وزير دفاع بوركينا فاسو لـ«عكاظ»: استهداف إيران المقدسات والأراضي السعودية مرفوض
أكد أن الملك سلمان يقود الحرب ضد الإرهاب
الاثنين / 30 / ربيع الأول / 1439 هـ الاثنين 18 ديسمبر 2017 02:26
منصور الشهري (الرياض) mansooralshehri@
أكد وزير الدفاع في جمهورية بوركينا فاسو جون كلود بودا لـ«عكاظ»، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يقود حربا إقليمية وعالمية ضد الإرهاب، مطالبا جميع الدول الإسلامية بأن تتوحد خلف المملكة لتتضافر الجهود والإمكانات للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابع تمويله والوقوف ضد كل من يتبناه. وأوضح في حوار أجرته معه «عكاظ» على هامش اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري الذي عقد في الرياض أخيرا، أن بلاده تدين وتستنكر التصرفات الإيرانية في المنطقة مستخدمة الميليشيات الحوثية في استهداف الحرم المكي والأراضي السعودية، مشددا على وقوف بلاده إلى جانب المملكة في التصدي لكل من يستهدف أمنها واستقرارها. وأعلن أن العمليات الإرهابية التي شهدتها بلاده تقف خلفها جماعات إرهابية مدعومة من بعض الدول لامتلاكها مُعدّات وقدرات مادية ضخمة على الأرض. وأبدى رغبة بلاده في مزيد من التعاون العسكري مع السعودية في إطار محاربة الإرهاب والتبادل الاستخباراتي والتأهيل والتزويد بالمعدات العسكرية لمكافحة الإرهاب بطريقة أكثر فعالية.
• كيف ترى دور الملك سلمان في إنشاء التحالف الإسلامي العسكري واستضافة السعودية لمقره ؟
•• الملك سلمان يقوم بدور بالغ الأهمية في محاربة الإرهاب؛ لأن هذه الجهود نابعة أولا من الأمة والدول الإسلامية، وحيث إنّ الإرهابيين ينسبون أعمالهم للإسلام أو يزعمون استلهام أفكارهم من هذا الدين، فمن باب أولى أن تقوم الدول الإسلامية ذاتها بالتصدي لهم وقمع إرهابهم، وهذا سيكون خير برهان ودليل أمام العالم أجمع على تبرئة ساحة الإسلام والدول الإسلامية من هذه المزاعِم ومن تهمة الإرهاب. وعليه فإن على بقية الدول الإسلامية أن تولي جُلّ اهتمامها لهذه القضية وأن تتوحّد صفَّا واحدا، بحيث تتضافر جميع جهودها وإمكاناتها وطاقاتها لمحاربة الإرهاب بشكل فاعل.
والمملكة تقوم بدورٍ بارز في تأسيس هذا التحالف ونُثمِّن عالياً قيادتها له، وتفعيله التدريجي على الأرض.
• ما مدى دعم حكومة بوركينا فاسو للتحالف الإسلامي بعد عقد أول اجتماع لمجلس وزراء دفاعه ؟
•• أودّ الإشارة إلى أنّ نحو 60,5% من سكان بوركينا فاسو مسلمون، وبالتالي فإننا معنيُّون بمكافحة الإرهاب؛ لأننا تعرضنا أيضا للتهديدات الإرهابية، خصوصا في الجزء الشمالي من بلادنا بمحاذاة الساحل، وحكومتنا تلعب دورا مهما في إطار هذا التحالف وستُسهِم بالطبع في الجانب الاستخباراتي والعسكري من خلال إرسال الضباط الكبار وبعض القادة في أركان الجيش للمشاركة على مستوى القيادة العسكرية.
