول ما ميز الدور الأول من دوري المحترفين السعوديين الغزارة التهديفية غير المسبوقة، إذ سجل في 89 مباراة 268 هدفا بمعدل 3.1 في كل مباراة. وسجل الدور الأول أعلى معدل تهديفي يسجل في تاريخ الدوري على الإطلاق بجولة واحدة، وهو ما حصل بالجولة الثانية التي شهدت تسجيل (32) هدفا بمعدل أكثر من 4 أهداف في المباراة. وساهمت التعاقدات الأجنبية التي ركزت على الشق الهجومي في ارتفاع أعداد الأهداف مع وجود هشاشة على مستوى الدفاع والحراسة رغم حضور الحارس الأجنبي لأول مرة هذا الموسم.

تؤكد لغة الأرقام ذلك، إذ فشلت الأندية هذا الموسم في الخروج بشباكها نظيفة في أغلب المباريات مقارنة بآخر 3 مواسم، إذ لم تتجاوز المباريات التي انتهت بشباك نظيفة (الكلين شيت) 27 مباراة، انتهت 4 منها بالتعادل السلبي.

ويعتبر الباطن أكثر ناد نجح في الخروج بشباك نظيفة في دوري هذا العام مع الهلال بواقع 4 مرات، فيما كانت أطول مدة لفريق لم يستقبل أهدافا لنادي الفتح، بعد أن حافظ علي المزيدي على شباكه نظيفة مدة 381 دقيقة متواصلة، وهو أكثر حارس خرج بشباك نظيفة بمجموع دقائق وصل لـ360 دقيقة.

ويعد نادي الهلال متصدر الدوري الأقوى دفاعا، إذ لم يلج مرماه سوى 9 أهداف في 11 مباراة، يليه الفيصلي بـ13 هدفا، فيما يعتبر الرائد الأضعف دفاعيا بعد أن اهتزت شباكه 30 مرة بمعدل أكثر من هدفين في كل مباراة، ثم الشباب ثانيا في قائمة الأضعف دفاعا بـ 23 هدفا في مرماه.

وفي الوقت الذي يعتبر حسين شيعان أقل الحراس الذين تعرضت شباكهم للاهتزاز، إذ سجل فيه هدف وحيد في مباراة ونصف، فإن أسوأ 3 حراس في استقبال الأهداف بالدور الأول كان الحراس الأجانب الثلاثة رغم تألقهم في كثير من المباريات، إلا أن ضعف دفاعات أنديتهم ورطتهم.

ففي قائمة أكثر الحراس استقبالا للأهداف تصدرها حارس الشباب التونسي الدولي فاروق بن مصطفى بـ23 هدفا، ثم حارس أحد الجزائري الدولي عز الدين دوخة بـ22 هدفا، يأتي بعدها حارس التعاون الدولي عصام الحضري بـ18 هدفا، فيما جاء رابعا حارس الأهلي محمد العويس باستقباله 16 هدفا في 13 مباراة.

والمفارقة أن الحراس الأجانب كانوا الأقل في الخروج بشباك نظيفة هذا الموسم باستثناء حارس التعاون المصري عصام الحضري الذي حافظ على شباكه نظيفة مرتين من أصل 13 مباراة، بينما خرج حارس أحد عزالدين دوخة مرة وحيدة بشباكه نظيفة هذا الموسم رغم تألقه في كثير من المباريات، بينما ساعدت القوة الدفاعية للفريق الهلالي بخروج الدولي العماني علي الحبسي مرتين بشباك نظيفة رغم أن عدد المباريات التي خاضها لم تتجاوز 5 مباريات.

ومن الغرائب التي شهدها الدور الأول تسجيل أول حارس أجنبي هدفا في دوري المحترفين وهو حارس التعاون عصام الحضري الذي هز شباك الاتفاق بهدف من ضربة جزاء في الجولة الثالثة عشرة، وهو ثاني حارس في تاريخ دوري المحترفين بعد مبروك زايد الذي سجل هدفا من جزائية أيضا في موسم 2011.

غزارة تهديفية

ووضع متصدر قائمة هدافي الدوري السوري عمر السومة وزميله البرازيلي ليوناردو فريقهما الأهلي كأقوى هجوم بـ 30 هدفا ساهم الثنائي في 70% منها صناعة وتسجيلا، إذ سجل السومة 10 أهداف وصنع 3، فيما سجل البرازيلي ليوناردو 7 أهداف وصنع 3 أيضا ليسهم اللاعبان بـ23 هدفا.

والمفارقة أن ثاني أقوى هجوم في الدوري هو فريق النصر الذي سجل 26 هدفا، إلا أنه على النقيض من الأهلي فإن الثنائي المحلي الدولي محمد السهلاوي ويحيى الشهري قد ساهما في قرابة 70 من الأهداف صناعة وتسجيلا، بعد أن سجل وصيف هدافي الدوري السهلاوي 7 أهداف، منها 4 ضربات جزاء ليكون أكثر لاعب تسجيلا للجزائيات بالدور الأول، فيما صنع 3 أهداف، بينما سجل ثاني أفضل صانع أهداف بالدوري يحيى الشهري 4 أهداف كلها بقدمه اليسرى، فيما صنع 4 أهداف، ليسهم لاعبا النصر المحليان في 19 هدفا صناعة وتسجيلا من أصل 26.

