ذكرى البيعة

هيكلة وزارات.. وإنشاء أجهزة وهيئات جديدة

تحالفان عسكريان «عربي وإسلامي» لمواجهة الإرهاب الدولي

الملك سلمان بن عبدالعزيز متوسطا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قمة الرياض أخيرا.

منصور الشهري (الرياض) mansooralshehri@

تعيش السعودية في ذكرى البيعة الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، في تسارع كبير لتحقيق العديد من الإنجازات داخليا وخارجيا، ما عزز مكانتها الدولية وأكسبها قوة تأثير في العديد من القرارات والمواقف.

وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في غضون 3 سنوات على تحقيق عدد من الإنجازات في كافة المجالات الاجتماعية والعدلية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية، إذ تم إنشاء جهات حكومية جديدة وإعادة هيكلة بعض الوزارات والأجهزة، إضافة إلى تمكين المرأة من قيادة المركبة، والسماح بفتح دور سينما، وإقامة فعاليات ترفيهية تنظمها الهيئة العامة للترفيه؛ منها تنظيم احتفالات متنوعة حرصت على استقطاب بعض الفنانين العالميين، فضلا عن المعارض وخلافها.

3 سنوات من التميز

وشهدت البلاد في هذه الفترة القصيرة العمل على إستراتيجية لنقل توطين الصناعة العسكرية داخل السعودية بإنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية التي من أبرز أهدافها إدارة عمليات المشتريات العسكرية من الأسلحة والذخيرة والمعدات والتجهيزات والملابس العسكرية وعقود الصيانة والتشغيل الخاصة بالتسليح للجهات الأمنية والعسكرية بالمملكة، والمساهمة في فحص وقبول المنتجات والخدمات لضمان مطابقتها للمواصفات المطلوبة، مع مراعاة أن تكون الأولوية للشركات السعودية وفق ضوابط محددة تضعها الهيئة، وإصدار تراخيص التصنيع للقطاعين العام والخاص المحلي والخارجي لإنشاء الصناعات العسكرية والصناعات المكملة لها بالمملكة، ووضع حوافز لتطوير قطاع الصناعات العسكرية المكملة لها.

وعلى المستوى الأمني، خصوصا مكافحة الإرهاب، تم إنشاء جهاز رئاسة أمن الدولة الذي كون من قطاعات أمنية معنية بمكافحة الإرهاب وتمويله، وجاء إنشاء الجهاز الجديد نظراً للحاجة التي أصبحت ملحة في الوقت الراهن، ولأهمية الاستمرار في تطوير القطاعات الأمنية بالمملكة، وفق أحدث التنظيمات الإدارية لتكون على أعلى درجات الاستعداد لمواكبة التطورات والمستجدات، ومواجهة كافة التحديات الأمنية بقدر عال من المرونة والجاهزية والتحرك السريع لمواجهة أي طارئ.

وفي جانب مواجهة التهديدات والإرهاب الدولي المحيط بالمنطقة والدول الإسلامية، أنشأت السعودية تحالفين عسكريين على المستوى العربي والإسلامي؛ الأول منهما تحالف عربي لاستعادة الشرعية في اليمن بعد انقلاب الميليشيات الحوثية المسلحة والمدعومة من إيران على الحكومية اليمنية الشرعية، والذي أعلن في 5 /‏6 /‏1436 هـ «عاصفة الحزم» وضم أكثر من 10 دول خليجية وعربية وإسلامية لإعادة الشرعية لليمن، واستجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

فيما كان ثاني التحالفات ما أعلنته السعودية على لسان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في 3 /‏3 /‏1437هـ بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بشتى أشكاله وأنواعه بعد أن أصبح يشكل خطرا على العالم الإسلامي وشعوبه ومصالحه واستقراره، ويضم التحالف الإسلامي حتى الآن 41 دولة، وكانت الرياض شهدت أخيرا انعقاد المؤتمر الأول لمجلس وزراء الدفاع لدول التحالف الذي تضمنت قراراته إنشاء مقر التحالف في الرياض باستضافة من الحكومة السعودية.