الإسلام بريء من الإرهاب
• هناك محاولات لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، كيف ترون ذلك؟
•• للأسف لاحظنا انتشار هذا الخلط على مستوى العالم، إذ يتم الربط مباشرة بين الإسلام والإرهاب، لكني أرى أن هذه قراءة غير موفَّقة للواقع، فكلّ من يعرف الإسلام جيدا يُدرك أنه دين تسامح يدعو إلى السلام. وعلى مستوى بوركينا فاسو، هناك حوار مشترك بين المسلمين وبقية الطوائف والمِلل. أمّا السبب في استمرارية هذا الخلط بين الإسلام والإرهاب فيكمُن في أنّ كثيرا من الإرهابيين يقترفون أعمالهم باسم الإسلام، مع أنها في الحقيقة أعمال كُفرية، فهم لا يؤمنون بالله حقا، ولأن الله لم يأمر أحدا بقتل الأبرياء ولم يطلُب من أحد ارتكاب هجمات إرهابية وقتل الناس، ولا أظن أنّ ثمة دينا أصلا يدعو إلى هذا.
وكل ذلك ناجم عن التأويل الخاطئ لمفهوم الجهاد، فما يحصل اليوم لا يمتُّ للجهاد بصلة حسبما أرى، وإنما هم أفراد مُتشدِّدون يحضّون على التطرف العنيف، والأديان بريئة من كلّ هذا.
استهداف مرفوض
• كيف ترون استهداف إيران عبر ذراعها في اليمن (الميليشيات الحوثية) للحرم المكي بصاروخ باليستي؟
•• نُدين بشدة هذا النوع من الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى نشر الذّعر وترويع السُّكان الأبرياء. ونحن ندينها لأنه ينبغي أن نعيش في عالم يسوده السلام، وأن نسعى جاهدين لتجنب حدوث مثل هذه الانحرافات؛ فهي أعمالٌ مُنكَرة ونحن في بوركينا فاسو ندينها تماما.
جماعات إرهابية مدعومة
• هل رصدتم أي أنشطه لـ«حزب الله» أو إيران في أراضي بوركينا فاسو؟
•• لا أستطيع القول بصفة دقيقة أنّ هناك أعمالا قام بها حزب الله أو إيران تحديدا، لكننا بصدد محاربة كل ما هو إرهابي، وربما توجد تفرُّعات لجماعات إرهابية لا نزال نجهلها، لكنّ القاسم المشترك بين كل هذه الجماعات ذات التوجه الإرهابي هو الدعوة إلى التطرّف والعنف، ونحن نُدين كافة هذه التوجّهات والجماعات الإرهابية في أنحاء العالم.
• عانت بوركينا فاسو أخيرا من عمليات إرهابية، فهل كشفت الحكومة عن من يقفون خلفها من منظمات أو دول إرهابية ؟
••بالتأكيد هنالك منظمات إرهابية تقف وراء هذه الجماعات، وقد تعرّضت بلادنا لأخطار إرهابية على يد جماعات تابعة للقاعدة وربما لتنظيم داعش، ولا شك أنها مدعومة من بعض الدول لأنها تمتلك مُعدّات وقدرات مادية ضخمة على الأرض، فمن أين تأتيها هذه الإمدادات؟ لابدّ أنّ وراءها تنظيمات إرهابية قوية وبعض الدول الداعمة. ولذا فأنا أؤيد مبادرة التحالف الرامية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب كخطوة في الاتجاه الصحيح لمنع هؤلاء الإرهابيين من الحصول على الموارد المالية اللازمة للقيام بأنشطتهم العدوانية ضد الشعوب الآمنة.
