لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يتركَ أو حتى يتناسى جمهور الهلال وإعلامه ولو لبرهة من الوقت ما يتمسكون به من تعالٍ وكبرياء تجاه الفرق الأخرى وجماهيرها، فلغةُ الغطرسة اللفظيَّة تظل ظاهرة في كل حال من الأحوال، هل تذكرون خسارة الهلال من (سيدني) ومن ثمَّ (أوراوا) ؟ تلك الخسارتان لم تعلما الهلاليين الدرس جيداً، بل إنَّ الهلالي ظلَّ على حاله في تقزيم الآخرين، لن أُسهب بكلامٍ إنشائي، فقد تعودتُ أن أضعَ الدليل والحجة.. فخذوا دليلي المُضحك على حالهم، كلنا نعلم بأنَّ الهلال قبل مُباراته مع (أوراوا) في طوكيو كانت كل سبل الدعم مُهيأة له، فالدعم يأتيه من كلِّ مكان وأينما التفت أو طلب، ومع هذا كان أغلب الهلاليين من جمهور وإعلام لم يقابلوا الدعم بالشكر، بل دخلوا في مُناكفاتٍ مع جماهير الأندية، جعلت الأمر في نهاية هذه المناكفات ينتهي بعبارة (مستغنين عن دعمكم)!!

خسرَ الهلال كأس آسيا فسخرَ الآخرون من هذه الخسارة، كون هذه السخرية طبيعيَّة في عالم كرة القدم، وأمام هذه السخرية ظهرَ وجهٌ آخر للهلاليين (وجهٌ مثالي) ينطقُ بالدَّعوة لعدم السخرية، وانتقاد كل من يُطلق لفظ (أوراوا) أو (العالميَّة صعبة قويَّة)، ثم ظهرَ وجهٌ مثالي آخر ارتقى مُرتقى صعباً وعالياً ليقول -بكل جهل- يجب على لجنة الانضباط التدخل.. إلخ

هذا الوجه المثالي الذي توقف عند مشهدٍ عادي يحدث في كرة القدم لم يدمْ طويلاً، بل تحوَّل لمشهد آخر ولكنَّه في الغرابة أغرب وفي التناقض (حدث ولا حرج)، فحين خسرَ النصر من القادسية ترك الهلاليون مثاليتهم وصدارة فريقهم وتميزه في الدوري والتفتوا للسخرية التي كانوا ينهون عنها ويزجرون فاعليها، حيث تندروا بالنصراويين، بل وضعوا وسوماً في تويتر ومقاطع وأغاني ورد فيها كلمة (القادسية).

هما سؤالان: متى يترك بعض الهلاليين هذا (الانفصام) في مواقفهم، بين مثاليَّة مُزيفة وكبرياء مذموم؟ فهم يضعون وجه المثاليَّة في وقت الأزمات ويضعون وجه الكبرياء حال التوهم والأمل بالانتصار!! ومتى يكف بعض الهلاليين عن كذبتهم بأنَّ النصراويين يُشغلون تفكيرهم بالهلال؟ وكأنهم لا يُطاردون النصراويين بالسخرية حتى في مُبارياته الوديَّة!!

عن نفسي سأُجيبُ بصعوبة الإجابة، طالما أنَّ هناك من لا يزال مكتوياً بنار فريق لعبَ أمام ريال مدريد في محفلٍ عالمي وفي ذات التوقيت كان فريقه يلعب أمام سدوس.

من تحت الباب

آخر إقلاع.. جمهور النصر هو سبب أزمة النصر!!

ليته عندما توقف وتذمر عند قول مذيع (فرص) بدلاً من (فرصة) كان يعلم بحال جمهور منحه فرصا وفرصا وصبر! حذار، فالمُشاركة في روسيا تحتاج الكثير!!

عندما يقول قائل بأنَّ النظام هو (روتين) ويجب عدم الأخذ به.. فاعلم بأنَّ لا توازن بين عقله ولسانه!!

المجهول والفراغ هما شقيقان حميمان، والدهما يُدعى (تسويف) ووالدتهما تـدعى (وعد)!!

فرق بين أن نقول دوري قوي أو نقول دوري غريب، فعندما يكون الدوري غريباً لا يعني ذلك بأنَّ الدوري قوي!! وبالنسبة لي أعتبر الدوري الآن غريبا وليس قوياً.

ما يُقدِّمه اللاعبون الآن يستدعي القول بأنَّ (الأخضر في خطر) في روسيا!!

خاتمة:

كلما طالَ لليباسِ زفيرٌ

فزعَ الرملُ من طموحِ المنايا.

al_sh3laan@