أخبار

المملكة وقبرص.. رؤى متطابقة لمواجهة تحديات المنطقة

اتفاقات نوعية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية

الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس

عبدالله آل هتيلة (الرياض) hatayla2011@

لا يدخر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جهدا في سبيل استقرار وأمن المنطقة، وتخليص شعوبها من نيران الصراعات، والفتن، التي تؤججها دول بعينها في مقدمتها إيران، مستعينا ببعض الدول الصديقة، التي تنسجم سياساتها وتوجهاتها، وتتطابق رؤاها حول العديد من الملفات مع المملكة.

ومن هنا جاءت دعوة الملك سلمان للرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس لزيارة المملكة غدا (الثلاثاء)، لبحث الكثير من الملفات، وتوثيق العلاقات في جميع المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية.

وسجلت قبرص التي استقلت عن بريطانيا عام 1960، مواقف إيجابية عدة تجاه الكثير من الأحداث في المنطقة، وسعت إلى مد جسور التعاون مع الدول العربية. ويؤكد نيكوس في أكثر من موقف «أن بلاده تسعد بروابط الصداقة القائمة على مدى طويل مع الدول العربية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي». ويثني على الدعم الدائم من قبل الدول العربية، في ما يتعلق بحل المشكلة القبرصية، والذي يتضمن إعادة توحيد الجزيرة على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وهي إشارات إلى مدى حرص قبرص على التقارب مع الدول العربية، بعيدا عن تحالفات الشر، التي تقودها إيران وأذنابها الإرهابية في لبنان واليمن وسورية والعراق.

وينظر إلى العلاقات السياسية بين المملكة وقبرص على أنها مستقرة، في ظل عدم وجود خلافات على قضايا تاريخية أو جغرافية أو اقتصادية، إلا أن زيارة الرئيس نيكوس اناستاسياديس للرياض، التي يصفها مراقبون بـ «التاريخية»، ستؤسس لمرحلة جديدة ومهمة من العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وستشكل تحولا لا يمكن فصله عن الأحداث الجارية في المنطقة، خصوصا في ظل تطابق الرؤى بين البلدين.

ويرى المراقبون، أن زيارة الرئيس القبرصي للمملكة، تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين، تأتي في إطار جهود الدولتين لحلحلة الملفات الشائكة، بعيدا عن أي تحالفات، لا زالت ترى أن من مصلحتها، استمرار معاناة الشعوب، بدعم الأنظمة القمعية، والتنظيمات والجماعات الإرهابية، وتجاوز الخطوط الحمراء دون أدنى مسؤولية في التعاملات الدولية، خصوصاً أن قبرص تعاني من تدخلات دول في شؤونها الداخلية، بدليل ما ذهب إليه نيكوس وهو يؤكد أن تركيا تعرقل حل الأزمة القبرصية، وأن أنقرة تصر على وضع وحدات عسكرية في قبرص، مرجعا فشل كل المحادثات إلى هذا السبب.

ويؤكد المراقبون أن العلاقات السعودية - القبرصية شهدت تحسنا في السنوات الماضية، وهو ما أكده وزير الخارجية القبرصي إيوانيس كاسوليديس نهاية العام الماضي، معرباً عن سعادته بأن يرفرف العلم السعودي فوق أراضي بلاده، وهو ما تحقق بافتتاح السفارتين في نيقوسيا والرياض، لتبدأ صفحة جديدة من العلاقات الوثيقة، وبما ينعكس على استقرار المنطقة.