ولئن كان الأهلي أكثر فريق تسجيلا للأهداف باللاعبين الأجانب، إذ سجل له 22 هدفا، فإن النصر أكثر ناد سجل له اللاعبون المحليون أهدافا بـ14 هدفا، كما أن النصر يعتبر أكثر نادٍ صنع له اللاعبون المحليون أهدافا، إذ مرر المحليون 80% من أهداف النصر، فيما يعتبر التعاون أكثر نادٍ صنع له الأجانب أهدافا بنسبة 73%.

ويعتبر الفتح أضعف الأندية تسجيلا للأهداف بالدور الأول، إذ لم يسجل سوى 13 هدفا فقط بمعدل هدف في كل مباراة، يليه ثنائي الشرقية الآخران الاتفاق والقادسية اللذان سجلا 14 هدفا فقط طوال مباريات الدور الأول، بينما يعد أحد أكثر الأندية الذي فشل بالتسجيل في أطول سلسلة مباريات في 4 مباريات.

فيما هيمن الأهلي على معظم أرقام الأهداف، إضافة إلى أنه أعلى معدل تهديفي في كل مباراة بواقع 2.31 فإنه أكثر الأندية التي سجلت أهدافا بالشوط الأول بـ12 هدفا، وأكثر من سجل بالشوط الثاني بـ18 هدفا، وهو أكثر من سجل على أرضه بـ17 هدفا، فيما يعتبر النصر أفضل من سجل خارج أرضه بـ15 هدفا.

وعلى النقيض فإن الرائد الأضعف دفاعا بـ30 هدفا، واستحوذ على قائمة الأسوأ كأكثر فريق استقبل أهدافا على أرضه بـ17 هدفا، وأكثر من استقبل أهدافا في الشوط الأول بـ13 هدفا، وأكثر من استقبل أهدافا بالشوط الثاني بـ17 هدفا، وقاسمه القادسية كونه أكثر الفرق استقبالا للأهداف خارج أرضه، إذ اهتزت شباكه 14 مرة.

وبلغت الأهداف التي سجلت الشوط الأول 108، وسجل الشوط الثاني 160 هدفا، وجاء تسجيل الأهداف 156 بالقدم اليمنى، و62 بالقدم اليسرى، و40 بالرأس، و30 بضربات الجزاء، وسجل 158 هدفا من تسديدات من داخل المنطقة، و21 هدفا من خارج المنطقة، وسجل اللاعبون 8 أهداف بأخطاء في مرماهم، فيما سجلت 9 أهداف من ضربات حرة مباشرة.

وفي الوقت التي عانت الأندية هذا الموسم دفاعيا فإن حضور المدافعين على المستوى الهجومي بتسجيلهم 30 هدفا، فيما سجلت 104 أهداف عن طريق لاعبي الوسط، و125 هدفا عن طريق المهاجمين.

الهلال الأميز

وعلى غير العادة في شراسة المنافسة على لقب بطل الشتاء بالدور الأول فإن هذا اللقب انقاد للهلال رغم أنه لم يلعب سوى 11 مباراة، فيما تنتظره مباراتان مؤجلتان ضد الاتفاق والفيصلي بسبب انشغاله بالبطولة الآسيوية الفترة الماضية، بعد أن ساعده كثرة تعثر المنافسين المباشرين الأهلي والنصر، إذ خسر الأول مباراتين وتعادل 4 مرات، فيما خسر النصر مباراتين أيضا، بينما تعادل في 5 كأكثر فريق حقق تعادلات هذا الموسم.

ويعتبر الهلال أكثر نادٍ حقق الفوز بـ8، كما أنه أكثر نادٍ حقق الفوز على أرضه بـ5 مرات، وتعادل 3 مرات، وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر، بينما يعتبر الاتحاد أكثر الفرق فوزا خارج أرضه بـ4 مرات، والأقل فوزا على أرضه بمرة وحيدة فقط، والأكثر تعادلا على أرضه بـ4 تعادلات، في المقابل فإن الفيحاء الفريق الوحيد الذي فشل بتحقيق أي فوز خارج أرضه.

وسجل الفيصلي في الدور الأول نتائج مميزة تحت قيادة مدربه الصربي فوك رازوفيتش وضعته رابعا برصيد 22 نقطة مع إمكانية وصوله لوصافة الدوري في حال فوزه بالمؤجلة على الهلال، إذ تمكن من تحقيق الفوز 7 مرات وتعادل مرة وحيدة كأقل الفرق تعادلا هذا الموسم وخسر 3 مرات.

ويعد الرائد أكثر الفرق تعرضا للخسارة بالدور الأول بـ8 مرات، والأكثر خسارة خارج أرضه بـ5 مرات، بينما يعتبر الشباب الأكثر خسارة على أرضه بـ5 مرات، كما أن الرائد الأقل فوزا بفوزين فقط.