التعاون العسكري
• ما مدى التعاون الأمني بين السعودية وبوركينا فاسو؟
•• كان التعاون بين بلدينا قائما في البدء على أعمال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتطوير البُنى التحتية والقطاع الصحي والتعليم وبناء الجسور والسدود. وكانت حكومة بوركينا فاسو منخرطة في المشاريع الإنمائية، لكن الإرهاب فُرِض علينا فرضا، فبلادنا تتعرض سنويا منذ عام 2012 لهجمات إرهابية كان أخطرها الاعتداء الإرهابي الدموي عام 2015 الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص. وهكذا ظهرت الجماعات الإرهابية فأعاقت مسيرة التطوير والتنمية، وفرضت علينا معركة جبانة وغادرة لكن يجبُ خوضها ومجابهتهم. أما عن التعاون مع السعودية على الصعيد العسكري، فينبغي القول إنّه في بداياته، وقمنا أخيرا بتعيين ملحقٍ عسكري، ونأمل من الجانب السعودي أن يقوم بخطوة مماثلة حتى يتسنى لنا تطوير التعاون العسكري في ما بيننا. لقد أصبحت بوركينا فاسو بالفعل عضوا في التحالف العسكري الإسلامي، لكننا نريد أن نقوي علاقات التعاون على الجانب الثنائي مع المملكة في إطار محاربة الإرهاب والتبادل الاستخباراتي والتأهيل والتزويد بالمعدات العسكرية لمكافحة الإرهاب في بلادنا بطريقة أكثر فعالية.
• كيف ترى دور الملك سلمان في إنشاء التحالف الإسلامي العسكري واستضافة السعودية لمقره ؟
•• الملك سلمان يقوم بدور بالغ الأهمية في محاربة الإرهاب؛ لأن هذه الجهود نابعة أولا من الأمة والدول الإسلامية، وحيث إنّ الإرهابيين ينسبون أعمالهم للإسلام أو يزعمون استلهام أفكارهم من هذا الدين، فمن باب أولى أن تقوم الدول الإسلامية ذاتها بالتصدي لهم وقمع إرهابهم، وهذا سيكون خير برهان ودليل أمام العالم أجمع على تبرئة ساحة الإسلام والدول الإسلامية من هذه المزاعِم ومن تهمة الإرهاب. وعليه فإن على بقية الدول الإسلامية أن تولي جُلّ اهتمامها لهذه القضية وأن تتوحّد صفَّا واحدا، بحيث تتضافر جميع جهودها وإمكاناتها وطاقاتها لمحاربة الإرهاب بشكل فاعل.
والمملكة تقوم بدورٍ بارز في تأسيس هذا التحالف ونُثمِّن عالياً قيادتها له، وتفعيله التدريجي على الأرض.
• ما مدى دعم حكومة بوركينا فاسو للتحالف الإسلامي بعد عقد أول اجتماع لمجلس وزراء دفاعه ؟
•• أودّ الإشارة إلى أنّ نحو 60,5% من سكان بوركينا فاسو مسلمون، وبالتالي فإننا معنيُّون بمكافحة الإرهاب؛ لأننا تعرضنا أيضا للتهديدات الإرهابية، خصوصا في الجزء الشمالي من بلادنا بمحاذاة الساحل، وحكومتنا تلعب دورا مهما في إطار هذا التحالف وستُسهِم بالطبع في الجانب الاستخباراتي والعسكري من خلال إرسال الضباط الكبار وبعض القادة في أركان الجيش للمشاركة على مستوى القيادة العسكرية.
الإسلام بريء من الإرهاب
• هناك محاولات لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، كيف ترون ذلك؟
•• للأسف لاحظنا انتشار هذا الخلط على مستوى العالم، إذ يتم الربط مباشرة بين الإسلام والإرهاب، لكني أرى أن هذه قراءة غير موفَّقة للواقع، فكلّ من يعرف الإسلام جيدا يُدرك أنه دين تسامح يدعو إلى السلام. وعلى مستوى بوركينا فاسو، هناك حوار مشترك بين المسلمين وبقية الطوائف والمِلل. أمّا السبب في استمرارية هذا الخلط بين الإسلام والإرهاب فيكمُن في أنّ كثيرا من الإرهابيين يقترفون أعمالهم باسم الإسلام، مع أنها في الحقيقة أعمال كُفرية، فهم لا يؤمنون بالله حقا، ولأن الله لم يأمر أحدا بقتل الأبرياء ولم يطلُب من أحد ارتكاب هجمات إرهابية وقتل الناس، ولا أظن أنّ ثمة دينا أصلا يدعو إلى هذا.
