كتاب ومقالات

وماذا بعد الصاروخ الثاني على الرياض؟

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

بعد ليلة فرح عظيمة عاشتها الرياض، وفي ظهر يوم بهيج ينتظر فيه الشعب السعودي إعلان تفاصيل الميزانية التي تسربت بعض أخبارها تحمل بشائر الخير، فوجئت رياضنا يوم أمس بصاروخ باليستي جديد قادم من اليمن أطلقته ميليشيا الحوثيين، أو بالأصح خبراء إيران في اليمن لأن أكبر خبير عسكري حوثي لا يجيد أكثر من إطلاق قذيفة هاون، وكالعادة كانت قوات الدفاع الجوي السعودي بالمرصاد لتسقطه دون أضرار.

هذا الصاروخ يأتي بعد خمسة أيام فقط من عرض بقايا الصاروخ الأول في مؤتمر صحفي استثنائي للسيدة نايكي هيلي مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة استعرضت فيه خطورة هذا العبث الذي تمارسه ميليشيا الحوثي التي وصفتها بالإرهابية وخطورته على دولة مهمة كالمملكة وعلى جوارها وما هو أبعد من ذلك، وأشارت بوضوح إلى مسؤولية إيران عن ذلك، وأنه لم يعد مسموحا للمنظمات الإرهابية التي ترعاها بالاستمرار في تهديد أمن الدول، مع تأكيدها على إعداد خطة عملية لإيقاف هذا التهديد سوف تعلن قريبا.

حسناً سوف نقول الآن للسيدة هايلي إنه لم تمض سوى أيام خمسة على مؤتمرها وتصريحاتها حتى بادرت إيران بالرد عبر وكيلها الحوثي مستهدفة الرياض، العاصمة التي تقف في وجهها بقوة، لكن الرسالة هذه المرة مزدوجة فهي موجهة للإدارة الأمريكية مثلما هي موجهة للرياض. ها هي إيران يا سيدة هايلي كعادتها ترسل رسائل الشر والاستخفاف بالقوانين الدولية وتتحدى المواثيق والمعاهدات التي تضمن سلم الدول واستقرارها وأمنها، فماذا تنتظرون حتى يبدأ ردع إيران وبنك تمويلها الإرهابي القطري والقضاء على الميليشيات التي تديرها في أكثر من دولة.

لقد أكدنا مرارا في المملكة أننا قادرون على حمايتها بشكل تام من هؤلاء العابثين، لكن القضية التزامات دولية لحماية استقرار العالم من فوضى المتهورين، فهل هناك مبرر للانتظار أكثر كي نرى تحركا فاعلا لتحجيم إيران وردعها وعقابها على العبث الذي تصر على ممارسته بمساعدة الدول التي تدور في فلكها والميليشيات الإرهابية التي صنعتها؟.