ولئن ابتعد الهلال بصدارة الدوري وأصبحت حظوظه أوفر بنيله في حال فوزه بمؤجلتيه ليصبح الفارق بينه وبين الوصيف 8 نقاط فإن الصراع على البقاء سيكون عنوان الدور الثاني، إذ إن الفارق بين صاحب المركز الخامس الاتحاد وصاحب المركز الرابع عشر الرائد 10 نقاط، وصاحب المركز الثالث عشر الاتفاق 8 نقاط. ويشترك ناديا الاتحاد والباطن بالمركز الخامس بنفس الرصيد النقطي، فيما تشترك 3 أندية بالمركز السادس وهي التعاون والقادسية والفتح بـ16 نقطة، بينما تشترك 3 أندية أخرى بنفس الرصيد 13 نقطة وهي أندية الشباب والفيحاء وأحد. وبلغ عدد المباريات التي انتهت بفوز أحد الفريقين 64 مباراة، بينما انتهت 25 مباراة بالتعادل، 4 منها كانت بنتيجة سلبية.

تغيير المدربين

وشهد الدور الأول تغيير نصف أندية الدوري لمدربيها بسبب سوء النتائج، إذ كان البادئ نادي الشباب الذي أطاح برأس المدرب الوطني سامي الجابر بعد الجولة الثالثة ليخلفه الأورغوياني دانيال كارينيو، ثم أقال النصر مدربه البرازيلي غوميز ليأتي بعده الأرجنتيني جوستافو كوينتيروس، والرائد أطاح بمدربه الجزائري توفيق روابح ليجلس مكانه الروماني سيبيريا.

وفاجأ القادسية الجميع بالاستغناء عن مدربه التونسي ناصيف البياوي بعد الجولة التاسعة ليعين البرازيلي باولو بوناميغو، واستغل الفيحاء فترة التوقف لينهي عقد الروماني جالكا ويتعاقد مع الأرجنتيني جوستافو كوستاس، وفي نفس الوقت أقال أحد مدربه الوطني عبدالوهاب ناصر وعين الجزائري نبيل نغيز، أما آخر الأندية إطاحة بالمدربين فهو الاتفاق الذي فسخ عقد مدربه الصربي ميودراغ يسيتش بنهاية الدور الأول ليعين الوطني سعد الشهري الذي يعتبر ثالث مدرب سعودي يدير فريقا هذا الموسم.

تميز الأجانب

وفي الوقت الذي شهد هذا الموسم حضورا سداسيا أجنبيا في كل نادٍ لأول مرة، إذ بلغ عدد اللاعبين الأجانب 79 لاعبا، منهم 22 برازيليا، فإن المحترفين السوريين مهاجم الأهلي عمر السومة وابن جلدته جهاد الحسين كانا الأميز بصدارتهما لقائمة هداف الدوري في الدور الأول للسومة برصيد 10 أهداف، فيما تربع الحسين على قائمة أفضل صانع بـ8 أهداف وجاء بعده لاعب الاتحاد التشيلي كارلوس فيلانويفا الذي صنع 5 ويعد أكثر اللاعبين تأثيرا في نتائج فريق بمساهمته بتحقيق 12 نقطة.

وتبادل اللاعبون الأجانب والمحليون الأفضيلة في تسجيل الأهداف والصناعة، إذ تفوق الأجانب على المحليين في التسجيل، إذ سجل الأجانب 153 هدفا، فيما سجل المحليون 106 أهداف، بينما صنع المحليون 91 هدفا، وبعدد أقل صنع اللاعبون الأجانب 87 هدفا.

وعلى الرغم من ذلك فإن حضور اللاعب المحلي في قائمة «top 10» على مستوى الصناعة والتسجيل كان خجولا، إذ اقتصر في قائمة الهدافين على وجود محمد السهلاوي كوصيف للسومة برصيد 7 أهداف، وهزاع الهزاع بنفس الرصيد.

فيما وجد بقائمة أفضل 10 صناع أهداف بالدور الأول يحيى الشهري الذي سجل رقما قياسيا هذا الموسم كأفضل صانع أهداف بتاريخ دوري المحترفين بصناعته 45 هدفا في مجمل المواسم الثمانية الماضية، كما وجد في القائمة سلمان الفرج بصناعته 4 أهداف، بجانب عبدالفتاح عسيري الذي صنع 3 أهداف متساويا مع عبدالمجيد الصليهم.

الحضور الجماهيري

واصل الاتحاد هيمنته على مستوى الحضور الجماهيري رغم أنه يعد أقل من آخر 3 مواسم بصدارته الحضور على أرضه بـ91966 مشجعا، بمعدل 15328 في كل مباراة، في حين تعد مباراة الاتحاد مع الهلال في الجوهرة بالجولة 4 الأكثر حضورا بـ35389 مشجعا، وبلغ إجمالي الحضور الجماهيري لـ89 مباراة 438421 مشجعا، بمعدل 4926 مشجعا، بنسبة 19.4%.