وكل ذلك ناجم عن التأويل الخاطئ لمفهوم الجهاد، فما يحصل اليوم لا يمتُّ للجهاد بصلة حسبما أرى، وإنما هم أفراد مُتشدِّدون يحضّون على التطرف العنيف، والأديان بريئة من كلّ هذا.
استهداف مرفوض
• كيف ترون استهداف إيران عبر ذراعها في اليمن (الميليشيات الحوثية) للحرم المكي بصاروخ باليستي؟
•• نُدين بشدة هذا النوع من الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى نشر الذّعر وترويع السُّكان الأبرياء. ونحن ندينها لأنه ينبغي أن نعيش في عالم يسوده السلام، وأن نسعى جاهدين لتجنب حدوث مثل هذه الانحرافات؛ فهي أعمالٌ مُنكَرة ونحن في بوركينا فاسو ندينها تماما.
جماعات إرهابية مدعومة
• هل رصدتم أي أنشطه لـ«حزب الله» أو إيران في أراضي بوركينا فاسو؟
•• لا أستطيع القول بصفة دقيقة أنّ هناك أعمالا قام بها حزب الله أو إيران تحديدا، لكننا بصدد محاربة كل ما هو إرهابي، وربما توجد تفرُّعات لجماعات إرهابية لا نزال نجهلها، لكنّ القاسم المشترك بين كل هذه الجماعات ذات التوجه الإرهابي هو الدعوة إلى التطرّف والعنف، ونحن نُدين كافة هذه التوجّهات والجماعات الإرهابية في أنحاء العالم.
• عانت بوركينا فاسو أخيرا من عمليات إرهابية، فهل كشفت الحكومة عن من يقفون خلفها من منظمات أو دول إرهابية ؟
••بالتأكيد هنالك منظمات إرهابية تقف وراء هذه الجماعات، وقد تعرّضت بلادنا لأخطار إرهابية على يد جماعات تابعة للقاعدة وربما لتنظيم داعش، ولا شك أنها مدعومة من بعض الدول لأنها تمتلك مُعدّات وقدرات مادية ضخمة على الأرض، فمن أين تأتيها هذه الإمدادات؟ لابدّ أنّ وراءها تنظيمات إرهابية قوية وبعض الدول الداعمة. ولذا فأنا أؤيد مبادرة التحالف الرامية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب كخطوة في الاتجاه الصحيح لمنع هؤلاء الإرهابيين من الحصول على الموارد المالية اللازمة للقيام بأنشطتهم العدوانية ضد الشعوب الآمنة.
التعاون العسكري
• ما مدى التعاون الأمني بين السعودية وبوركينا فاسو؟
•• كان التعاون بين بلدينا قائما في البدء على أعمال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتطوير البُنى التحتية والقطاع الصحي والتعليم وبناء الجسور والسدود. وكانت حكومة بوركينا فاسو منخرطة في المشاريع الإنمائية، لكن الإرهاب فُرِض علينا فرضا، فبلادنا تتعرض سنويا منذ عام 2012 لهجمات إرهابية كان أخطرها الاعتداء الإرهابي الدموي عام 2015 الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص. وهكذا ظهرت الجماعات الإرهابية فأعاقت مسيرة التطوير والتنمية، وفرضت علينا معركة جبانة وغادرة لكن يجبُ خوضها ومجابهتهم. أما عن التعاون مع السعودية على الصعيد العسكري، فينبغي القول إنّه في بداياته، وقمنا أخيرا بتعيين ملحقٍ عسكري، ونأمل من الجانب السعودي أن يقوم بخطوة مماثلة حتى يتسنى لنا تطوير التعاون العسكري في ما بيننا. لقد أصبحت بوركينا فاسو بالفعل عضوا في التحالف العسكري الإسلامي، لكننا نريد أن نقوي علاقات التعاون على الجانب الثنائي مع المملكة في إطار محاربة الإرهاب والتبادل الاستخباراتي والتأهيل والتزويد بالمعدات العسكرية لمكافحة الإرهاب في بلادنا بطريقة أكثر فعالية.