مواجهة التطرف

في الجانب الفكري لمواجهة الفكر المتطرف، أطلقت السعودية خلال السنوات الـ3 الماضية منذ تقلد خادم الحرمين الشريفين الحكم مركزين لمواجهة الفكر المتطرف؛ أحدهما عالمي وهما «مركز الحرب الفكرية» و«اعتدال».

ويرأس ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالدفاع الأمير محمد بن سلمان مجلس أمنائه «مركزالحرب الفكرية» الذي أطلقته وزارة الدفاع السعودية، ويهدف إلى بث رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بلغات عدة هي الإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى العربية لكشف الأخطاء والمزاعم والشبهات وأساليب الخداع التي يروج لها التطرف والإرهاب، وإيضاح المنهج الشرعي الصحيح في قضايا التطرف والإرهاب، وتقديم مبادرات فكرية للعديد من الجهات داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى مبادرات فكرية للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومن ضمن الأهداف أيضاً عرض قيم ومبادئ الدين الحق بخطاب يراعي تفاوت المفاهيم والثقافات والحضارات منسجماً مع سياقه العصري، والإفادة من الدراسات والبحوث من خلال إنشاء منصات علمية وفكرية وملتقيات عالمية وكراسي بحثية وأدوات استطلاع وتحليل، إضافة إلى الانتشار عن طريق وسائل الإعلام والاتصال مع عقد الشراكات العالمية، وتنظيم المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش، ولاسيما مع مراكز التأثير والاستشراف بغية تحقيق إيجابية التوسع والانتشار، وإطلاق الحملات العامة لتوجيه الرأي العام إلى إشراك المجتمعات لتعزيز هيمنة الرؤية المعتدلة.

ويعمل في «مركزالحرب الفكرية» خبراء متخصصون من داخل المملكة وخارجها بحكم عالمية أهداف المركز، وأنه متنوع المحتوى والخطاب ليشمل كافة الفئات المشمولة برسائله، وسبق أن قدم المركز مجموعة من المبادرات الفكرية، وتواصل مع مراكز الفكر والتأثير حول العالم، وشرع إلكترونياً في بث رسائله المركزَّة لمحاربة الفكر المتطرف الذي يعتمده الإرهاب قاعدة لتضليل مستهدفيه من جميع دول العالم، إذ استطاع استقطاب عدد من المغرر بهم من أكثر من 100 دولة بمن فيهم أشخاص ولدوا ونشأوا وتعلموا في دول غير إسلامية، متأثرين برسائل التطرف الإرهابي التي يتواصل بها إلكترونياً في ظل فراغ من الدخول في تفاصيل عدد منها، خصوصا ما كان متركزاً على إثارة العاطفة الدينية، أو الفراغ في مستوى كفاءة المادة، وهو ما جعلها أقل تأثيراً.

مكافحة الفكر المتطرف

ومن جهة أخرى، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترمب المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» ومقره العاصمة الرياض، ويعمل به 350 شابا وشابة سعودية، إضافة إلى أنه سيتم اختيار ممثلين لمجلس إدارة المركز من 12 عضوا من الدول والمنظمات المختلفة، ويتولى منصب الأمين العام للمركز الدكتور ناصر البقمي. وتهدف رؤية مركز «اعتدال» بأن تكون المرجع الأول عالميا في مكافحة الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الاعتدال، وتشكل رسالته برصد وتحليل الفكر المتطرف واستشرافه للتصدي له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات ذات العلاقة. ولدى مركز «اعتدال» 4 أهداف وهي الوقاية، والشراكة، والتوعية، والمواجهة، فيما تقوم مرتكزات إستراتيجيته على 3 ركائز (فكرية، رقمية، إعلامية)، ولدى المركز عناصر عدة تميزه وهي التفوق التقني في الجانب الفكري، ومحاكاة جميع اللغات واللهجات، ودقة غير مسبوقة في التصنيف والتحليل تبلغ 80%، إضافة للتعاون الدولي وفق رؤية مشتركة، ويمتلك مركز «اعتدال» قوة تقنية وبرمجية عالية جدا تعمل على تغطية 7 قارات في الشبكة الإلكترونية.