ميساء الخواجا: من دخل في فن لا يجيده جنى على نفسه
الاثنين / 14 / ربيع الثاني / 1439 هـ الاثنين 01 يناير 2018 02:46
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
أكدت الناقدة الدكتورة ميساء الخواجا أن إحدى إشكالات الناقد تراكم أعمال لا ترتقى لمستوى النشر والمشاركة، وأبدت أسفها أن تتحول حالات إقحام البعض نفسه في مدار كتابي لا يجيده، أو يعتقد هو أنه جيد فيظن أن الآخرين سيقتنعون بوجهة نظره في إبداعه، وكشفت لـ «عكاظ» أن الإبداع حالة تفرض نفسها على مبدع يملك مؤهلات، واستوعب معطيات الفن الذي يكتبه عبر قراءات معمقة. وعزت إلى الوعي نجاح تجارب في تجاوزها وانتقالها من فن إلى فن، وإلى قلة الوعي بمفهوم الإبداع اجتراء البعض على خوض تجربة كتابية لمجرد توهمه في نفسه أنه قادر على الكتابة، مشيرة إلى أن كبار المبدعين تهيّبوا الحضور في المشهد الثقافي، وبعضهم رفض ينشر إبداعه برغم فرادته، في حين يتسابق كتاب وكاتبات إلى النشر قبل أن يبلغوا مرتبة النضج الفني، مؤملة أن يعيد القاصون والقاصات الجدد النظر فيما ينتجون، كون البعض يشارك وهو غير قادر على التفريق بين الأجناس الأدبية، وعدّت بعض المشاركين في ملتقى القصة في الباحة عاجزين عن فهم كنه الإبداع، إذ إن امتلاك لغة جيدة لا يعني امتلاك زمام فن من الفنون، ومثل هؤلاء كما ترى بحاجة إلى قراءات متنوعة في القص، وقراءة ما كتب عنها ليدرك المسافة بين الومضة الشعرية، وبين السرد، وبين القصة القصيرة جداً، وتذهب الخواجا إلى أن سوء الكتابة في فن من الفنون لا يسيء للفن بقدر ما يسيء لكاتبه حين يحسن الظن بنفسه أنه وصل مرحلة التأهيل للنشر والقبول، أو متلقيه العادي، الذي تلتبس عليه الأمور، وأبدت تحفظها على من يقف خلف كاتب مبتدئ ويوهمه أنه قادر على مجاراة الكبار، ما يوقعه في ورطة كبرى، وأوضحت أن أسماء كبيرة وجميلة تتضاءل أصواتها في خضم تجارب غير مدروسة وغير حقيقية، وأضافت: أن تحميل النقاد شيئا من المسؤولية مبرر كون حركة النقد أبطأ من حركة الإبداع، ولفتت إلى أن نقد بعض التجارب وإن بقسوة لا يعني التحامل على الكاتب قدر ما يعني إيقاظه من وهم الوصول المبكر، ودعت الشباب والفتيات من الكتاب إلى النظر إلى التجارب الكبرى ليتعلموا كم هو شاق وطويل طريق الكتابة، وتحفظت على مجاملات النقاد ويعرضون الأعمال لمجرد أن كاتبها أهداها له، وترى أن الناقدة المرأة أقسى على بنات جنسها من النقاد الذكور، فيما تذهب إلى أن المجاملة حاضرة في المشهد الثقافي، وتطلعت إلى تكوين لجان فرز لأي أعمال تشارك في منافسات أو مقابلات، وتفهمت إشكالية المؤسسات في الدعوات، كونها تتعامل مع الأسماء، وعزت إلى الوعي القرائي مسؤولية الفرز كونها تابعت في ملتقى الباحة تذمر من بعض الحضور ما يعني ارتقاء الوعي بالكتابة الجيدة، وتذمرت من الأخطاء اللغوية والنحوية لكتّاب لا يحسون قراءة أعمالهم.